أَطِل أو اقصِر!! كَفَاكَ "الصَّرحُ" بُرهَانا |
و "الشَّعبُ" بيِّنَة والحَقُّ إيمانا؟!! |
واسْمَع أو ابْصِرْ!! يَزِدْكَ الشَّدوُ أُغْنِية |
والنُّورُ تَبْصِرَةً؛ والصِّدْقُ تِبيانا |
مِنْ حَيثُ تَسْتَقبِلُ "الذِّكْرَى" مَوَاكبَها |
يلقاكَ عن عرفِها "التَّاريخُ" نَشْوانا |
مَاذا يُقصُّ؟ وقد أعيت صحائِفه |
مَن إِنْ تُلِمَّ بِهَا - رمَزاً وحُسْبَانَا! |
شَمْسٌ مِنَ المَجدِ تَجْلُوها أَشِعَّتُها |
"هِدَايةٌ" و "تَبَاشيراً" و "عُمْرَانا" |
تألقتْ أيمن (الصَّمانِ) واقتحمت |
(رضَوى) وبوأتِ (الدَّهناءَ) أكنانا |
وقوّضتْ "بالمثَاني" وهيَ (محكمةٌ) |
مَا كَانَ مِنْها هَوىً، أو كانَ بُهتانا |
تَشُقُّ بَطْنَ "الصَّحارَى" وهي تَغْسِلُهَا |
طَلا، ووَبْلاً - وأَكْبَاداً وأذْهَانَا! |
وقَدْ أصْختْ إلى "الذِّكرى" مُدَوِّيَة |
بِهَا "الجَزِيرَةُ" أشْيَاخاً، وفِتْيَانَا |
أَسْتَعرِضُ "الأمَلَ المَنْشُودَ" فِي صُحُفٍ |
لَيْسَت طُروساً، ولا قَصْفاً وعِيدَانَا! |
والزَّحْفُ يصدَحُ، والأَجْيَالُ صَاعِدَةٌ |
والطَّيرُ تَمْرَحُ تهزاجا وتحنانا |
لَكِنَّما هِيَ - حَقّاً - نَهْضةٌ عَمَمٌ |
أغَذَّ فِيهَا "طَويلُ العُمْرِ" مَسْرَانَا |
حَيثُ "المَسَاجِدُ" و "الأمْلاكُ" تَحْصُنُهَا |
مَهْوَى العِبَادِ، ومَرْعَى كُلِّ من دَانَا |
حَيثُ "المَعَاهِدُ" أَسْفَارٌ مُدَويَّةٌ |
تُحْدَى (الفضُول) بِهَا رَجلاً ورُكْبَانا |
حَيثُ "المَوَانِئُ" حَوْلَ البَحْرِ مَائسَةٌ |
بِهَا العَرائِسُ تَهْدِي (الفُلكَ) شطآنا |
حَيثُ "المَعَاقِلُ" يَخْشَى البَأْسُ صَولَتها |
إنْساً، ووَحْشاً، وأشْبَاحاً وجِنَّانَا!! |
حَيثُ "المَعَامِلُ" نمَّتْ عَنْ مَدَاخِنِها |
جَوَانِحَ الدَّجنِ وأفراداً، وأقرانا |
حيثُ "المنَاهِلُ" كَالأنْهَارِ جَاريَةً |
يَغْدُو "الحَجِيجُ" بِهَا في القيظِ ريَّانا |
حَيثُ "الخَمَائِلُ" أفوافٌ مُنَمْنَمةٌ |
تُريك إنْ شِئْتَ - رأيَ العَينِ - (بوانا)! |
حَيثُ "الشَّمائلُ" والأَخْلاقُ صافِيَةً |
كَالسَّلْسَلِ العَذْبِ أو كَالوَرْدِ فتّانا!! |
فخر "العروبة" (رُحماها) و "وَحْدَتُها" |
وأن يكونَ لها "التوحيدُ" سُلْطَانا!! |
يؤُمُّهَا "عَبْقَريٌّ" هَمُّهُ "غَدُهَا" |
وَأَنْ يَكُون لَها رَوْحاً - وَرَيْحانا!! |
وأنْ تسامِي مَنَاطَ النَّجْمِ مَنْزِلَةً |
وَتَمْلأَ الأَرْضَ تَهْذِيباً، وعِرْفَانَا |
وتَحْفَظَ اللهَ في سِرٍ، وفي عَلَنٍ |
مَهْمَا تَمَطَّى غُرُورُ الإفْكِ واختانا |
سِيَّانَ فِيهَا، ومِنْها كُلُّ مُحْتَسِبٍ |
وَلَوْ تَوَطَّنَ "وَاقَ الوَاقِ" أَو "غَانَا"! |
جَمِيعُنَا "إِخْوَةٌ في اللهِ" عُرْوَتُها |
"إيَّاكَ نَعْبُدُ" أَجْنَاسَاً، وأَلْوانَا |
ونَسْتَعِينُ بِهِ في كُلِّ مَا اضطَرَبَتْ |
بِهِ العَوَالِمُ - تهريجاً - وطُغْيانا |
وبالتُّقَى - نَتَوخَّى أَن تَكُونَ لَنَا |
"جَنَّاتُ عَدْنٍ" وفي "الفِرْدَوسِ" مَأْوَانَا |
يَا مَنْ تَصَدَّى لِهَذا الشِّعْرِ. يَنْفُثُهُ |
"سِحْراً" ويَنْظِمُهُ دُرّاً، ومُرْجَانا |
إِلَيْكَ عَنِّي - وخُذْهَا في شَوَامِخِهَا |
"قَوَافِياً" تَزْدَهي (قُسَّا) و "سَحْبَانَا" |
في كُلِّ وَارِفَةٍ - أو كُلِّ شَارِفَةٍ |
مِنَ البَوَاذِخِ - تَستهويكَ صِنْوانا!! |
تَرْنُو العُيُونُ إلَيها وهْيَ مُعْجَبَةٌ |
بِهَا بَيَاناً، وأهْدَافاً، وأوْزَانا!! |
"قَصائِدٌ" مِنْ "سُعُودٍ" كالضُّحى وأداً |
تَشِعُّ لأْلاؤُهَا، جَذْراً، وأغصانا |
للهِ سِيرَتُــهُ! في الله قُرَّتُــهُ |
باللهِ قُوَّتُهُ - ما صالَ أوْ صَانَا |
بِذَلِكَ اعْتزَّ، والتَّوفِيقُ يَخْدِمُهُ |
وبِالتَّنَاصُحِ - والإخْلاصِ، أَوْصَانَا |
وَأَمْرُهُ دَائِماً شَفْعاً يُرَدِّدُهُ |
كُونُوا عَلى الحَقِّ أَنْصَاراً، وأَعْوانا |
ومَا بَشَاشَتُهُ إلاَّ الَّتي اغْتَبَطتْ |
بِهَا القُلُوبُ - قَسَتْ حِيناً - وقَدْ لانا! |
مهيبةٌ بالْهُدَى يَعْلُو سُرَادِقُهَا |
وتغمر "المَلأ العُلْويَّ" إيمانا |
تِلْكَ "الرَّوَائِعُ" تَلْقَاهَا مُمَثَّلَةً |
سَمْكاً رفيعاً - وتَشْييداً - وإحْصَانَا |
مَضَى الزَّمَانُ الذي أَطْيَافُهُ حُلُمٌ |
وأَصْبَحَ الشَّعْبُ - وثّاباً - ويَقظانا |
يَحْتَثُّهُ "مَلِكٌ" ضَمَّتْ جَوانحُهُ |
ما بَيْنَ جَنْبَيْهِ "قَحْطَاناً" و (عدنَانَا) |
ورتَّلتْ "حَمْدَهُ" الأَقْلامُ صَادِحَةً |
والْبِيضُ والسُّمْرُ، أشفَاراً، وأشطانا |
إِذَا "الرِّيَاضُ" بِهِ غَنَّتْ عَنادِلُهَا |
تَلَفَّتْ الزَّهرُ - في (البَطْحَاءِ) ولُهانَا |
تَشْتَاقُهُ - وهو نورٌ في مَحَاجِرِهَا |
"أُمُّ القُرَى" - وتبثُ الوَجْدَ أَشْجَانَا |
وتَشْرَئِبُّ إِلَيْهِ "طَيْبَةٌ" شَغَفاً |
"عَقِيقُهَا" - و"العَوَالِي" - ثُمَّ "قُرْبَانَا" |
في كُلِّ بَانِيَةٍ - مِنْهُ، وحَاضِرَةٍ |
فَواضِلٌ ثَقُلَتْ رَيْعاً، وميزانا |
فَلَسْتَ تَنْظُرُ إلاَّ الشَّعْبَ مُنْطَلِقاً |
ولَسْتَ تَسْمَعُ إلاَّ الشُّكْرَ رَنَّانَا!! |
ومَا "البَيَانُ" بِأَجْدَى فِي تَوَسُّلِهِ |
مِنْ نَهْضَةِ الشَّعْبِ يَبْنِي المَجْدَ بُنْيَانَا!! |
ولا بأفْصَحَ مِنْ رَجْعٍ تَدِلُّ بِهِ |
"مَطارقُ الصُّلبِ" أَهْزَاجاً وأَلْحَانَا!! |
أجَلْ هِيَ اللُّغَةُ المَوْهُوبَ صَاحِبُها |
إِذَا تَكَلَّمَ - أَصْغَى الدَّهْرُ - وهَنْانَا!! |
والنَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بِمُفْتَرَقٍ |
إِمَّا الحَيَاةُ - وإمَّا المَوْتُ - حِرْمَانا!! |
والفائِزُونَ هُمُو النَّاجُونَ مِنْ سَقَرٍ |
"يَوْمَ التَّغَابُنِ" - ولنذخرْ - لأُخرانا |
يا حبذا (عصرنا) الزاهي "بِعاهِلنا" |
والكون ينضح أحقاداً؛ وأضغانا!! |
وللشُّعوبِ ضَجِيجٌ مِنْ مَخَاوِفِهَا |
تَمُورُ أَكْبَادُهَا ذُعْراً، وغشْيَانَا |
ونَحْنُ فِي ظِلِّ "رَبِّ البَيْتِ" فِي نِعَمٍ |
تَتْرَى، وأَمَنُ خَلْقِ اللهِ أَوْطَانَا |
كَأَنَّني بالغدِ المُفْتَرِّ أَنُظُرُه |
تِلْقَاءَ عَيْنِيَ، وشفافَ الرؤيَ الآنا |
رَحْبَ الجَوانِبِ، وَقَّاف السنا نضرا |
يَشُوقُ سَمْكاً وأبهاءً وأرْكَانا |
مِنَ "اليَمَامَةِ" و "الظهْرانِ" مَشْرِقُهُ |
"بإذن ربك" توحيداً، وَرِضْوانَا!! |
وتَستَهِلُّ بِهِ الأَعْلامُ خَافِقةً |
على "السُّراةِ" (مَصابيحاً)، و(قرآنا) |
هِتَافُهَا حَيْثُما الْتَفَّتْ مَجَامِعُنا |
يَحْيَا "سُعُودٌ" ويَحْيَا الشَّعْبُ جَذْلانا |
ولْيَحْيَ ذُخراً وَلِيُّ العَهْدِ "فَيْصَلُهُ" |
ما أقبلتْ بالهدى والمجد "ذكرانا" |