شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 50 ـ
(أبواق السفن نسمع بعدها صوت إيليوس يقول):
إيليوس: مزيني! مزيني!
مزيني: سيد القائد!
إيليوس: هل عادت جميع قواتنا من منطقة نجرانا؟..
مزيني: أجل سيدي القائد. عادت جميعها سالمة...
إيليوس: هل راقبت ذلك بنفسك يا مزيني؟
مزيني: بلى سيدي القائد... بلى...
إيليوس: نسيت أن أسألك في زحمة فرحتي بالعودة إلى الأسطول....
مزيني: ما هو السؤال سيدي القائد؟...
إيليوس: ما هي أخبار المرض الخبيث؟...
مزيني: ما تبقى من جنودنا بعد حادثة السيول كانوا جميعاً أصحاء بدليل أنه لم تظهر أية إصابة أو عوارض مرض بينهم طيلة رحلتنا الشاقة التي تكشف الجسم السليم من العليل...
إيليوس: إذن فقد دفنا المرض في أودية مارياما..
مزيني: وأعدنا إلى الحميريين هديتهم التي كانوا أعطوها لنا يوم دخولنا نجرانا.
إيليوس: يقولون أن ذلك المرض منتشر بين اليهود ولذلك لا يتزوج منهم أهل البلاد الأصليون...
مزيني: سواء أكان المرض مصدره اليهود أو غير اليهود فقد أبقيناه حيث هو ولم ننقله معنا إلى روما...
إيليوس: هذا صحيح. متى ترى أن تعود إلى مصر يا مزيني؟...
مزيني: عندما يأمر سيدي القائد...
إيليوس: لقد كانت أمنيتي ألاَّ أعود إلى مصر قبل أن أهدم البيت الذي بناه إبراهيم بمكة كما فعل أسلافي بهيكل سليمان في أورشليم.. ولكن حظ أهل مكة أقوى من حظ اليهود...
مزيني: لو يأمر سيدي القائد أنفذنا قوة من مشاة أسطولنا لتقوم بهذه المهمة...
إيليوس: ضاحكاً أتريد لهذه القوة أن تلحق بما قدمنا من ضحايا في حملتنا على هذه البلاد لقد سبق السيف العذل. ونجا بيت إبراهيم من معاول الرومان إلى الأبد...
مزيني: إذن متى يأمر سيدي بالعودة إلى مصر؟
إيليوس: التفكير في العودة ليس هيناً يا مزيني...
مزيني: كيف سيدي القائد... كيف؟
إيليوس: إن أساطيل دول بحر القلزم لنا بالمرصاد...
مزيني: إذن ما العمل سيدي القائد؟...
إيليوس: يجب تضليل هذه الأساطيل كما ضللنا القوات الحميرية المطاردة...
مزيني: ألا يرى سيدي القائد أننا كلما أسرعنا في الإقلاع كان أسلم عاقبة لنا.
إيليوس: ماذا تقصد يا مزيني؟...
مزيني: أقصد العودة بسرعة قبل أن تصل القوات الرئيسية الحميرية إلى الشاطئ فتتشجع قوات أساطيل دول بحر القلزم وتقوم بهجوم واسع قد يكون مدمراً لأسطولنا...
إيليوس: رأيك سليم يا مزيني... ادع إلى قائد الأسطول للتشاور معه في الأمر...
نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول:
أبو داس: ها نحن نصل ثانية إلى مدينة نجرانا يا سيلاوس بعد غياب دام أكثر من ثلاثة شهور...
سيلاوس: يا له من غياب طويل يا أبا داس؟..
أبو داس: رأيك مصيب يا سيلاوس فقد عدنا لنرى نجرانا خالية تماماً من القوات الرومانية....
سيلاوس: لقد أخلتها القوات الرومانية بعد أن نهبت ما فيها من ثروات وخيرات.
أبو داس: وعاد إيليوس مع فلول قواته محللاً بالخزي والعار إلى الأبد...
سيلاوس: كنت أظنه في عداد الهالكين ولكنه جباركما قلت والجبابره أوتوا قوة خارقة....
أبو داس: لو لم يكن إيليوس جباراً عنيداً أكان يستطيع تسلق الجبال والمشي على الصخور والحجارة التي كأنها خناجر حادة؟...
سيلاوس: والسير أياماً وليالي على هذه الحال وهو يعلم أن الموت يترقبه في كل خطوة يخطوها...
أبو داس: المهم نجا إيليوس من الموت في البر... أتراه ينجو من الموت في البحر..
سيلاوس: كيف يا أبا داس كيف؟
أبو داس: ألا ترى أن أساطيل دول بحر القلزم ستقوم بهجوم كاسح على الأسطول الروماني..؟..
سيلاوس: لا أظنها تفعل قبل أن تصل القوات الحميرية البرية إلى الشاطئ القريب من الأسطول الروماني. ولكن...
أبو داس: ولكن ماذا يا سيلاوس؟
سيلاوس: أينتظر إيليوس حتى تصل القوات البرية الحميرية وتتعاون مع قوات أساطيل دول بحر القلزم فتنزل ضربة قاضية بالأسطول الروماني...
أبو داس: لا أظنه ينتظر حتى يقع في المصيدة ثانية بعد أن أفلت منها بأعجوبة. وإن كنت لا أستغرب من هذا الرجل الجبار أن يقوم بعمل لم يكن بالحسبان...
سيلاوس: لقد مرغت الهزيمة كرامته وجبروته وتفكيره أيضاً وما أظنه يجرؤ على التفكير في شيء غير العودة إلى مصر وبأسرع وقت...
أبو داس: أنني ما زلت أخشى من إيليوس أن يقوم بهجوم مفاجئ على مكة ليهدم البيت الذي بناه إبراهيم فإنها أعز أمنية لديه...
سيلاوس: لقد ضاعت الفرصة من يد إيليوس فمكة أبعد من النجم وأميرها كما ترددت الأخبار قد حشد قوات كبيرة تحسباً لأمنية إيليوس...
أبو داس: إنني دائماً أتهيب إيليوس وأحسب كثيراً لمغامراته...
سيلاوس: ستسمع غداً أو بعد غد أن إيليوس أفلت بأسطوله من وجه أساطيل دول بحر القلزم كما فعل بقواته في مارياما.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزاحم يقول):
مزاحم: وحدثت المعجزة يا شمس. أما قلت لك أننا نعيش في عصر المعجزات...
شمس: أية معجزة يا مزاحم؟..
مزاحم: عندي لك بشرى وما بعدها بشرى...
شمس: ما هي يا مزاحم؟...
مزاحم: رسالة من والدنا وزوجك...
شمس: (بفرحة عارمة) رسالة من زوجي ووالدنا..
مزاحم: أجل يا شمس أجل...
شمس: أنا لا أصدق ذلك...
مزاحم: حتى لو رأيت توقيعهما...
شمس: لا هذا فأني أصدقه.. أين الرسالة.. هاتها.. طمئني...
مزاحم: خذي.. واطمئني...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت شمس وهي تقول):
شمس: حمداً لك يا رب.. حقيقة إننا نعيش في عصر المعجزات. ما كنت أصدق أبداً أن والدنا وزوجي على قيد الحياة بعد المخاطر والمصاعب التي تعرضا لها...
مزاحم: أليست يا شمس بشرى ما بعدها بشرى...
شمس: أجل أنها بشرى لا تعد لها أية بشرى أبداً...
مزاحم: ولكن هذه الرسالة ألقت عليك وعلي عبئاً ثقيلاً...
شمس: صحيح ولكني أرجو أن تكون عند حسن ظنهما بنا وتقديرهما لنا...
مزاحم: يجب أن نخطط تخطيطاً دقيقاً لتنفيذ ما جاء في هذه الرسالة ولعل أول شيء هو الكتمان يا شمس أليس كذلك؟
شمس: بلى يا مزاحم بلى فبلادنا تزخر بعيون الرومان وعملائهم...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمرو يقول):
عمرو: ما هي آخر الأخبار عن الرومان يا شداد؟...
شداد: إنهم قابعون في أسطولهم يتهيأون للعودة...
عمرو: ألا يمكن لأساطيل دول بحر القلزم أن تقوم بعمل تلقن فيه الأسطول الروماني درساً لا ينساه...
شداد: المعلومات التي لدي تفيد أن أساطيل دول بحر القلزم تنتظر وصول القوات الحميرية الضاربة إلى الشاطئ لتتعاون معها فتكون معركة برية بحرية...
عمرو: ولكن وصول القوات الحميرية الرئيسية قد طال يا شداد...
شداد: القوات الحميرية مشغولة بالبلاء الذي خلفته وراءها الحملة الرومانية.
عمرو: ما هو يا شداد؟
شداد: الجنود الرومان المرضى, وخشية الحميريين, انتقال العدوى إلى الجنود والأهليين الحميريين.. وهي عملية استنفدت وقتاً طويلاً للتخلص من المرض ومنع العدوى...
عمرو: لقد كان المرض وباء... ليت الرومان يعودون به إلى بلادهم...
شداد: تخلصوا منه أيها الأمير ورموا به في بلادنا وأنا لندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون الحميريين قد تمكنوا من تطهير البلاد منه...
عمرو: نرجو الله سبحانه وتعالى أن يكونوا قد توقفوا في القضاء على المرض لأن خطره على بلاد العرب سيكون عظيماً إذا لم يتغلب الحميريون عليه..
شداد: يقيني أنهم يستطيعون فلديهم أطباء من بلاد الهند لهم خبرة وإلمام بهذا النوع من المرض لأنه متفشٍ في بلادهم بشكل وبائي...
عمرو: في الحقيقة مشكلة عويصة وخطيرة في نفس الوقت تركها لهم القائد الروماني نسأل الله تعالى أن يعينهم على حلها والخلاص بها..
شداد: أجل أيها الأمير أجل هذه محنة يجب أن يدعو كل واحد منا لهم بالخلاص منها والتغلب على أخطارها...
(أبواق السفن وهدير الموج وارتطامه بالسفن نسمع بعدها صوت يافع القائد العام لأساطيل دول بحر القلزم يقول:
يافع: وعادت فلول القوات الرومانية البرية إلى الأسطول كما أخلت قواتهم البحرية منطقة نجرانا بعد أن أمعنت فيها نهباً وسلباً لخيراتها وثرواتها..
يوهمامى: والقوات الحميرية أين هي ساعة قام الرومان بعملية النهب والسلب الواسعة؟..
يوهمامى: ويل للرومان ما أفظعهم يدعون أنهم رسل حضارة ومدنية وما هم إلا قطاع طرق ولصوص في ثياب جنود...
يافع: ماذا ستكون الخطوة التالية للقوات الرومانية؟..
يوهمامى: في رأيي أنها لن تكون إلا العودة إلى بلادهم ولكن...
يافع: ولكن ماذا؟
يوهمامى: ولكن بطريقة بارعة كالتي أفلتوا بها من القوات الحميرية البرية...
يافع: إذن فعلينا ألا نمكنهم من ذلك...
يوهمامى: هذا هو الرأي الصائب أيها القائد ولكن ما هي الوسيلة؟...
يافع: هذا ما اجتمعنا من أجله.. بل هذا ما كنت أراه وكنت عازماً على القيام به لو كانت القوات الحميرية الرئيسية قريبة من الساحل..
يوهمامى: أتعني هجوماً برياً وبحرياً...
يافع: بلى أيها القائد يوهمامى...
يوهمامى: ولكن متى ينتظر وصول القوات الحميرية البرية؟..
يافع: خلال الأيام القليلة القادمة...
يوهمامى: أترى ينتظر الأسطول الروماني هذه الأيام القليلة أم يقلع فجأة وبدون سابق إنذار...
يافع: هذا ما يجب علينا أن نترصده ونرقبه...
يوهمامى: لو فرضنا وتحرك الأسطول الروماني فجأة متخذاً من موقعنا الجامد ستاراً لإقلاعه وهربه؟ ما هو موقفنا؟
يافع: الهجوم والمطاردة..
يوهمامى: هذا رأي جيد ولكن أخطار المطاردة لا تخفى عليك..
يافع: كيف أيها القائد؟..
يوهمامى: سفن الأسطول الروماني أقوى من سفننا وأسرع حركة.. وقد تسحبنا وراءها حتى نبعد عن أماكن تمويننا فتعطف علينا وتعطينا درساً لا ننساه...
يافع: كلام سديد.. إذن ما الرأي؟..
يوهمامى: هل تستطيع أساطيلنا مواجهة الأسطول الروماني في وضعه الحالي؟..
يافع: لا أرى لا سبيل لنا إلا المناوشة في شكل قرصنة فكلما تطرف شيء من سفنه أغرنا عليه وأغرقناه أو أسرناه...
يوهمامى: أرى إذن أن نترك الأسطول الروماني يعود ونكتفي بعودته خشية أن نمنى بضربة قاضية منه قد تثير أطماعه فيفكر بجولة ثانية.
يافع: ما رأيكم أيها القادة؟..
أصوات: موافقون.. موافقون...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج