شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شهاب عبد الجواد - وحق الموظف
سمع الناس كما سمعنا قبل شهور لعلَّها تقرب من السنة عن توقيف السيد شهاب عبد الجواد مدير عام الخطوط الجوية عن العمل. وسألنا جميعاً يومها عن سبب هذا التوقيف فلم نستطع أن نعرف شيئاً، وسمعنا كثيراً في كلام الناس الذين يخترعون الأخبار ويروجون الإشاعات، وانتظرنا أن نعرف من جهة مسؤولة أسباب هذا التوقيف، وأن نعرف منها أيضاً ما اتخذ من اجراءات رسمية نظامية في حق المتهم والمتهم بكسر الهاء وفتحها - إن كان هناك متَّهِم ومتَّهَم - ولكن شيئاً من هذا لم يحدث..
وقالوا عن إدارة الخطوط إنها (باظت) وصحيح ما قالوا، فإن المديرين المنتدبين الذين تناوبوا على هذه المصلحة في هذه الفترة وبعد توقيف مديرها عن العمل بلغوا الثلاثة وهم من أكبر رجالات وزارة الدفاع وأحسنهم كفاءة وجدارة.
ومع ذلك، لم نسمع بمن يطالب بأن يرد للمصلحة تماسكها وإلى مديرها كرامته.
إن شهاب عبد الجواد موظف عرف عنه حسن الخلق في معاملة الناس وعرفت عنه الكفاءة في العمل، وإذا أردت دليلاً على حسن معاملته وحسن خلقه، فاسأل عنه الكثيرين ممن أتيحت لهم مراجعته كمدير للخطوط.
وإذا أردت دليلاً على كفاءته وقدرته، فتناوب المديرين المنتدبين على المركز الذي كان يشغله بعد توقفه عن العمل أثبت دليلاً على القدرة والكفاءة.
ثم إن شهاباً خدم الحكومة أكثر من ربع قرن وهو الآن في درجة ((مدير عام)) أفليس من حقه على الدولة التي خدمها هذه المدة أن تهتم بأمره وتقلق لقلقه؟!
وبالأمس القريب قرأت في جريدة المدينة الغراء تحقيقاً صحفياً أجراه رئيس تحرير الجريدة مع سمو وزير الدفاع، وكانت لفتة كريمة من رئيس التحرير أن يخص شهاباً بلمحة في تحقيقه ولفتة أكرم من سمو وزير الدفاع أن يضع النقط على الحروف.
لقد فهمنا أن هناك اتهاماً موجهاً من جهة ما إلى هذا الموظف، وعلمنا أن لجنة شكلت للتحقيق لم يقبلها شهاب لأنها ليست على المستوى الذي حدده النظام للتحقيق مع من كان في درجة ((مدير عام)) وفهمنا أنه قد عز عليهم أن يعطي هذا الموظف الكفء الذي خدم الدولة أكثر من عشرين عاماً حقه النظامي فتؤلف له اللجنة التي نصت عليها مادة صريحة في النظام للتحقيق مع المتهم والمتهم بكسر الهاء وفتحها وتصل في الموضوع بإدانة من يظهر التحقيق والعدالة إدانته، وأعتقد أن هذه اللجنة لو شكلت لحققت في الموضوع وفصلت فيه في مدة لا تزيد على شهر على أطول تقدير.
إذن، فما سر إحالة هذه المعاملة إلى ديوان المظالم لتأخذ روتيناً طويلاً لتبعد عن أيدي أناس عاشوا في جوها وعرفوا ما مجرياتها؟ ثم ما سر حلقة الروتين تتسع فلا تقف عند أقسام ديوان المظالم لتدخل من جديد ديوان المراقبة وتدور في أقسامه في حلقات مفرغة لا تنتهي حتى تطلع روح الموظف ويضع الزمن غباره المتراكم على النقاط الحية في التحقيقات وتنزلق المعاملة إلى النتيجة التي أرادها لها صانعو هذا الروتين الطويل المختار؟!
إن شهاب عبد الجواد من موظفي الدولة الأكفاء وله سمعة أخلاقية وخدمة حكومية طويلة، ومن حقه وحق كل موظف أن يعطى حقه النظامي وأن يعامل معاملة كريمة تحفظ له مكانته وكرامته..
ومن حقه أن تؤلف له اللجنة التي يطالب بها - على حد علمنا - ومن واجب اللجنة أن تحقق مع المتَهم والمتِهم - إذا كان هناك اتهام - وأن تعلن نتيجة التحقيق في أقصر وقت ممكن، لأن من حق الشعب والموظف أن يعرف مدى ما يصله التحقيق في قضية وثيقة الصلة بحقوقه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :874  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.