شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دقة المواعيد: (1)
يتساهل الكثيرون في عدم التقيد بالوعد - ولو كان لمجرد الحضور أو لتناول الغذاء أو الفطور.. فلا يهتمون إذا تجاوز حده، أو قصر وقته.. وقليل هم أولئك الذين يحذرون الإخلاص فيه.. أو التهاون به فتراهم حريصين على انجازه.. واستنجازه -فيما لهم وعليهم- وبذلك يريحون ويستريحون.
وكم من مشاكل ومشاغل ترتبت على وعد أُخْلِفَ؟ ونشأ عن إِخلافه مالا يحصى من المتاعب، فإذا ذهب المرء يناقش الأسباب لا يجدها في الغالب الأعم متجمعة ومتفرقة إلا في عدم التقيد أو الدقة في انجازه خصوصاً بالنسبة للوقت المضروب.. والزمن المحدود.
ودعنا من قولهم في الولائم والعزائم.. فتفضلوا بعد الظهر - وبعد العصر- وبعد العشاء.. فإن لهذه البعدية.. مدى أوسع من أن يحد.. حتى ولو تقضي اليوم والشهر والعام والقرن أيضاً بعرضه وطوله، وإذا كان ذلك الاصطلاح ممكناً أو مستساغاً في الأزمان الماضية.. ولا نكران عليه بين الأجيال التي تواضعت على اصطناعه ومضت عليه عهوداً عديدة.. فإن ما لا يتفق مع أمزجة المعاصرين ولا الذين يقدرون قيمة (الوقت). والذين لا يتسامحون في إفساد معدهم، على حساب من يتناول وجبة الصباح متأخراً فلا (يشرف) الدعوة إلا حين تصبح في بطنه عصافيرها.. أو الذي شغله عنها (عارض) فأعرض عنها دون اعتذار:
وصاحبه يزرع الدار صعوداً وهبوطاً. ويغلق النوافذ قياماً وقعوداً.. خشية أن يأذن للحاضرين.. فيقدم الغائبون.. فيبقى معهم (حيص بيص).
ولا حل لهذه المشكلة العويصة التي شكا ويشكو منها أغلب الناس إلا تحديد المواعيد في بطاقات الدعوة - بالساعة والدقيقة.. وإلا تقيد المدعوين بذلك دون أية هوادة.. فإذا ما حان الوقت وأزف الموعد كان في حل من العتاب.. والمدعو المتخلف في حل من الغياب. وإن كان الأجدر به - أن يقدم اعتذاره في الوقت المناسب.
ومهما استمر الوضع على ما هو عليه من حرية التصرف للفرد.. ولو أدت إلى تضرر الجماعة.. فإن الحبل سيكون ملقى على الغارب.. وتتقطع به الأسباب بين الخلصاء.. ناهيك بالوعد إذا كان من الأهمية بحيث تضطرب لأخلاقه الأعصاب، أو يلتبس فيه الخطأ والصواب.. أو تطيع به الحقوق وتتسع الفتوق والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 807 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.