شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الصحافة الحجازية، ونصيبها في إصلاح المجتمع
نشر هذا المقال تحت توقيع "ناقد متألم" في جريدة "أم القرى" العدد 652 بتاريخ 25 ربيع الأول سنة 1356هـ الموافق؛ يونيه سنة 1937م.
وفيه يطرح محمد سعيد عبد المقصود سؤالاً هاماً يأتي بعد أكثر من خمس سنوات من كتابة مقاله السابق (الصحافة وحاجتنا الشديدة إليها)، والسؤال يثير رؤية نقدية لا تقتصر على مضمونه الذي يحمل هذا السؤال: (هل وفقت الصحافة الحجازية في أداء رسالتها؟) وإنما تشمل انتقاداً حاداً لحالة اجتماعية تتمثل في الأداء الإنساني، واختيار الرجل القادر على القيام بالمهمة العملية بكفاءة مناسبة لحجم الدور، دون المجاملة على حساب العمل.
- (للصحف الشأن الأعظم في إصلاح المجتمع، حيث هي المدرسة الثانية للشعب، والمعلم الثاني في إبراز حقائق الحياة المجهولة. والكشف عن معالم الحياة، والإيضاح للرأي العام ما يحدث في العالم من تطورات في نظام المجتمع، وحوادث تمس نظام الحياة عامة، والحياة الاجتماعية خاصة، وتؤثر فيها تأثيراً عظيماً.
وتتجه الصحافة الشرقية اليوم نحو المثل العليا، وتظهر في صورة بديعة تمثل حياة تلك الأمة أو ذلك الشعب، وتحمل بين جنبيها الإصلاح العام، والرقي المنشود، كما تحمل بين طياتها معول الهدم لتزيح عن قلب المجتمع العوامل المؤثرة في فساده، والسبب الداعي لتوهينه، والعوائق البارزة في فساد نظام المجتمع لتظهر لقرائها ما يعوق المجتمع من تقدم وسعادة، وما يعتريه من مساوئ وعادات منافية لحياة الشعب، تكون سبباً في تهوين العزائم، وتكدير صفو الحياة، بل وظهور عامل التفرقة بين أبناء شعب واحد، نتيجتها سيطرة الأنانية، وهضم الحقوق، وعدم النظر إلى الكفاءات.
فهل وفقت الصحافة الحجازية في أداء رسالتها؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن ننظر إلى حالة المجتمع الحجازي ونصيبه من الاستقرار ثم نظرة عامة إلى ما تؤديه الصحافة نحوه من الإرشادات والتعليمات الجديرة بالتتبع والعمل بمقتضاها. إن المجتمع الحجازي يسوده عامل خطير في تفكيك عزائم الألفة والاتحاد، ويخيم عليه سحاب كثيف منع عنه النظر إلى ذوي الكفاءات في الأعمال التي تسند إليهم فيصبح هؤلاء حالتهم بئيسة، وعيشتهم تعسة من جراء هذه المعاملة الشاذة التي تظهر من بعضهم لبعض. ما هو الداعي لذلك؟ المظهر الخارجي الذي يبدو لأول وهلة أنه هو صاحب الكفاءة والمقدرة التامة. منظر أنيق، شكل بديع، وجه صبوح ولباس يلفت الأنظار! هذه هي الكفاءات التي ينبني عليها أساس حياة أعمالنا، ويسير المجتمع أجمع على هذا الوتر حتى أصبحت حالتنا الاجتماعية تتفطر القلوب لها.
إن جدارة الكفاءات من أهم العوامل التي يتطلبها أي شعب يريد النهوض والتقدم. وإسناد هذه الأعمال لشخص اكتملت فيه وسائل العمل فوز باهر وربح عظيم في سير الأعمال ونجاح المشاريع. ليس أدل من ذلك فالشعوب الغربية تبذل جهودها في اختيار الإنسان الذي سوف يلقي على عاتقه القيام بأعباء هامة.
لنعود إلى الصحافة الحجازية، وهل أدت رسالتها، وأبرزت للمجتمع مساوئه ومنافعه. إذا تصفحنا الجرائد الحجازية بصورة دقيقة تكاد لا توجد بين أعمدتها مقالات اجتماعية تبحث عما يعتري الشعب من الأمور المضرة بحياة المجتمع، وتجعله في حالة سيئة، أو تجد إرشادات ومباحث تتصل أشد الاتصال بحياة الشعب، وتجعله واقفاً على كنهها وحقائقها.
إن من واجبات الصحافة إرشاد الجمهور، وتزويده بما تراه صالحاً لحياة الشعب، وبثها روح الحب والوفاء بين أبناء الشعب، ولنشر روح الإخلاص والتعاون، وهدم العقبات التي تعرقل سير المجتمع نحو السعادة والرفاهية.
هذه موجزة بسيطة بسطناها للقارئ الكريم تجاه ما يجب على الصحافة نحو الجمهور ونود منها أن تبحث عما يلاقيه المجتمع الحجازي من جراء هذه المشكلة التي أصبحت سائدة لتبرز للشعب ما يصلح له وينبذ ما يفسده، متوخية الطريق المستقيم في سبيل الإصلاح العام).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :638  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج