شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 14 -
(ويرمي بالسماعة ويقول صادق):
صادق: يا ترى ما هو الهدف من وراء هذه الزيارة..
مصطفى: لعلَّه مجرد شكر على موقف أختك ((عايدة))..
صادق: يمكن.. ويمكن..
مصطفى: ويمكن ماذا..
(وتدخل ((عايدة)) فيقول صادق):
صادق: يمكن ((عايدة)) تعرف..
عايدة: أعرف ماذا..
مصطفى: فوزي طلب زيارتي ومعه فريد.. وأنا وأخوك نتحازر ما هي أسباب الزيارة.. فهل عندك تعليل لها..
عايدة: زيارة ((فوزي)) يمكن أن أفسرها..
صادق: تفسرينها بماذا..
عايدة: شكر على موقفي والتماسي من والدي بأن ينوب عنه بطلب يد ((سلوى)) بصفة والدي ولياً وراعياً لها منذ فقدت والديها..
مصطفى: بورك فيك.. بورك فيك.. ولكن..
عايدة: ولكن ماذا..؟
مصطفى: ما رأيك أنت بصورة خاصة في طلب ((فوزي)) كما ترين هل أقبله أو أعتذر..
عايدة: لا يا والدي.. إن ((سلوى)) ليس لها بعد الله.. وليٌّ سواك وأنا قد أصررت على أن يكون حفل القران في دارنا، وآسف أن أكون قد وضعتك يا أبي تجاه الأمر الواقع..
مصطفى: بالعكس أنا كنت مسروراً لما قمتِ به عندما سمعت به من صادق..
عايدة: الحمد لله.. ولكن..
مصطفى: ولكن ماذا..
عايدة: تعليق حول زيارة ((فريد)) مع ((فوزي)) و((تعكيزة)) في طلبه..
صادق: في عندك يا أختي تعليل آخر..
عايدة: نعم..
مصطفى: ما هو يا بنتي..
عايدة: أخشى..
صادق: تخشين ماذا..
عايدة: أخشى أن ينتهز ((فريد)) المناسبة فيتقدم إلى والدي بطلب يدي..
مصطفى: لنفرض أن ذلك حدث.. ما رأيك..
عايدة: الرفض بشدة..
صادق: ولماذا يا أختي..؟
عايدة: صادق أخويا أرجوك عدم التدخل في خصوصياتي.. هذا موضوع يخصني ولا أحب أحداً أن يجبرني على شيء لا أرضاه..
مصطفى: صحيح يا صادق.. أختك معها الحق والزواج موضوع..
مصيري وهي أعرف منا بتقرير مصيرها..
عايدة: إلا إذا كان أخي صادق متضايقاً من بقائي في بيت والدي ويريد تصريفي ولو في ستين داهية..
صادق: أعوذ بالله يا أختي من تصوراتك..
مصطفى: أنت في بيتك يا بنتي إذا ما وسعك تسعك قلوبنا.. وعيوننا.. أخوك زي ما نت عارفة يحب المزاح..
صادق: سامحيني يا أختي.. سامحيني..
عايدة: سامحتك.. وأستأذن..
مصطفى: إلى أين..؟
عايدة: إلى الجمعية النسائية..
مصطفى: ومتى ستعودين..؟
عايدة: وقت الغداء.. ولكن لم السؤال يا والدي..
مصطفى: للتذكير بموعد الحفلة العامة التي سنقيمها اليوم ((لفوزي))..
صادق: ولأنك ستكونين مسؤولة عن استقبال السيدات المدعوات. فقد خصصنا لهن جناحاً خاصاً..
عايدة: سنتحدث بالتفصيل في هذا الموضوع على مائدة الغداء..
مصطفى: حسناً مع السلامة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت برابر يقول):
برابر: ها إن شاء انبسطت في حديقة الحيوانات..
نارمين: يا سلام يا بابا قديش انبسطت لما شفت القرود والنسانيس.. والفيل يا بابا على زلومته..
برابر: بس الفيل شفت ما أذاكِ لما ركبت فوق ظهره..
نارمين: يمكن خاف منك يا بابا..
(ويضحك ((برابر)) ويقول ):
برابر: الفيل حبك لأنك شجاعة ما صرخت زي الأولاد التانيين اللي كانوا يصرخوا لما أهاليهم يحبّوا يركبوهم على الفيل..
نارمين: لازم بكره يا بابا تعلمني كمان ركوب الخيل..
برابر: بس أبوكي صياد سمك..
نارمين: إذن لازم أروح معاك على البحر أساعدك في الصيد..
برابر: لما تكبري يا روحي وتصيري تقدري تتحملي البحر والموج..
نارمين: قد كدا البحر مخيف يا بابي..
برابر: إيوا يا روحي إيوا مو كل واحد يقدر يتحمل اللي يتحملوا الصيادين..
نارمين: مسكين يا بابا.. أنت تتعب كثير عشان نعيش نحنا..
برابر: أمَّال الواحد يجيب أولاد ويرميهم في الشارع لازم يعيشهم لحتى يكبروا وبعدين هم يعيشوا آباءهم.. وأنفسهم وأولادهم كمان..
نارمين: بكره يا بابا أنا أتخرج في الجامعة واشتغل واخليك ترتاح من تعب الصيد وهم الصيد..
برابر: ربنا يخليكي يا بنتي ولا يحرمني منك.. امتى يا رب يجي اليوم اللي أشوفك فيه لابسة روب الجامعة..
نارمين: إن شاء الله تعيش يا بابي وتشوفني..
برابر: يا ما أنت كريم يا رب..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مصطفى يقول):
مصطفى: أختك عايدة ما شاء الله عليها حزرت أسباب زيارة ((فوزي)) و ((فريد)).
صادق: النساء يا والدي - كما تعلم - بطبيعة نفوسهن الدفاقة - أقدر من الرجال على تصور أبعاد الأمور العاطفية واستكناه حقيقتها..
مصطفى: هذه حقيقة واقعية يا بني..
صادق: هل تنوي يا والدي زيارة ((سلوى)) أو تدعوها إليك..
مصطفى: في بيته يؤتى الحكم..
صادق: صدقت وأنت خير من يكرم الناس..
مصطفى: كيف رأيت ((فريد))..
صادق: عادياً يا والدي.. لقد كان متحمساً لصديقه ((فوزي)) ومتلهفاً على أن يكون حفل القِران في أقرب فرصة ممكنة..
مصطفى: الحق معه لأن ((فوزي)) يعيش في بلد بعيد وليس.. باستطاعته القدوم.. مرة أخرى إلا بعد مدة وخير البر عاجله..
صادق: أجل خير البر عاجله.. أنا كنت منتظر بعد أن رأيت تحمس فريد أن تكون الخلوة التالية في حديثه تكليف ((فوزي)) بأن ينوب عنه بطلب يد أختي ((عايدة)) ..
مصطفى: وأنا كنت أتوقع ذلك وأخشى ما كنت أخشاه ولكن الله سلم..
صادق: غريب وعجيب ((فريد)) هذا يا أبي.. كان مجنوناً.. بأختي ((عايدة)) فإذا بي أراه يزهد فيها..
مصطفى: أتظن ذلك يا بني..
صادق: ذلك ما تتضافر عليه الأدلة والظواهر..
مصطفى: اتهام أختك ((عايدة)) ((لفريد)) بأنه ملحوس ومهووس.. ترك في نفسه جرحاً لما يندمل بعد..
صادق: هذا يعني أنه زهد فيها..
مصطفى: لا.. لا يا صادق.. لا إن ((فريد)) ينتظر اليوم الذي يندمل فيه جرحه ليتقدم بعده يطلب يد أختك..
صادق: وهل أختي ستنتظر ذلك اليوم ربما جاء من يروقها.. ربما جاء من يروقها فزوجناها له..
مصطفى: أختك.. في رأيي - ترك ((فوزي)) في قلبها جرحاً لن يندمل بسرعة، وقد يوافق اندمال جرحها وجرح ((فريد)) في وقت واحد وهنا يأتي ما لم يكن في الحسبان..
صادق: أختي ((عايدة)) وصلت..
مصطفى: للحديث بقية..
(وتدخل ((عايدة)) وهي تقول):
عايدة: بابا.. إن شاء الله ما أكون تأخرت..
مصطفى: لقد أتيت في الوقت تماماً كعادتك في التقيد بالمواعيد..
عايدة: ها.. إيش أخبار ضيوفكم..
مصطفى: صح الشطر الأول مما كنت تتوقعينه..
عايدة: لا أذكر.. ما هو يا أبي..
صادق: أن يكلف ((فوزي)) والدي بأن ينوب عنه بطلب يد ((سلوى))..
عايدة: وقبلت يا والدي أليس كذلك..
مصطفى: وهل هنالك مجال للرفض يا بنيتي..
صادق: أما الشق الثاني من تفسيرك للزيارة فغير وارد..
عايدة: الحمد لله الآن.. والآن ألا تقومون للغداء فأنا (محرقة) من الجوع..
مصطفى: كلنا يا بنيتي وسنكمل حديثنا عن برنامج حفلة هذا المساء على المائدة..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت ((فريد)) يقول):
فريد: أرأيت ما أنبل وأكرم والد ((صادق)))..
فوزي: الشيء من معدنه لا يستنكر يا ((فريد)).. وأرجو ألا تخلق لنا سلوى أية تعقيدات..
فريد: مثلاً..
فوزي: كأن تطلب مثلاً تأخير عقد القران إلى أجل..
فريد: لكن أنا رتبت الموضوع مع سامي وفهمته وضعك.. والليلة بعد الحفلة أنا رايح أشوف (صادق) لكي يؤكد على والده موضوع.. القران..
فوزي: ألف شكر يا فريد..
فريد: ولعلي فهمت من سامي أيضاً أن ((عايدة)) طلبت أن يكون حفل القران في دارهم..
فوزي: هذا أنا أيضاً سمعته من سامي، ولكن يمكن ((سلوى)) تؤجل القِران لفرصة أخرى..
فريد: ((سلوى)) فتاة ذكية ومدركة تقدر الأمور حق قدرها وتعرف أنك مرتبط بعمل ولا يمكنك أخذ إجازة إلا في مواعيدها..
فوزي: إنني معك ولكن..
فريد: ولكن ماذا..؟
فوزي: يا ليت ((عايدة)) تتدخل في الأمر..
فريد: بسيطة يا أخي.. ((صادق)) أخوها سأكلمه وأعتقد أنه سيقنع أخته بالتدخل.. و ((سامي)) سيقنع خالته بعدم التأجيل..
فوزي: فلننتظر، وما أصعب الانتظار..
فريد: يا سلام يا ((فوزي)) أمورك كلها تسير بهذه السهولة وتقول حضرتك ما أصعب الانتظار..
فوزي: عفوك يا صديقي عفوك فصاحب الحاجة أرعن كما يقولون..
فريد: أنا متأكد يا عزيزي أن ((سلوى)) سوف توافق بدون أي تدخل من ((عايدة)) وأرى أن تباشر في اتخاذ الاجراءات اللازمة نحو عقد القِران..
فوزي: تقصد بطاقات الدعوة وما يلزم لذلك من اجراءات أخرى..
فريد: بالطبع يا فوزي..
فوزي: ولكننا لا نستطيع القيام بطبع البطاقات قبل أن أتفق مع.. ((سلوى)) على اليوم..
فريد: على كل نؤجل الكلام في الموضوع ونستعد لحفلة اليوم.. المسائية فالوقت يمضي..
فوزي: حسناً.. حسناً..
(يدق الجرس فيقول فريد):
فريد: هذه دقات ((سامي)) لعلَّ قدومه خير..
(يدخل سامي والموسيقى مصاحبة وهو يقول):
سامي: سلام عليكم..
الجميع: وعليك السلام..
سامي: خذ يا أخي هذه برقية مستعجلة وصلتك على عنواني فعجلت بها إليك..
(ويفتح ((فريد)) البرقية ويقرأها ويقول):
فريد: يا إلهي.. غير معقول.. غير معقول..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.