شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الغربال ومخاصموه: المصلحة العامة فوق الشخصيات
والأمة والوطن فوق كل شيء
لا تصحوا أمة من نومها ولا تنهض إلا تحت ثورة قلمية، ولا يسعد الشرق إلا بائتلافه
"تاغور"
هذه جملة للفيلسوف الكبير وحكيم الشرق "تاغور" نصدر بها مقالنا لمناسبتها للموضوع الذي نحن بصدده.
يوجد في الحجاز طائفة لا بأس بها من الأدباء و (الكتّاب) وهذه الطائفة هي وليدة العصر الحاضر، والعصر الذي سبقه، ولكن هناك عدة عوامل تغلبت على تلك الطائفة فصرنا لا نسمع صوتها إلا همساً، من تلك العوامل عدم وجود نوادٍ أدبية تلم شتاتهم، وتضم أفرادهم، توحد أفكارهم، وتؤلف بينهم، هذه من أهم العوامل التي أثرت على تلك الطائفة المسكينة، حتى أصبح الكثير منا يجزم بعدم وجود أدباء وكتّاب، ثم هناك أشياء يمكن أن نعدها ثانوية في الموضوع منها أن عقلية العامة لا تزال في بساطتها الأولى فهي ضمن دائرة ضيقة جداً، فلذلك نجد الأدباء والكتّاب دائماً أبداً يتحاشون التصريح بآرائهم خوفاً من الاصطدام معهم، أو على الأقل بعداً عن وصمهم بالتبجح كما يعتقد البعض - زد على ذلك عدم وجود وسائل للنشر كافية، والحقيقة أن الأدباء والكتّاب بقوا تحت رحمة أصحاب الصحف في الحجاز ما شاؤوا نشره نشروه، وما لم يشاؤوا جعلوه في سلة الأوراق المهملة، ولي بحث خاص حول هذا الموضوع سأنشره إذا سمحت بذلك إدارة "صوت الحجاز" وإذا أبت فصبر جميل.
كل هذه العوامل أثرت على الأدباء والكتّاب في الحجاز ثم حبنا في أن نقف دائماً أبداً ضد بعض، وفقدان وسائل التشجيع زاد الطين بلة، وكانت النتيجة أن كل محاولة يحاولها البعض منا لرتق الفتق لا تنجح، لأن لكل واحد منا رأي مخصوص وغرض مخصوص يعمل اتجاهه أما المصلحة العامة فهي عندنا لا شيء وهذا والله مؤلم، ومؤلم، ومؤلم، يعلم الله أن قلبي ليتقطع حزناً من ذلك وأن ذلك من أهم الأشياء التي أفكر فيها والتي أتمنى أن يوفق رجال الأمة لعلاج حكيم لها وإني أعتقد أن لا حياة سعيدة لنا، ولا صحوة من هذا السبات إلا بثورة قلمية كما يقول تاغور تبث فينا روح الحياة من جديد، والأدباء والكتّاب هم رجالها.
هذه آراء وأفكار كانت تلعب بمخيلتي، وتجيش بخاطري أحببت أن أبرزها بمناسبة المقالين اللذين نشرا في العدد الفائت من "صوت الحجاز" أحدهما بتوقيع "المنسف" والآخر بتوقيع "م. راسم".
إني أقسم بالله أن سروري كان عظيماً عندما خرجت "صوت الحجاز" وفيها المقالتين المذكورتين، وأعظم من ذلك عندما رأيت كل واحد من الأديبين يعبر عن آرائه وأفكاره بحرية تامة "بغض النظر عما جاء فيها من سخرية واستهزاء وتحامل" لأن كل ما أقصده وأتطلبه أن أرى في كل يوم مقالاً جديداً لأديب جديد يظهر به على صحيفة سيارة "هي اليوم كل أملنا" سواء تناول في كتابته انتقاد شخص معين، أو موضوعاً حيوياً يفيد البلاد والأمة وينور الأفكار، ويوقظ النفوس، وإني أدعو كل أديب للكتابة وأطلب من كل واحد أن ينتقد الغربال، وأقوله بكل حرية، وإني من الآن أسامح كل واحد في جميع ما يأتي في أقواله ضد شخصي سواء كان قصد ذلك أو لم يقصده، لأني أعتقد أنه إذا كتب اليوم ينتقد الغربال وآراءه فسيكتب في يوم ما ينتقد الأمة والحكومة، وسيعالج أيضاً أداءنا وما نشكو منه وإذا مزقتني أقوال الأدباء والكتّاب شر ممزق وكانت النتيجة إن صارت الجرأة الأدبية طبعاً فيهم فذلك كل ما أتمناه وأطلبه ومن عسى أن أكون، وما هي أقوالي وآرائي التي لا تخطئ يجب أن يعرف كل واحد أن سروري من منتقدي الغربال وآرائه عظيم جداً، وإني أشكر النقاد، وأتمنى من كل قلبي أن يكثروا وأن يوفقوا إلى ما يفيد الأمة والوطن مع الضرب بآرائي وأقوالي عرض الحائط إذ الله يعلم بالدافع الذي كان يدفعني للكتابة، والقصد الذي كنت ولا أزال أتطلبه من ورائها.
وأحب أن أختم هذه الكلمة بالشكر الجزيل والثناء العطر للأديبين "المنسف" و "م. راسم" على مقاليهما وأرجو من الأدباء أن يعطونا رأيهم أيضاً بما جاء في بحث "الكشف الطبي" والحقيقة بنت البحث والله الموفق إلى الطريق السوي.
مكة المكرمة: (الغربال)
جريدة "صوت الحجاز"
بتاريخ 18/10/1351هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :428  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج