شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأرض والأمن والوحدة
المملكة العربية السعودية برزت قوةً لها مكانتها في دنيا العرب وفي مشاعر الأمة الإسلامية من أول يوم عرف العالم فيه قيمة الأمن في الأرض المقدسة.. فتوحيد الجزيرة تحت رعاية الملك عبد العزيز أعطى العرب صورة واضحة عن قيمة الوحدة تنادي بها وتسعى الشعوب العربية بوسائل شتى لتحقيق هذه الوحدة بين شعوبها.. في صورة من الجامعة العربية، في تضامن عربي - إلى غير ذلك مما تحقق نجاحه واتضح فشله.. فالوحدة المثال هي ما تحقق على يد البطل المرحوم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
وقد أتخذت وحدة الجزيرة القيمة كل القيمة بهذا الأمن.. بهذا الثبات لها.. أثبتت به وجودها وثبتت به وجودها وإيجادها وحتى إجادتها.
فالأمن أعطى الدولة القيمة.. فلا قيمة لدولة بلا أمن والوحدة أعطت كل العرب قيمة جديدة، ولا نجاح للعرب إلا باتحادهم على أية صورة.. لكن الصورة الصحيحة هو ما يتحقق بالاختيار.. ما تلزم به ضرورة الانتصار.. لا بما يفرض بقوة الكلام أو بالشعارات.. فوحدة السعودية تجربة رائدة، والأمن فيها برهان يتضح للذين يمارسون سياسة أي دولة على أنه هو القيمة لهذه الدولة.
فالتنمية والعدالة وراحة الإنسان كلها من عطايا الأمن.. أمكن به صون الثروة في الأرض وإخراج الثروة من الأرض، واستثمار الثروة لخير الأرض وعمرانها، وأضافت السعودية قيماً جديدة فلئن كان الأمن والوحدة أساساً فقد جاء المكان أعني الأرض بكل مقدساتها صانعاً قيمة أساسية ولا بأس أن نقول إضافية، فقبل الوحدة والأمن فإن مكانة الأرض هي القيمة وبعد الوحدة والأمن.. أضافت مكانة الأرض قيمة.. غير أن القيمة الحقيقية هو إدراك ما لهذه القيم من قوة.. فحين عرف الملك قيمة أرضه.. قيمة الأمن.. قيمة الوحدة.. صاغ سياسة الدولة على أساس هذه المعرفة وهذا الإدراك.. لا يعارض باتحاد كلمة العرب.. بل يسعى لأن تكون.. لا يتداخل فيما يعكر أمن أي شعب جار له.. أخ في العروبة لأن معرفته لقيمة الأمن حببته أن يصون الأمن في كل الجوار.. في كل الشعوب العربية ومعرفته لمكانة أرضه في قلوب العرب والمسلمين جعلته يصون هذه المعرفة بأن تكون المقدسات مصانة مفتوحة الأبواب لمن يصلي للقبلة.. لمن يتغنى بالعروبة.. لمن يتلو آية من القرآن.
كل هذا إمكان.. كل هذا مكانة.. جعل الدنيا كلها تعرف قدر السعودية فتسعى إليها.. كل يوم تستقبل الرياض ثائراً عظيماً تقديراً لهذه المكانة، وكل هذا مرة أخرى زاد ارتفاعاً بتحرك السعودية إلى المؤتمرات والزيارات والوساطات تشارك كل مؤتمر فيه خير إسلامياً وعربياً، وحتى إنسانياً تتصل بالعالم كل العالم.. توضح الحق العربي وتحارب الباطل الإسرائيلي.
ولا ننسى أن الذي جعل أفريقيا تأتي مختارة في طواعية معززة إلى التضامن مع العرب هو الخط الذي سار عليه المرحوم الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز.
فليس ادعاء لا يقوى على تكذيب الواقع أن نقول هذا القول ((إن فيصل هو الأول من قادة العرب الذي مد يده إلى إفريقيا)) لا يعنيه ثائر في داخل أي دولة ولا يتخذ موقفاً سالباً ممن رضيه أي شعب إفريقي رئيساً على دولته، صداقة للجميع بصدق مع الجميع.
وجاءت حرب رمضان فإذا الملك فيصل لا يتركها تنتهي بوقف القتال، وإنما تداركها لئلا تنتهي دون جني ثمراتها فأبقاها زمنها الطويل حتى الآن معركة منتصرة بسلاح البترول فعمل عبد العزيز في نهجه القوي السليم وعمل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج