شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يقظة الشرق (1)
(صدى رحلة في المشرق)
أي صوتٍ هزّ في النفسِ رجاها
ودعاهَا فاستجابت إذ دعاها
وانبرتْ تعدو إلى الغايةِ وثبا
أنفسٌ قد وطنتْ عزماً وقلبا
إن تغذُّ السيرَ في الآفاقِ دأبا
لا تبالي ما تلاقي في نواها
أتلاقي السعد أم تلقي رداها
* * *
أيُّ صوتٍ ذاك أم أيُّ نداء
دبَّ فينا كدبيبِ الكهرباء
فاستهنا كل جهد وعناءِ
وهجرنا فيه أهلاً ورفاها
وبلاداً ملءُ أحشاءٍ هواها
إنه هاتف ذا الشرقِ العتيد
هاتف أسفر عن عهد جديدِ
ربما أربى على الماضي المجيدِ
لِم لا، والشرقُ قد عجّ انتباها
وخطا للغايةِ الجلَّى خطاها؟
ما أهابَ الشرق بي وبصاحبيا (2)
هاتفاً إلا وأحسْسنا دويّا
لصداه بين جنبْينا قويا
فإذا أنفسنا جُلّ مناها
أن تلبيَّ صوتَه لمّا احتواها
فعزْمنا وامتطيْناها سفِينا
تمخرُ اليمَ بنا رِفقاً ولينا
وهو كالمهدِ لها حيناً وحينا
تارة تبصرُهُ طوعَ رجاها
فتراها كعروسٍ في سراها
وأحايينَ تراها تتنزّى
كتنزي الحوتِ في الإشراك قفزا
وعباب البحرِ من ذلك يهزا؟
فهو لا ينفكُّ مغرى بأذاها
كلما مرتْ على موجٍ رماها!
هَبْ عباب اليم أصْلى الفلك بأسا
أتراها طأطأتْ للعجز رأسا؟
أم تُراها نكصتْ خوفاً ويأسا؟
إنها ما أسلمتْ قط شباها
لا ولا لانت على الغمزِ قناها!
يا لها من صاحب نعم المؤسّي
فلقد ألقت علينا خير درسِ
في طلاب المجد لو يجدي التأسي
ولكم موعظةٍ أسدى هداها
أعجم لم يدر يوماً ما لُغَاهَا؟
يا ابنَ هذا الشرقِ إن رمْتَ النجاحا
وثقفتَ العلمَ واعتدتَ الكفاحا
فتعلمْ أنّ للفوزِ سلاحا
همة شماءَ لا يدري مداها
وجهاداً دائباً في مبتغاها
أيها المسلمُ في الشرقِ العريق!
أنتَ للمسلم في الدين شقيق!
لِمَ لا تعتز منه بصديق؟
وحدةٌ قد شيد الدين بناها
لِمَ لا نبلغها أسمى ذراها؟
لِمَ يا اخوتنا لم نأتلِف؟
لِمَ لا نعمل كِتْفاً لكتف؟
أنسينا ماضياً فينا سلف؟
حيث كنا قوة عَزَّ حماها
أحكمَ الإسلامُ توثيقَ عراها!!
إننا لم نرقَ في تلك العُصُر؟
ونَسُدْ إلا بذا الدين الأغر!!
وبتوحيدِ الجهودِ والوطر!!
هل رأيتم أمةً نالتْ مناها
بسوى الجدِ وتوحيدِ قواها؟!
هكذا تاريخُنا عَلَّمنا
أنْ نسويَ أبداً وحدتنا
ونضحي نفتدي عزتنا!
شرعة إنْ نحنُ أعلينا لواها
بلغتْ أوطاننا أوجَ علاها!!
لا أغالي أنا إن كنت البشير!
بالذي نرجوه من شأوٍ خطير
فجهادُ الشرق بالفوز جدير!
إننا نلمسُ روحاً يتضاهى
في شبابِ طابَ في الشرقِ جناها!
لِمَ لا والشرقُ مهدُ الحكماءِ؟
لم لا وهو منارُ النبغاءِ؟
أيظل الشرقُ وهو ابن ذكاء؟
ظلمات أطبقَ الجهل عماها؟
سبة تلك، سينجابُ دُجاها!
فلقد لاحَ سنا الفجرِ المبين
وتبارتْ عزماتُ العاملين
سدَّد الله جهودَ المخلصين
أمة إنْ يهدِ ذا نفسٍ هُداها
يكنِ التوفيقُ صُنواً لرجاها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :558  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.