| الحَلْقَةُ الثَّانِيَةُ والخَمْسُونَ |
| سأل الشيخ فتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟! |
| قال الفتى لدي بعض الأسئلة ولكنها في غير الدرس السابق فهل يأذن لي أستاذي الشيخ بطرحها؟! قال له الشيخ هات أسئلتك أيها الفتى.. قال الفتى قرأت قولهم ـ ليت محمداً مجدًّا في عمله ـ فكيف جاء لفظ.. مجدًّا ـ منصوباً أيها الشيخ مع أنه خبر لـ ((ليت)) وخبر ليت كما أعلم يكون مرفوعاً.. قال الشيخ أجاز البصريون ذلك على التضمين.. رفع الفتى إصبعه وماذا تعني لفظة التضمين يا شيخي العزيز؟! |
| قال الشيخ تعني أنهم ضمنوا ليت معنى أتمنى أو آمل.. وعندها يكون ـ مجدًّا ـ حالاً من محمد منصوباً.. راح الفتى ينظر إلى أستاذه الشيخ مندهشاً لما يسمع ثم طرح سؤاله الثاني قائلاً وماذا عن قولهم. |
| لعلَّ أبي حذيفة قادم؟ ـ كيف جاء لفظ ـ أبي ـ مجروراً مع أن موقعه النصب لأنه اسم لعلَّ؟ رد الشيخ اعتبر البصريون ـ لعلَّ حرف جر ـ وما بعده مجرور به في بعض المواضع.. ثم طرح الفتى سؤاله الأخير. |
| قائلاً وكيف قالوا.. في الفصل تسعة عشر تلميذاً متفوقين..؟ مع أن التمييز هنا مفرد وكان لا بد من إفراد الصفة له فنقول متفوقاً بدلاً من متفوقين.. لاحظ الشيخ شفافية أسئلة فتاه.. فقال له ما شاء الله عليك يا بني أسئلتك جيدة تنم عن متابعة وحس رهيف أتمنى لك مزيداً من التوفيق.. أما عن سؤالك فكلاهما جائز.. الأفراد مراعاة للفظ.. والجمع مجاراة للمعنى.. أخذ الفتى يسجل هذه الملاحظات القيِّمة من أستاذه الشيخ في كراسته التي ملئت بالكثير المفيد من الشروحات.. |
| ثم اعتدل الشيخ في جلسته استعداداً للدرس الجديد، وقال لفتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى شكراً جزيلاً لأستاذي الشيخ وعلى بركة الله نبدأ درسنا اليوم قال الشيخ أما عن درسنا اليوم فهو من أهم دروس النحو ويحتاج منا إلى انتباه ومتابعة.. فهو ـ الممنوع من الصرف ـ فأنت تعرف أن الاسم منه ما هو منون.. ومنه ما لا يقبل التنوين فالممنوع من الصرف هو ما يمتنع تنوينه.. أي صرفه.. فيجر بالفتحة في غير الإضافة أو الاقتران بأل.. فنقول مثلاً حضرت خديجةُ ـ رأيت خديجةَ.. مررت بخديجةَ.. بلا تنوين.. ومن حيث أقسامه فيمكننا أن نقسمه إلى الآتي: |
|
أولاً: اسم يمنع صرفه لعلة واحدة فيه ويأتي في ثلاثة أوجه: |
| 1 ـ إذا انتهى الاسم بألف التأنيث المقصورة نحو قولنا.. حضرت يسرى.. أو بشرى.. أو سلمى.. أو ليلى.. أو فدوى.. أو نجوى.. أو سلوى. |
| 2 ـ الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة.. مثل قولنا.. هاته صحراء واسعة.. ومررت بصحراء قاحلة.. ومنه خنساء. وجناء زجَّاء ـ هيفاء ـ شيماء ـ زهراء.. |
| رفع الفتى إصبعه مستأذناً بطرح سؤال عاجل عنَّ له. لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة فأذن له بطرح سؤاله: قال الفتى عفواً أستاذي الشيخ سمعت من يقول مررت بحراءٍ ـ بالتنوين ـ في أعلى مكة.. فكيف أجازوا صرفه مع أنه اسم منتهٍ بالهمزة الممدودة؟! |
| ارتاح الشيخ جدًّا لسؤال الفتى.. وقال له صدقني يا بني إنك شببت عن الطوق سؤالك هذا أكثر من جيد.. والإجابة عليه.. هي.. إذا ذكَّرت ـ حراء ـ صرفته وإذا أنَّثته.. منعته.. فتقول مررت بحراءٍ.. أي جبل حراء.. وإذا قلت مررت بحراءَ.. فأنت نويت التأنيث فالاسم يجوز فيه الوجهان التذكير والتأنيث.. فاحترس وشكراً لك على سؤالك هذا! |
| ثم ذكر الشيخ وكذلك تمنع ((أشياء.. أشلاء أضواء)) لأنها أسماء منتهية بألف التأنيث الممدودة.. ومع أنها جموع لأسماء مفردة.. |
| 3 ـ وكذلك إذا جاء الاسم على صيغة منتهى الجموع.. |
| رفع الفتى إصبعه مباشرة قائلاً تقول أستاذي الشيخ ـ منتهى الجموع ـ ماذا تعني هذه اللفظة؟! قال الشيخ تعني كل جمع تكسير ثالثه ألف زائدة يليها حرفان أو ثلاثة حروف وسطها ساكن مثل.. منابر.. محابر.. مساجد.. مناسك.. مسامير.. قناطير.. قناديل.. بهاليل.. عصافير.. مشاهير.. أجاويد.. مناديل.. |
| نظر الشيخ إلى ساعة الحائط فوجد الوقت متأخراً فقال لفتاه أرى أن نؤجل باقي الشرح إلى الدرس القادم إن شاء الله خشية الإملال.. وتكدس المعلومة.. ثم أخذ كل منهما طريقه إلى بيته على أمل اللقاء المتجدد غداً إن شاء الله. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
