شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في الأخلاق أيضاً
قابلني صديق مساء اليوم الذي صدرت فيه جريدة المدينة المنورة الغراء فبادرني قائلاً:
إيش هذا يا أخي، شاقني مقالك في هذا العدد فجعلت اتتبعه بشغف ولذة وهي لذة الحلم الذهبي اللذيذ، وما شعرت حتى اصطدمت أخيراً بتحاملك هذا على الدكاترة وأظنك تعني الدكتور فلان فقد كان وصفك ينطبق عليه تماماً والحق إنكم أيها الكتاب كثيراً ما تريدون معالجة المشاكل الاجتماعية ولكن تحفظكم وخوفكم الاصطدام مع من ترون الاصطدام معهم يوقع بينكم وبينهم مشاكل يجرفكم عن المقصد ويضلكم عن السبيل.
وماذا تريد من دكتور قد انهك أعصابه العمل وانتهت مدة عمله أن يعمل مع أي مريض ألا ترى أن عمل الدكاترة عمل دقيق شاق قد يكون معناه بعض الأحيان الحياة أو الموت ومن جهة أخرى فإن هؤلاء أهل نظام. لنفرض أن الدكتور عاين الطفلة واعطاها الروشته فهل تظن أن الصيدلي سوف يصرف الدواء مستحيل جداً و... فقاطعت وقد نفذ صبري.. قلت اسمح لي يا أخي أن أصارحك قال تفضل ولولا أني أريد أن تصارحني لما صارحتك.
إنه يؤلمني جداً أن يفهم الناس مثل هذا فأنا لم أوجه اللوم على حضرة الدكتور لأنه لم يعاين الطفلة بل ولم أوجه إليه لوماً من أي ناحية كانت وما كنت لأذكر الدكتور إلا كمثال حضرني وقت الكتابة عن هذه الفضيلة الزائفة التي قل ما اعجبت بشخص وكانت له في حياتنا يد فعالة إلا وجدته - وبعض الأحيان مضطراً - يستعمل هذه الفضيلة الزائفة بحكم المجاملة كما يسمونها فأنت إذا خرجت إلى الشارع لمست يداك ورأت عيناك في كل دائرة من دوائر العمل هذا الخلق متمكناً في كل إنسان حتى أن بعض الناس يظنون أن الحيد عنه وقوف في موقف العداء.
ولنرجع إلى الدكتور تصور دكتوراً أوربياً في موقف دكتورنا المحترم فماذا يا ترى تظن أن يكون موقفه إزاء هذه الطفلة الذابلة وهو يعتقد كما تعتقد أنت - وأنت زميل للدكاترة - إنه رسول الرحمة وخادم الإنسانية.
قل لي بربك ألا يحمل الطفلة بين ذراعيه ويكتب لها الروشته ويذهب إلى السوق لشراء الدواء لو كان غير موجود عنده على الفرض.
وإن كان قاسي القلب تماماً يعني - كالحجر - ألا يتلطف بوالد الطفلة ويخبره بانتهاء موعد المعاينة وهل في هذا ما ينهك الأعصاب؟
الواقع أن مصيبتنا ليس كما قلت هي انحراف الكتَّاب عن المواضيع التي يريدون البحث فيها وخوفهم من أناس يرون أن الاصطدام بهم ينشيء بينهم مشاكل تضر بمصالحهم الخاصة. ولكن مصيبتنا في الذين يعرفون الواجب ويقدرون الظروف ثم يحولون بين المرء وبين ما يريد من صلاح.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج