شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمتان في سجل الوطنية الخالدة
كلمتان قرأتهما في هذا الأسبوع ملأتا نفسي فخراً واعتزازاً وغرروا وأعادتا إلي الثقة التي كدت أن أفقدها - لقد بدأ يتسرب إلى نفسي منذ عهد غير قريب شعور غامض باليأس كلما أحسست بهذا الفارق الكبير بين ما نقول وما نفعل - وبدأت هذه الأسئلة تتجاوب في دخيلة نفسي - هل انتشار الصحف وكثرتها دعاية وتفريج عما يعتمل في نفوس الكتاب والقراء!؟ أم هو توجيه لصرف الجهد في القول ليتسع مجال العمل للمضللين ولتطول في غمرة أساليبه أسباب البت في أمر الإصلاح!؟
وفي هذا الحوار الداخلي كان اليأس يتطرق إلى نفسي فيكاد يغلبني على أمري وأزهد في كل شيء وتمر بي تجربة قاسية وحياة بلا أمل!
وقرأت هاتين الكلمتين ضمن ما قرأت في هذا الأسبوع فشعرت بنفسي تتفتح وشعرت بالأمل يطرق بابها من جديد: إنهما كلمتان تستحقان التسجيل والتعليق وأنه يشيع من خلال سطورهما نور الوطنية الخالد وروح التضحية والفداء في سبيل الصالح العام، وأن في تسجيلهما وفاء وتقديراً للمواطن الصالح وإشعاراً له بما يستحق من تقدير المواطنين ووفائهم.
وقد يكون في تسجيلها أيضاً فتح لباب الأمل من جديد في نفس كل مواطن مرت به تجربة قاسية كتجربتي فأوقفته على أبواب اليأس. قرأت إحدى هاتين الكلمتين في رسالة صديق كبير ألزمه الأطباء التوقف عن العمل حرصاً على صحته وقد كنت كتبت له أرجوه كمواطن وصديق أن يعطي نفسه حقها من الراحة رحمة بها وإبقاء لخدماته المخلصة في سبيل أمته وبلاده وهذا نص ما جاء بتلك الرسالة.
((إن نصيحتكم الأخوية لي بعدم الجور على نفسي وجسمي وضرورة الترويح عن النفس بتغيير الجو إشفاقاً منكم على صحتي ومحافظة عليها، فإني مع شكري وتقديري للدوافع التي حملتكم على إبداء هذه النصيحة فإني أعتقد أن هذا ليس في مقدوري حيث إني أعتبر نفسي مجنداً لخدمة هذا الوطن الحبيب وفي سبيله ما أنا قائم به الآن وقبل الآن وليس يهمني بعد هذا أن يذكرني أو ينساني أحد. ويكفيني عزاء أن يكون مجهودي المتواضع في خدمة بلادي وأمتي مثل هذا التقدير من المواطنين المخلصين وأن التاريخ لن يهملها في صفحاته الغراء)).
هزتني في هذه الكلمات وأنا أتلوها صدق العبارة ومطابقتها من كل الوجوه لحالة الصديق العزيز، فهو بحسب مركزه الكبير قادر على أن يقضي أكثر من إجازة في أجمل مصايف الدنيا وأن يشترك في أكثر من مؤتمر في المؤتمرات الكثيرة التي يشترك فيها رجالاتنا وهو سبيل مشروع للسياحة والترفيه، وهو بمكانته الأدبية المرموقة قادر على أن ينتهز كل فرصة لينشر ما يبذل من جهود وما يقوم به من عمل متواصل، ولكنه لم يفعل وقضى ويقضي حياته في عمل مجهد صامت وإني إذ لم أذكر اسمه هنا فإنها محافظة مني على تواضعه ومبدئه في العمل الصامت لقد أثبت هذا الموظف الكبير أننا ما زلنا بخير وسنصل إلى القمة إن شاء الله.
وإني أسجل للصديق العزيز وللموظف الكبير في أمانة العاصمة على صفحات جريدة المدينة الغراء تقدير الوطن والمواطنين جهاده المخلص وموقفه النبيل.
وهو رغم ذلك معروف، فالمجاهدون المخلصون جوهر نادر والجوهر النادر لا يخفي شعاعه المضيء.
أما الكلمة الثانية فقد قرأتها كما قرأها غيري على صفحات اليمامة الغراء بعنوان ((العظة والعبرة)) تلك الكلمة التي قرأنا بين سطورها شعور العزة والكرامة والخلق العالي، ذلك الخلق الذي طالما افتقدناه فلم نعثر له على أثر، فلقد أثبت هذا الموظف الكبير بأمانة العاصمة الرياض بترفعه عن المحاولة الدنيئة، محاولة الرشوة التي اعتاد الناس أن يجروا إليها بعضهم بعضاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :558  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.