الحلقة ـ 10 ـ |
(نسمع الحوار التالي تتخلله موسيقى خفيفة).. |
أبو نائلة: حارب أخوك يا بن مسلمة اليوم حتى أعياه الحرب وثقل عليه حمل السلاح من شدة الحر فانحاز إلى ظل حصن من حصون اليهود فألقى عليه أحدهم.. |
ابن مسلمة: ألقى عليه ماذا؟ |
أبو نائلة: ألقى عليه حجر الرحى فهشم البيضة على رأسه فنزلت جلدة جبينه على وجهه وقلعت عيناه ومات على الأثر.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أصوات تهلهل وتكبير وقعقعة سلاح وسقوط قتلى نسمع بعدها صوت كنانة يقول): |
كنانة: لا شلت يمينك يا مرحب.. لقد أخذت بثأر بن نباح وشفيت غليلنا من أخيه ابن مسلمة.. |
مرحب: عسى أن أتمكن من قتل ابن مسلمة عدونا اللدود الذي يهاجم حصوننا كل يوم فيوقع بها خسائر فادحة.. |
كنانة: التخلص من ابن مسلمة سيكون له وقع أليم شديد عند محمد وأصحابه.. |
مرحب: إنه ثعلب ماكر.. |
كنانة: لعلَّنا نصطاده على أسوار حصوننا كما صدنا أخاه بالأمس.. فإن ذلك سيثبت قلوب المدافعين عن خيبر الذين بدأ القلق يساورهم بعدما علموا بعدم اشتراك غطفان في القتال معنا ضد محمد.. |
مرحب: آه من غطفان يا كنانة آه.. ورب موسى إن قتالهم أولى من قتالنا لمحمد.. |
كنانة: لقد خذلتنا غطفان في الوقت الذي كنا نعلق فيه الآمال العريضة على اشتراكهم معنا.. ورب موسى لو اشتركوا لقضينا على محمد وجنود محمد.. والآن كيف ترى الموقف يا فارس خيبر.. |
مرحب: موقفنا حتى الآن قوي وحصوننا صامدة أمام هجمات المسلمين العنيفة.. |
كنانة: ألا تستطيع يا مرحب أن تخرج من طور الدفاع إلى طور الهجوم قبل أن يتمكن محمد من طلب المزيد من الإمدادات.. |
مرحب: سأفعل.. سأفعل.. وسيرى محمد أن يهود خيبر قوة لا يستهان بها.. |
* * * |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت راشيل يقول): |
راشيل: ألا يزال قادتنا مصممين على القتال حتى آخر يهودي في خيبر يا كوهين.. |
كوهين: بلى يا راشيل بلى.. |
راشيل: ما العمل يا كوهين ونهايتنا باتت أقرب من حبل الوريد.. |
كوهين: لا تخافي يا راشيل.. لا تخافي.. |
راشيل: كيف والقتلى من اليهود يتساقطون كأوراق الخريف.. |
كوهين: هل تحفظين السر يا راشيل؟ |
راشيل: سرك في قرار مكين أو في بئر كما يقولون.. |
كوهين: أمس ليلاً وأنا أقوم بدوريتي تسللت إلى معسكر المسلمين فقبض علي حراسهم وكادوا يقتلوني.. |
راشيل: يا لك من مخاطر فظيع.. وبعد.. |
كوهين: فطلبت منهم أن يأخذوني إلى محمد لأن لدى ما أقوله له وله بالذات.. |
راشيل: هما.. هما.. وبعد.. |
كوهين: وقابلت محمداً وقلت له عن حصن القطاة وما فيه من عتاد وذخيرة وأني سأرشدهم إلى دخوله إذا هم أمنوني على حياتي وحياة زوجتي.. |
راشيل: وماذا قال لك محمد؟ |
كوهين: أعطى الأمان لي ولزوجتي أي أنت.. |
راشيل: هائل يا كوهين هائل.. |
كوهين: والآن أريدك أن تساعدينني بأشغال رئيس الحراس وعليّ الباقي.. |
راشيل: سأفعل.. وسترى كيف أني لا أقل عنك جرأة وشجاعة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وقعقعة سلاح وسقوط قتلى وجرحى، ثم أصوات من الجانب اليهودي تصرخ): |
الأصوات: قُتل مرحب.. قُتل مرحب.. قتل فارس خيبر.. صرعه علي بن أبي طالب.. |
(أصوات تكبير وتهليل من جانب المسلمين نسمع بعدها صوت كنانة يقول): |
كنانة: الأمل فيك يا ناشر فأنت الركيزة الباقية للدفاع عن آخر معقل لليهود في الجزيرة.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كوهين يقول): |
كوهين: بدأ قادتنا يحنون رؤوسهم بعد ذلك التنمر الذي كانوا يبدونه.. |
راشيل: بلى يا كوهين بلى وخاصة بعد مقتل مرحب وأخيه وغيرهما من فرسان خيبر.. |
كوهين: ما رأيت يا راشيل أحداً في شجاعة علي بن أبي طالب حامل راية المسلمين، كنت أحسب أن مرحبا سيقتله ويقتل عشرة من أمثاله فإذا به يتفوق على مرحب ويصرعه. |
راشيل: المهم.. هل أنت مطمئن على أمان المسلمين.. |
كوهين: لا تخافي لقد أخذت الأمان من محمد نفسه.. ومحمد معروف حتى من أعدائه القرشيين بأنه الصادق الأمين.. |
راشيل: هل ظهرت بوادر استسلام لدى قادتنا يا كوهين؟ |
كوهين: إن كنانة بن أبي الحقيق ساهم واجم كل الوقت.. إنه لا شك يفكر في الاستسلام.. ولكن.. |
راشيل: ولكن ماذا يا كوهين.. قل وطمني فأعصابي متوترة من الخوف.. |
كوهين: اطمئني يا راشيل فكنانة بن الربيع يرى في قرارة نفسه أن لا مندوحة من الاستسلام ولكن (ناشر) هو العقبة الكؤود.. |
راشيل: أرجو أن تخلصنا منه حربه من حراب المسلمين.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كنانة يقول): |
كنانة: ما وراءك يا ناشر.. هات.. طمني.. |
ناشر: أمورنا تسير من سيىء إلى أسوأ.. |
كنانة: ألا أمل في هجمة صادقة من فرساننا على جيش محمد لعلَّها تقلب ميزان القوة.. |
ناشر: وأين هم الفرسان يا كنانة.. لقد حصدتهم سيوف المسلمين.. لقد أربى عدد قتلانا على التسعين.. |
كنانة: أتشهر بطلب الصلح.. يا ناشر؟ |
ناشر: بلى يا كنانة وما تزال فينا بقية يخشاها محمد.. |
المذيع: ما اسم ابن سلمة وما هي رتبته في الجيش النبوي؟ |
|