الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

مشروع للتبني

الطلبة في كل مكان وزمان وفي كل أمة ودولة محل اهتمام خاص. لماذا؟… إن الطلبة هم عدة المستقبل، فبصلاح تنشئتهم وتوجيههم وتربيتهم تسير الأمة من صالح إلى أصلح، فطلبة الأمس هم رجال اليوم الذين يسيرون الدفة ويشمرون عن ساعد الجد لرفع مستوى البلاد، فمن تراهم اليوم يمسكون الأعمال ويوجهون الإدارات كانوا بالأمس طلبة مدرسة كانت تسمى في فترة من الزمن - مدرسة تحضير البعثات - وأخرى كانت تسمى بالمعهد العلمي وثالثة سميت كلية الشريعة - هذه المدارس أتت أكلها وأخرجت لنا أبناء نعتمد عليهم ونفتخر بهم. وبقدر ما كان الإعداد مخلصاً صادقاً كان الإنتاج نظيفاً طيباً.

وتتسع اليوم دائرة الوعي وتتعدد الغايات ويكثر الطلب وتكثر مجالات الاهتمام وكما اتسعت دائرة الوعي اتسعت أسباب اللهو والإغراء وارتفعت نسبة الثراء فأصبح الشباب يجد أينما ذهب أسباب الانحراف والانزلاق.. وما خسرت الأمة ولن تخسر أكثر من شاب طلب العلم ثلث عمره أو ثلثيه ثم جذبته أسباب الانحراف فانحرف! إننا نخسر بانحرافه ثمرة قرب اقتطافها وجهداً بذلنا فيه الكثير من الدم والمال. ولقد أدركت الأمم المعنية بأمرها فداحة الخسارة من انحراف الطلاب فكرست جهودها لجذب هؤلاء إلى الطيب الصالح وفتح أبواب الإغراء السليم واللهو البريء أمام حيويتهم المتفتحة وشبابهم الجياش ليمنع الانزلاق والانحراف.

وحكومتنا عرفت كبر مسئوليتها أمام الطلاب فأنشأت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومن أهم أغراضها رعاية الشباب وتوجيهه فصرحت للنوادي الرياضية والاجتماعية ووضعت أنظمتها وخصتها بإشرافها.

وقابل بعض طلبة جدة معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية وعرضوا على معاليه فكرة 117 طالباً لإنشاء نادٍ باسم نادي الطالب يقضون فيه أوقات فراغهم ويمارسون فيه نشاطاً أدبياً واجتماعياً ورياضياً، ورحب معاليه بفكرتهم وصدقت عليها الوزارة وأعطى لهم تصريحاً بفتح ناديهم. هؤلاء الطلبة اليوم في (حيص - بيص) إن افتتاح النادي ودعوة المواطنين للاشتراك فيه وشرح أغراضه يحتاج إلى بضعة آلاف من الريالات ويحتاج إلى رواد ومرشدين فهم في حاجة إلى:

1 ـ ألف ولا أقل من خمسمائة كرسي.

2 ـ بناء مسرح للنادي لعرض نشاطات المشتركين فيه.

3 ـ ماكينة عرض سينمائي لعرض الأفلام الثقافية والاجتماعية.

4 ـ لعب مختلفة.

5 ـ مكتبة.

6 ـ أفلام علمية واجتماعية.

لقد وقف نشاط الطلبة مؤسسي نادي الطالب عند هذه العقبة فكيف نذللها؟؟

إن نوادي الطلبة في أمريكا قامت بخدمات جليلة للطلاب لا تقدر عجزت عنها كثير من الأجهزة المختصة، وهذه الخدمات تنقذ ما يقارب المليون طالب في السنة من الزلل والانحراف، ونادي شيكاغو وحده يضم سبعة عشر ألف عضو من الطلاب هذا غير المشجعين والمتطوعين من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال والعلماء والمثقفين. وإني أدعو على صفحات جريدة المدينة كل مواطن على حده أدعوه أن يشارك في تدعيم نادي الطالب بجدة أدعوه أن يساهم باستطاعته مادياً ومعنوياً فهو تجربة جديدة لرفع مستوى الطلاب.

إني التمس من مولاي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل العظيم أن يشمل الطلاب بعطفه ورعايته وأدعو أمراء الأسرة المالكة والوزراء للاشتراك في هذا المجال.