شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يـوم الشُّهـداء
الشهداء أكْرَم مَنْ في الدينا، وأنْبلُ بني البشر: الرئيس حافظ الأسـد
أحْني أمام تُرابهِ نَظَري
إنَّ الشهيدَ لأكْرمُ البَشَرِ
يَسْخو بما مَلَكَتْ يداهُ وما
لَمْ تملكا في ساعةِ الخَطَرِ
كالزَّهْر يأرُجُ دونما صَلَفٍ
ويُنْضّرُ الآمالَ كالمَطَرِ
حُرّية الإنسانِ حَقَّقَها
بدَم… وأمْلاها على العُصُرِ
يَقْضي فِداءَ بلادِهِ فَرِحاً
لِيَرُدَّ كَيْدَ الغاصِبِ الأشِرِ
لا يَسْتوي الشُّهداءُ مَنزِلةً
شَتَّان بَيْنَ الشَّوْك والزَّهرِ
مَنْ مات مُرْتزِقاً فليسَ له
أجْرُ الشهيدِ الطَيّبِ الأثَرِ
والرافلونَ بنِعْمةٍ وَدَدٍ
غَيْرُ الأُلَى يَشْقون في سَقَرِ
مَهْما تعالَى شانِئوه فَهُمْ
بَيْن الزَّواحِفِ وهْوَ في القَمَرِ
شابَ الزَّمان ولم يَزَلْ دَمُه
حَبْراً لتحريرِ الشعوب طَرِي
سَيَظَلُّ عُنْوانَ الإباء، وهُمْ
رَمْزُ الهَوان وعِبْرةُ العِبَرِ
قَدْ يَظْفَرُ الباغي ببُغيَتِهِ
ويكون كلُّ العار في الظَّفَرِ
شَبَحُ الضَّحيّة قَدْ يلاحِقُه
في كلَّ مُرْتَفَعٍ ومُنْحدَرِ
إنْ نام فَهْوَ على وسادَته
وإذا تساهَر فهْوَ في سَهَرِ
ساعاتُه بالخَوْف مُثْقَلَةٌ
ما الفَـرْقُ بـينَ الخَـوْف والحَـذَر؟
* * *
أمُّ الشهيدِ – على فَجيعتها -
محْسودةٌ في البَدْو والحَضَر
تَبْكي ولا تَبْكي، فأدْمُعُها
عِقْدٌ، ولكنْ غَيْرُ مُنْتَثِر
أو إنَّها عَبَراتُ ثائرةٍ
في لَحْظةٍ مِنْ ضَعْفها البَشَري
تُحنى لها الهاماتُ خاشِعةً
ويَغضّ طَرْفُ الزَّنْبقِ العَطِرِ
مِنْ حَقْلها بَلْ مِنْ حديقتها
جَنَتِ الحيَاةُ أطايبَ الثمرِ
* * *
قُلْ للذي يَخْتال في بَطَرٍ
لا تأمَنَنَّ عَواقبَ البَطَر
مَهْما تَكُنْ في الأرضِ مُقْتَدِراً
لا شَأنَ في الأخْرى لِمُقْتَدر
لَمْ يَنْفَعِ الطُّغيانُ صاحبَهُ
كلاّ… ولَمْ يَقِهِ مِنَ القَدَرِ
سَيْفُ العَدالة فوقه أبداً
وكلامُها نَقْشٌ على الحَجَر!
* * *
شُهداءَ سُوريا أتَيْتُكمُ
بتَحيةٍ مِنْ شِعْري النَّضِر
قَطّرتُها صَهْباءَ صافِيةً
حَلّتْ لِمُرْتَشِفٍ ومُعْتَصرِ
فِضَّيَّةَ الأنْفاس، نابِعَةً
مِنْ خافقٍ بالشَّوْقِ مُسْتَعرِ
لولاكُمُ كانَتْ كرامَتُنا
نَهْباً لذي نابٍ وذي ظُفُرِ
لولاكمُ كانَتْ هُويّّتُنا
كُرَةَ الفَرنْج ولُعْبة التَّتَرِ
لولاكمُ ضاعَتْ قَضِيتُنا
ما بَيْن مُنْتصرٍ ومُنْكَسِرِ
طِيبوا نُفوساً في مَراقِدكم
لَمْ تَتْركوا طِفْلاً على كَدَرِ
عطَفَ الرئيسُ على فراخِكُمُ
وحَماهمُ بجَناحِه العمَري
فَقدوا الأب الحاني وما فَقَدوا
عَطْفَ الأبِ الأحْنى على الوُكُرِ
عَرَفوه في ساح النَّضال وما
عَرفوه في صلواتِهِ العَشْرِ
خَمْسٌ لوجه اللهِ يَرْفَعُها
والباقياتُ لِنُصْرةِ البَشَر
طَلَعَتْ على الدنيا شهادَتُكمْ
قَمَراً يُضيء مَسالِك القَمَر
تاريخُكمْ سيَظَلُّ مَلْحَمةً
عَصْماءَ مِلءَ السَّمْعِ والبَصَر
تُروَى لعَدْنانٍ، فيَنْقُلها
عَدْنانُ في زَهْوٍ إلى مُضَرِ
مَهْما سَما شِعْري فما بَرحَتْ
قَدَمايَ غارِقتيْن في المَدَرِ
وطني، ومَنْ ماتوا فِدَى وَطني
في القَلْب أحْمِلُهمْ، وفي النَّظَرِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 544 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.