غداءٌ ولكنَّ العشاءَ عشاءُ |
وغثى له الحقدُ الدفينُ غُثاءُ |
ولم يلتقِ الضِّدانِ إلا دِعايَةً |
تغُصُّ بها الآفاقُ وهي خُواءُ |
ولا بدَّ من يومٍ به تَضحكُ الوَغى |
ورجعٌ به الدنيا صَدى وبكاءُ |
وعندئذٍ يمضي القضاءُ مُدوِّياً |
وتنفطرُ الأكبادُ وهي هَواءُ |
* * * |
وما أمرهُ إلا كلمحةِ ناظرٍ |
وما منه إلا أنْ يَشاءَ وقاءُ |
ورُبَّ امرئٍ طاشتْ به نشوةُ الطُلى |
فما هي إلا صَعقةٌ وفناءُ |
أفيقوا بني الإنسانِ واصحوا فإنما |
هي النُّذُرُ الأولى بِلىً وبلاءُ |
توقوا من الآثامِ والبغي والهوَى |
فمن قبلَكُم أفنى الطغاةَ ضراءُ |
مضوْا وكأنْ لم يُخلقوا وتَعاقبوا |
أحاديثَ تتلوها لنا الأَنباءُ |
خلتْ منهمُ الدنيا وبالأمسِ (هتلرٌ) |
ومن قبلِهِ (غُليومَ) وهي سَباءُ |
وما ورِثَ الأرضينَ إلا عبادُهُ |
وقد صَلحوا والمُفسدونَ عَفاءُ |
* * * |
خذوا حِذركُمْ من قاصماتِ ظهورِكمْ |
ومن نَزعاتٍ كُلهنَّ غِطاءُ |
نَسيتُمْ فأُنسِيتُمْ فإن لم تذكَّروا |
فليس لكم إلا العَذابَ جزاءُ |
* * * |
هو اللهُ فاخشَوْه وإلا فمن عَسى |
يُجِركُمْ وكل العالمينَ دُعاءُ |
وللواحدِ القهّارِ جلَ جلالُه |
مصائرُهم والقَاسِطُونَ فِداءُ |
* * * |
ومن لمْ يَعِظهُ البأسُ وهو مُحلِّقٌ |
أحاطتْ بهِ الأرزاءُ وهي وطاءُ |
وما الناسُ إلا كافرٌ أو مُوحِّدٌ |
وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ هباءُ |
رُويداً فإنَّ الحُكمَ للهِ وحدَهُ |
هو الراحمُ الرَّحمنُ وهو رَجاءُ |
تداعوا إلى الحُسنى وعُفُّوا عن الأذى |
وكُفُّوا وعن كيدِ الشعوبِ تناؤوا |