طوارقَ الليلِ؛ كاد القلـب ينفطـر |
ولا نديم، ولا كأسٌ ولا وترُ |
قد عربد الشوق تشجيه هواجسُـه |
عن الأحبَّة، لا تُبقي ولا تذرُ |
الله للشوق في دنيا قـد انتحـرت |
فيها الأماني؛ فلا حلـم ولا وطـرُ |
توحشت في دجاها الكائنـات فـلا |
عقلٌ ولا رحمة ترجى ولا وزرُ |
قد استبدت بهـا الآلام وانسحقـتْ |
آمال من صابروا فيها ومن صـبروا؛ |
تهافتوا دونما حِلْم، ولا حذر |
يا ليتهم حلموا، أو ليتهم حـذروا؛ |
وكيف ينبض فـي أحداقهـم ألـقٌ |
وهم بأوهامهم هامـوا وما شعـروا |
بؤسي لمن صدَّقوا الأوغاد وانخدعـوا |
وويْح من قدْ أباحوها ومن غـدروا |
وهم أولوا الضَّغْن في أحشائهم نَبَتَتْ |
أظفاره، وبهـا يعْـدون إن قـدروا |
لا يؤمنون بحـقٍّ إن هـمُ انهزمـوا |
ولا بقربي ولا عفوٍ إذا ظفروا |
* * * |
وهم "بصِفِّين" من ماتت ضمائرهـم |
فعلقوها على الرايـات وانتظـروا |
وكان "عمرو" ذكيَّـا ماهـراً لبقـاً |
و "الأشعري" بشعار الوهـم يدَّثـرُ |
قد حكموا صحف القرآن مصيَـدةً |
وضيعوها وخانوهـا إذ انتصـروا! |
نعم قد انتصـروا يومـاً بمكرهـم |
لكنهم خسروا التاريـخ واندحـروا |
يا قومنا؛ راقبوا "القربـى"، فَرُبَّتَمـا |
عزَّ الذليـل، وذل الظالـم الإشـِرُ |
مهلاً؛ فقد بشم التاريخ وانتفخت |
أوداجه، والتظى في جوفـه البطـرُ |
ماذا لكم عند أهل البيت مـن تـرةٍ |
قولوا لنا؛ وسنأتيكم وتعتذرُ |
وقد تنازل إكراماً لكـم "حسـنٌ" |
يرجوا هداية من ضلّوا ومن مكـروا |
أما "الحسين" فقد وافى منيته |
ولم يُسالم؛ لأن القوم قـد كفـروا! |
نحن الألى ثأروا للحق عـن شـغفٍ |
به فقال الألى ضلوا قـد انتحـروا |
ممن قضى نحبه، أو من قضـى قـدر |
بأن يعيشوا؛ وصانُوا الحق وانتظـروا |
نحن الألى لضحاياهم قد ارتعشـتْ |
منابر الدين تبكـي فوقهـا السـورُ |
ماذا جنينا فنجْلـي عـن مرابعنـا؟ |
وما اقترفناه مـن ذنـبٍ فَنُجْتَـزرُ؟ |
أذنبنا أننا من نسل فاطمةٍ |
يا قوم مهلاً؛ فإنا مثلكـم بشـر؟! |
* * * |
قالوا: هلكتم؛ فقلنا إن قضى القدرُ، |
قالوا: فنيتم؛ فقلنـا: نحـن ننتظـرُ، |
قالوا: عن "العدل والتوحيد" قد عدلت |
أهواء بعضِكم قلنا: قـد اندثـروا، |
إذا جنى بعضنا وِزراً أُحِيـطَ بـه.. |
فرداً؛ وآيتُنـا فيـه: "ولا تَـزِرُ"
(1)
|
لا تظلموا الكلَّ؛ إن شذ الأولى مرقوا، |
الأوَّلون من الحكَّام.. والأخرُ |
نمتهُ "صنعاء" أو "إريان" أو "خَمِرٌ"، |
وحصْنُ "ضوران" أو "شمسان" أو "صبرُ" |
لم نُستَشَر في اختيار الجدِّ، لا "يَزَنٌ" |
ولا "حُسينٌ" ولا "زيدٌ" ولا "عمرُ" |
والعنصريّات قد شاهت، وقد يبسَتْ |
عروقها، واعتراها العـثُّ والخَـدرُ |
لقد سئمنا أحاديث القبـور، وقـد |
صكَّت مسامعَنا الأشعـار تفتخـرُ |
* * * |
أَجُرمنا أنَّنا لا ندعي نَسَباً.. |
إلى ابن "يُعفِر" حتَّى مسَّنا الضررُ؟
(2)
|
أم أنكم قد جهلتم أمـر بارئكـم.. |
لأن أحقادكم كالنار تستعر!؟ |
كانت هناك هنـاتٌ سـاء منقلبـاً |
بها الألى قارفوا الـزلاَّت إذ أَمَـروا |
لو قدَّروا ما ببطـن الغيـب مـا اجتهـدوا، |
ولا أتوا ما تحاشينا، ولا عثروا.. |
حسن النوايا لهم عذرٌ إذا اعترفـوا |
بأنهم أخطؤوا التقديـر.. واعتـبروا |
ومن قضى وهـو لا يـدري مثالـب مَـنْ |
باسمه هدر الأعوان ما هدروا |
له مـن العـدل ميـزانٌ سينصبـه |
عدلٌ إذا الخَلْق كيما يُنْصَفوا حُشِروا |
* * * |
يا قومنا راقبوا التاريـخ وادَّكـروا |
منا الأُلى غَيرةً للديـن قـد ثـأروا |
فَطاحلاً لضحاياهم قـد ارتعشـت |
منابر الحق تبكـي فوقهـا السـورُ |