شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الثَّالِثَةُ والخَمْسُونَ
حضر الشيخ مبكراً كعادته كل يوم.. ثم لحقه الفتى فسأل الشيخ فتاه هل عندك ما تسأل عنه في الدرس السابق يا بني؟ قال الفتى: أفضل لو أذن لي شيخي أن نؤجل الأسئلة حتى ننتهي من درس الممنوع من الصرف كله.
قال الشيخ هذا حسن.. فعلى بركة الله.. نكمل درسنا السابق..
ثانياً: وننتقل إلى الممنوع من الصرف لوجود علتين اثنتين فيه.. ويجيء في أحد عشر موضعاً.. هي:
1 ـ إذا كان علماً مختوماً بتاء التأنيث لمذكر أو مؤنث نحو قولك حضر عطية.. أو حمزة.. معاوية.. طلحة.. للمذكر.. وفازت خديجة أو عائشة.. رقية.. فاطمة.. للمؤنث.
2 ـ إذا دل الاسم على مؤنث حقيقي خالٍ من علامة التأنيث مثال.. زينب.. نضال.. جيهان.. نبال.. أشواق.. شروق.. أما إذا كان ثلاثيًّا مقبوض الوسط.. مثل.. هند.. دعد.. شهد ـ عهد ـ فيمكن لنا منعه وصرفه..
فتقول.. لقيت اليوم هندَ.. أو هنداً..
3 - إذا كان الاسم علماً أعجميًّا.. متجاوزاً على ثلاثة حروف نحو.. إبراهيم.. إسماعيل.. إسحاق.. جبريل.
رفع الفتى إصبعه مستأذناً بإلقاء سؤال عاجل.. لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة.. فأذن له بطرح سؤاله.. قال الفتى: ما هي علامة العجمة أيها الشيخ؟؟ هز الشيخ رأسه وقال للفتى هكذا أنت يا بني تطلق جيد الأسئلة وشفافها.. فبارك الله لك في ذكائك هذا.. ثم قال: العجمة ما أجمع عليه أهل اللغة والبيان لخروجه عن القياس المألوف.. فنلاحظ مثلاً أن أسماء الملائكة والأنبياء كلها أعجمية ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة.. ما عدا.. مالكا.. منكرا.. نكيراً من أسماء الملائكة.. أما رضوان فيمنع لزيادة الألف والنون في آخره.
ومن أسماء الأنبياء المعروفة ـ محمدٌ ـ صالحٌ ـ شعيبٌ ـ هودٌ ـ لوطٌ ـ نوحٌ ـ شيثٌ.. وما عداها فممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.. أخذ الفتى يسجل هاته الملاحظات في كراسته وأزيدك علماً يا بني.. أن النحاة والمعنيين باللغة وضعوا ملزمات ودلائل تحدد الاسم الأعجمي منها.. اجتماع حرفي الجيم والصاد نحو صهريج.. وصولجان.. أو الكاف والجيم.. نحو.. كجمبار أو الراء بعد النون نحو نرد.. نرجس.. أو الزاي بعد الدال.. مثل مهندز.. محلدز.. أو السين والذال.. نحو سميذ.. هذا زيادة على ما سبق ذكره من تجاوز الاسم في حروفه أو صيغته عن المألوف والقياس.. ثم انتقل الشيخ يكمل درسه قائلاً:
4 ـ إذا كان الاسم علماً منتهياً بألف ونون زائدتين نحو.. أقبل عثمان.. رأيت رضوان.. نظرت إلى.. عدنانَ: ومنه.. لقمان.. فيحان.. عفران.. نعمان.. رفع الفتى إصبعه مستأذناً يطرح سؤال عاجل.. سمح له الشيخ بطرح سؤاله.
قال الفتى: وماذا عن لسان ـ بنان ـ رهان ـ سنان؟ قال الشيخ: شكراً على سؤالك الجيد هذا.. ما ذكرته لا يمنع من الصرف لأمرين اثنين: أولهما.. مجيء الألف والنون بعد حرفين وليست بعد ثلاثة حروف.
والأمر الثاني وهو الأهم.. أن الألف والنون حرفان أصليان في الكلمة..
5 ـ إذا جاء الاسم على هيئة الفعل نحو.. يثرب ـ ينبع ـ أحمد ـ أكرم ـ يشكر ـ يغوث ـ يعرب ـ يزيد.
6 ـ وكذلك إذا جاء العلم على وزن ـ فُعَلْ ـ نحو ـ عمر ـ زحل ـ هبل ـ زفر ـ مضر ـ ثعل ـ جثم ـ قشم.. رفع الفتى إصبعه مشيراً لسؤال عاجل.. أذن له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى عفواً أيها الشيخ.. وماذا عن لبد ـ غرف ـ صرد ـ ثغر ـ قال الشيخ: لا يمنع لأنه يدل على الجمع وكذلك لا يمنع مثل: حطم.. لأنه يدل على الوصفية لا العلمية.. ومنها: هدى ـ وتقى.. لأنهما مصدران.. لا إسمين.
7 ـ يمنع الاسم من الصرف للعلمية.. وألف الإلحاق.. المقصورة.. مثل علقى.. أرحى وهي التي تلحق الاسم زيادة على بنيته الأساسية فالأصل فيه.. علق ـ أرح ـ ثم ننتقل الآن من الإسمية إلى الوصفية.. فهل لديك أي سؤال أيها الفتى؟.. قال الفتى: شكراً جزيلاً لك أيها الشيخ الوقور.. ثم أخذ كل منهما طريقه إلى بيته.. على أمل اللقاء المتجدد غداً ـ إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :629  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج