خففي السير يا عروس البحار |
وارفقي في سراك بالسَّفار |
إنما تحملين أفلاذ شعب |
حادب بالبنوة الأبرار |
إنما تحملين آمال جيل |
زاهيات كأنضر الأزهار |
فإذا ما بلغت شاطئ مصر |
وأتيت الوادي الكريم الجوار |
فاقرئيه من الحجاز تحايا |
ملء إعزازه لتلك الديّار |
ثم ألقي بركبك الطامح الو |
ثاب في ربعها عصا التسيار |
يتفيا في ساحها من رياض الـ |
ـعلم والفن أكرم دار |
ويجد من بني الكنانة ما ينـ |
ـسيه عطف الأبوة الأخيار |
يا شباباً نضى إلى المجد عزماً |
لا يبالي عواصف الأخطار |
سر على اليمن في سبيل المعالي |
وامض قدماً في ذلك المضمار |
واقتبس من معاهد العلم في مصـ |
ـر شعاعاً يهدي سبيل السَّاري |
واطرح زخرف الحضارة لا يفتـ |
ـنك واحفل بما حوت من ثمار |
واتخذ من تراث أسلافك الصـ |
ـيد المغاوير قدوة في الغمار |
أنت عنوان أمة الخلق الفـ |
ـضل والمعشر الكريم النجارِ |
فارو عن مهبط الرسالة ما |
يرضي المعالي من ماجد الآثار |
واذع من مفاخر العرب الأمجـ |
ـاد ذكراً يضوع في الأمصار |
أيها البعث ها هو الوطن الغا |
لي يحيّيكم غداة السفار |
بقلوب تحدوكمو في سراكم |
وتفدّيكمو من الأخطار |
ونفوس تتوق شوقاً إلى يوم |
تعودون فيه بالغي الأوطار |
فأذكروه في نأيكم مثل ذكراه |
لكم بالعشي والإبكار |
وأذكروا أمة أناطت بكم أمـ |
ـال مستقبل سني المنار |
أمة تنشد النهوض على يد |
ي بنيها العباقر الأبرار |
إنما ينهض البلاد بنوها |
وبهم تستعيد كلَّ فخار |
فاقبسوا منه ما عيد إلى أمتكم |
مجدها العريق النجار |
وارفعوا من بناء نهضتها الشا |
مخ صرحاً كأمجد الآثار |
فلقد مهد السبيل إلى النهـ |
ـضة (عبد العزيز) فخرُ نزار |
وبنوه الغر الكرام المياميـ |
ـن مناط الآمال والأوطار |
وإذا من خصصت فيصل بالذكر |
فناهيك من علاً ووقار |
وهل الفيصل المحبوب إلا |
شبل عبد العزيز أصل الفخار |
صانه اللَّه للعروبة ذخراً |
وملاذاً، وعهده في ازدهار |