شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تعليق على مقال ((فكرة شركة المساهمة))
طالعتنا جريدة صوت الحجاز الغراء في عددها الصادر في يوم الأحد الموافق 10 شوال سنة 1359 بالكلمة التي يظهر أنها خاتمة للموضوع الذي تعرض له حضرة الأستاذ أمين مدني بعنوان فكرة شركة المساهمة الخ، ونحن - لولا شيء لا نريد أن نقوله - احتراماً للعاطفة التي أوحت إليه أن يقول عنا في نفس المقال ((إنه صديق عزيز علينا)) لما وجدنا للتعليق على هذه الكلمة رغبة في النفس، ذلك لأنها خارجة تماماً من موضوع المناقشة السابقة: ولولا هذا العنوان الذي لم يشأ أن يغيره حضرة الأديب، إذ إن حضرته كان في كلماته السابقة يعارض فكرة القيام بشركة مساهمة جديدة ويدلل على صحة رأيه. أما في كلمته اليوم فهو يخرج عن الموضوع إلى بحث علل الزراعة تحت هذا العنوان.
يظهر أني قصرت في تفهيم الأستاذ أن السؤال أو الأسئلة على الأصح في تعليقي الثاني كانت موجهة إلى الأستاذ في الجانب السلبي منها وإني أريد أن لا أدع في ذلك مجالاً للشك الآن فأعيد تكرار الأسئلة عليه إذا كان غير موافق على ما نعرفه وكتبناه من الأجوبة عنها.
أما إذا كان موافقاً على أجوبتنا باعتبارنا متبرعين بها، فإن جوابنا كان صريحاً بأن هناك مشاريع قمنا بها وكان نصيب بعضها الفشل ونصيب بعضها الاضمحلال ولكنها وهي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ليست قمينة بأن تكون سبباً لأن تلوي وجوهنا عن القيام بمشاريع اقتصادية بطريق المساهمة من جديد، بل بالعكس هذا الفشل والاضمحلال يجب أن يكونا درساً قاسياً للتوقي من النتيجة الأولى والحذر من الأسباب التي أدت إليها في المشاريع الجديدة.
أما كلمتنا التي استند عليها الأستاذ في مقاله ووضع لها التحديات الزمنية ليبرهن كيف استطاع أن يثبت ذهولنا - وهو ذهول يفتخر به الفلاسفة والأدباء في دراسة هذه الأسباب التي صرحنا ونصرح بضرورة دراستها درساً وافياً وتجنبها بحذر ولباقة فيما ستقوم به الأعمال وليست ذهولاً - مع الأسف - غير أن تفسير الأستاذ لها كان تفسيراً غير موفق.
نحن إذا قلنا بضرورة تهويل العيوب، فذلك ليس معناه قط أن نصل إلى درجة عدم القيام بالمشاريع، إذ إن ذلك إغراق (والمدح مثل الذم في الإغراق).
ولقد فهمنا من استشهاد الأستاذ بقولنا ((إن الواجب يقضي علينا أن نفتح عيوننا ونرى عيوبنا ونهول من أمرها حتى نهول في نفس كل مرتكب الخ)) إن الأستاذ كان يقصد في شدة الغارة على فكرة القيام بشركة المساهمة الزراعية تهويل الأمر وتحذير القائمين به إجابة لرغبتنا وليس ذلك عن عقيدة بعدم صلاح الموضوع، فنشكر للأستاذ قيامه بهذا الواجب.
يقول الأستاذ إننا كنا على رأيه في تعليقنا الأول ولم نخالفه في تعليقنا الثاني والصحيح أننا على طرفي نقيض في النقطة الأساسية ولعلَّ التقصير عائد إلينا في عدم إمكاننا تفهيم الأستاذ ذلك. ونورد هنا بصريح العبارة أننا نقول بإمكان القيام بشركة مساهمة جديدة يلاحظ فيها أسباب التقهقر والضعف فيما قمنا به من المشاريع سابقاً، والأديب صاحب (فكرة شركة المساهمة يجب أن لا تتعرض للفشل من جديد) قول بوجوب عدم القيام بمشروع مساهمة من جديد، فهل في هذا توافق؟ نسأل القراء!
أما قول الأستاذ بأني وعدت بملاحظة نصائحه في الشركة التي دعوت إليها وما أزال أدعو لها، فإني أخبر الأستاذ بمزيد الأسف أني وإياه في إيجاد الشركة والقيام بأعمالها متساويان وكلانا ((في الهوى سوى - أعني بياع نصايح وبس)) والذين عندهم ((الديباجة)) شكواهم على الله.
وكلمة أخرى أريد أن أقولها وهي أن الأستاذ ذكر في مقالاته لفظ شبه المصرف ولم نفهم حتى الآن ماذا يريد الأستاذ بهذه اللفظة، فإن الذي نعرفه - إن كان المراد بلفظ المصرف هو البنك - إنه ليس هناك شيء سوى المصرف الزراعي - ويقابله لا مصرف زراعي، ولعلَّ الأستاذ استعمل لفظ شبه المصرف ليجذب إليه المصرف لأن شبيه الشيء منجذب إليه - كما يقولون - أو عسى أن تصح الحيلة!!!
وقبل أن أختم هذه المناقشة اللطيفة أريد أن أحيي الصديق العزيز الأستاذ أمين مدني وأقدر إخلاصه لأمته وبلاده. وفقنا الله جميعاً لما فيه صالح أمتنا وبلادنا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :695  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.