الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

كلمة المعهد ⁽¹⁾

مولاي صاحب السمو الملكي:

إنكم لتتوجون يا مولاي بهذه الزيارة الكريمة هامة المعهد العلمي السعودي بإكليل باهر من الغار وتعقدون له بهذا التفضل لواء الشرف والفخار وتقلدون أعناق أبنائه المخلصين منة جليلة تمدهم بقبس من شعاع الأمل الوهاج وتزكي بين جوانحهم جذوة الطموح والحماسة والنشاط وتنطق عواطفهم قبل ألسنتهم بجميل الشكر وصادق الولاء. وإني يا مولاي بنيابتي عن المعهد أساتذة وطلاباً أقوم بالترحيب بسموكم الكريم والتعبير عما انطوت عليه قلوب المعهديين من حفاوة وحبور تتحدث عنهما هذه الوجوه المسفرة وتفصح عنهما تلك الأسارير المتهللة أبلغ إفصاح ابتهاجاً بالزائر العظيم وامتناناً بهذا اليوم الأغر.

يوم تمناه الزمان وطالما

مدت إليه رؤوسها الأعصار

مولاي:

إنه لمن دواعي الغبطة والإفتخار أن يخطو المعهد في هذا العام بفضل ما أضفاه عليه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم من المنن الجسام وما شملتموه به من عطف ورعاية كريمتين، خطوة فسيحة في سبيل بلوغ الغاية السامية التي أنشىء من أجلها وأشيد لتحقيقها إلا هي خدمة الدين الحنيف واللغة العربية ونشرت تراث المعارف الإسلامية لا في هذه البلاد فحسب بل فيها وفي غيرها من البلاد الإسلامية الأخرى مما جعل هذا المعهد مطمح أنظار طلاب العلم الوافدين على هذه البلاد من شتى الأقطار الإسلامية هذه الخطوة يا مولاي كانت وستظل ذات أثر بعيد في نهوض المعهد وتقدم نتائجه ذلك إن تفضلكم على المعهد بهذا الصرح الرفيع الذرى الفسيح الأرجاء قد أتاح للمعهديين فرصة ثمينة للتقدم وحباهم ميداناً فسيحاً لمضاعفة الجهود وزيادة الإنتاج كما مكن إدارة المعارف العامة من أن تختار للمعهد نخبة من الأساتذة القديرين فكان من أثر ذلك أن تقدمت الدراسة وارتقت أساليبها في المعهد بقسميه الابتدائي والثانوي.

وسرعان ما امتد تيار ذلك النشاط يحمل إلى نفوس أساتذة المعهد وطلابه روح المنافسة والمباراة المحمودة ثم لم يلبث هذا التيار المتدفق إن لمس نواحي الإنتاج الأخرى فازدهرت بين طلاب المعهد وتلاميذه بعض أوجه النشاط الاجتماعي والتعاون المتمثلة في مكتبة التلميذ وصندوق التعاون الاقتصادي وفرق الرياضة والعمل والخطابة على نحو يبشر بعهد جديد ومستقبل مجيد إن شاء الله.

مولاي:

إذا صح لنا أن نقيس عمر المؤسسات العلمية بإعمار الآدميين أمكننا أن نقول: إن الأربعة عشر عاماً التي قضاها المعهد في خدمة العلوم والمعارف في هذه البلاد وتزويدها بطائفة صالحة من الشبان المثقف العامل.

هذه الفترة - قد كانت بمثابة مرحلة الطفولة من حياته الطويلة بعون الله. فهو الآن يستقبل مرحلة جديدة من مراحل حياته الحافلة بالعمل والنشاط هي مرحلة الاضطلاع برسالته العالية الجديرة بما أنيط به من رجاء واسع وأمان غوال.

هذه المرحلة الجديدة التي يستسهلها المعهد بزيارتكم الكريمة يستقبلها أساتذته وطلابه بحماسة وأمل كبيرين.

إنما هي أثر مهم من آثار عطفكم وتشجيعكم وإن المعهد يستمد من ذلك العطف وهذا التشجيع قوة ومضاء فيضمنان له بإذن الله تعالى النهوض بالتعليم العالي إلى المستوى اللائق في بلاده.

شع من بطحائها نور الهدى

فاهتدى الناس به دنيا ودين

ومشت ألوية الحق إلى

دول الأرض بأيدي الفاتحين

وفق الله العاملين وأدام بكم إعلاء منار العلم والدين وحفظ عاهل العرب الأكبر وأنجاله له الغر الميامين.