شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على هامش العادات والتقاليد: تقاليد الزواج واجبنا نحوها
لست من المحبذين للفكرة القائلة بضرورة القضاء على فكرة إقامة الحفلات العامة في مناسبات الزواج وما شاكلها من مناسبات الأفراح؛ فأنا أرى أن الإنسان إنما يعيش ليتمتع، وما فائدة المال والسعي لجمعه إن لم تظهر بعض نتائجه في مثل هذه المناسبات التي هي أعز مناسبة يحب الإنسان أن يصرف فيها، ولكني في نفس الوقت أرى أن الواجب الاقتصادي والسير مع ضعفاء الأمة عملاً بالأثر سيروا بسير ضعفائكم، يقضي حتى على الأغنياء المتمولين أن يهذبوا هذه الحفلات ويشذبوا حواشيها ويجعلوها حفلة فرح وابتهاج أكثر منها حفلة صرف وتبذير. وكثيراً ما كنت أفكر لو استطاع رجالنا أن يخففوا وطأة الأعباء التي يخرج بها بعد أسبوع الزواج والدا العروسين وخصوصاً الفقراء منهم فنفكر في طريقة تختزل فيها مصاريف العقد والزواج وتتوسع فيها البساطة ووسائل الابتهاج. وما ضر الناس لو اجتمعوا على سمر ولعب وقصائد أدبية وخطب اجتماعية وتفننات فيها من وسائل الضحك والابتهاج على قدر ما يتسعه المجال والمقام، تدور فيها كؤوس القهوة والشاي المعقول. بدلاً من أن يجتمعوا على الأكل والشرب ويكلفوا أصحاب الحفل بالأثقال المادية المرهقة.
وكثيراً ما عنَّ لي أن اقترح على أصدقائي الأعزاء أن يتضامنوا في ضم حفلة العقد وحفلة الزواج إلى حفلة واحدة يدعى لها ليلاً الأحباب والأصدقاء وتمتد إلى الساعة السادسة مثلاً يتفنن فيها أصدقاء الطرفين في إيجاد الألعاب المناسبة والخطب والقصائد وتنتهي بدخول العريس في هذه الساعة على عروسه. وفي الصباح يقيم أهل العريس حفلة عائلية تعارفيه يجتمع فيها أقرباء العريس والعروس للتعارف وبذلك تتم وليمة العرس المسنونة.
والعجيب أن هذه الفكرة التي ترددت في خاطري كثيراً ولم تواتيني الظروف لإبدائها قد عمل بها في زواج نجله صاحب العزة الشيخ يوسف بصراوي والسيد عبد الله حافظ في زواج كريمته المصونة فكانت فكرة موفقة وزواجاً ميموناً.
ولا غرو أن يبدأ بهذا الشيخ يوسف بصراوي، فكل من يعرف الشيخ يوسف من الشباب يعرف فكره الثاقب ونظراته الصائبة وآراءه القيمة في حياتنا الاجتماعية وأكثر من هذا فقد علمت أن والديّ العروسين وقفا كالصخرة الصماء أمام أصدقاء الوالدة ومن يريد أن يفرح في ابنتها العزيزة فلم يقبلا أن يوضع على ابنتهما العزيزة حاجة واحدة (عارية) (1) لا عقد ولا.. ولا.. (ألبسوا بنتنا ما عندنا، الشيء الذي إذا لبسته لا تحتاج إلى خلعه) وكان أخذ ورد على هذا التشبث الفارغ في نظر الأصدقاء الذين يريدون أن ينتهزوا هذه الفرصة ويفوزوا بالجميل فتمتما وكان المراد فوقيا نفسيهما شر العارية ووقيا أصدقاءهما ذل السؤال.
ألا حي الله الشيخ يوسف بصراوي والسيد عبد الله حافظ وأكثر الله من أمثالهم في رجالنا الناهضين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :855  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج