شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فرحة الشعب (1)
الدَّوْحُ يُصْغِي، والرُّبَى تَتَسَاءَلُ
ما لِلْغصُونِ بوَرْقِهَا تتَمايَلُ
وعَلامَ تَنْطِلقُ الطُّيورُ هتَافُهَا
عَذْبٌ يَلِجُّ بِهِ الصَّدى ويُسَاجِلُ
إنَّا وإيّاهَا (نُدَامَى) نَشْوةٍ
مِنْهَا القُلوبُ المُتْرَعَاتُ ثَوامِلُ
ما يَوْمُنَا ما شَهْرُنَا ما عَامُنَا
(مِننٌ) بِهَا المُزْنُ الثِّقَالُ حَوافِلُ
سِيّان فِيهَا (مَكَّةٌ) أو (طَيبَةٌ)
و (شَذَى) و (رَضْوى) و (الرِيَاضُ) و (حَائِلُ)
(مَلِكٌ) به (قَلْبُ الجَزِيرَةِ) نابِضٌ
ولَهُ البِحَارُ شَواطِئٌ وسَواحِلُ
فيهِ (المَشَاعِرُ) و (المنابِرُ) و (الهُدَى)
و (الحَجُّ)، و (البيْتُ العَتِيقُ) الرافِلُ
وبِهِ (مَعَدٌ) في الجِيَالِ (أسِنَّةٌ)
وعَلَى السُّهُولِ (أعِنَّةٌ)، وصَواهِلُ
كَاللَّيْلِ مِنْهَا - والنَّهَارِ (سَوَادُهَا)
و (بَيَاضُهَا) بَينَ الظلامِ (فَياصِلُ)
يَرتدُ عَنْها الطَّرْفُ - وهُوَ مُحسَّرٌ
وتَضِلُّ فِيهَا (الرِّيحُ) وهيَ مَعَاقِلُ
بَكَرَتْ تَمَايَسُ في (الحُلِّي) - وفي (الحُلى)
طَوْراً - وطَوْراً (بالظُّبَى) تتَصَاوَلُ
تَغْريدُهَا ما شِئْتَ مِن تَرْنِيمَةٍ
ونَشِيدُهَا الزَّحفُ العَتيدُ العَاجِلُ
(ذكرَى الجُلُوس) طَريفُهَا – وتَليدُها
(مَجدٌ) يُجَدِّدُهُ (المَليكُ) العَاهِلُ
(المُؤْثِرُ) - (الحَاني) الحَبيبُ لِشَعبِهِ
(المُحسِنُ) المُتَفَقِدُ - المُتَسَائِلُ
يَوْماً يَبيتُ عَلى (السَّرَاةِ) مُسهَدا
يَحْمي العَرينَ، و (بالحَسَا) هو قائلُ
مَا بَينَ (نَجْرَانٍ) وبَينَ (بُريدَةٍ)
يَعْدُو (الجَنَاحُ) بِهِ - ويَهمِي النائِلُ
للهِ مَا أعليَ - وشَيَّدَ، وابْتَنَى
وشُهُودُه (الأثارُ) وهي مَوائِلُ
تَهْفُوا إليهِ قُلوبُنَا - وكأَنَّهَا
في رَاحَتَيْهِ - مَشَاعِلٌ، وفَضَائِلُ
ما الشِّعْرُ إلا مَا رَوَاهُ (مُذَهَّباً)
عَنْهُ الثَّنَاءُ العَاطِرُ المُتَواصِلُ
ما الشعرُ إلا عَطْفُهُ، وحَنَانُهُ
يُحْبَى بِهِ (المَكْلُومُ) - والمُتَجامِلُ
ما الشعرُ إلاَّ (حُبُّهُ) في شَعبِهِ
وكأَنّهُ (حَبٌّ) نَمَا، و (سَنَابِلُ)
غَشِيَتْ مَوَدَّتُهُ القُلوبَ - فما لَها
عَنْهُ مَحِيصٌ - وهيَ مِنْهُ فَوَاضِلُ
(لِلْبَدوِ) مِنْهُ - و(الحُضور) مَرَابعٌ
مُخْضَرَّةٌ - عَبْرَ الفَلاَ ومَناهِلُ
وبهِ الشَّبَابُ الطامِحُونَ تَواثَبُوا
لا خَامِلٌ مِنْهُمْ - ولا مُتَواكِلُ
يَرْقُونَ أسبَابَ السَّماءِ كَواسِراً
وبِهمْ تَمُوجُ كَتَائِبٌ، وجَحَافِلٌ
ويُبَاغتُونَ النَّسرَ في تَحْليقِهِ
زُمَراً، ويَجْفَلُ بالغُزَاةِ الذَاهِلُ
مِن كُل أَرْوَعَ كالصَّوَاعِقِ عَزْمُهُ
وسِلاحُهُ (التَّوحيدُ) وهُوَ يُقَاتِلُ
فِتْيَانُ شَعْبٍ نَاهِضِ، مُتَحَضِّرٍ
مَا مِنَهُ إلاّ (بَاشِقٌ)، أو بَاسِلُ
حَذِقُوا (الفُنُونَ) وأحْسَنُوا، وتَفَطَّنوا
و (ذَكَاؤُهُم) مَاضي المضَاءِ يُنَاضِلُ
لَمْ يُلْهِهمْ مَرَحُ الصِّبا – وأمَامَهُم
أُمَمٌ تَطلَعُ لِلنُّهى - وتَطَاوَلُ
عَقَدُوا الخَنَاصِرَ أنْ يُعِيدُوا مَا مَضَى
مِنْ حَيْثُ يَنْبُتُ سَادِرٌ، أَوْ هَازِلُ
و (الله أكْبَرُ) - وهُوَ (جَلّ جَلالُهُ)
نِعْمَ النَّصير، المُسْتَعَانُ، الكَافِلُ
إنّي لأعْجَبُ كيفَ كُنَّا، وانْطَوتْ
(صُحُفٌ) يُجَلِّلُها الخُوَاءُ المَاحِلُ
وأكَادُ لَوْلا مَا أرَاهُ (مُشَاهَداً)
أرْتَابُ فيه - بِأنَّهُ يَتَخَايَلُ
القَفْرُ (نَضْرٌ)، (والكُهُوفُ) (مَنَاجِمٌ)
و (العِلْمُ نُورٌ) والسُّهولُ (خَمَائِلُ)
وكأَنَّمَا (التَاريخُ) أقْبَلَ مُشْرِقاً
أوْ عَادَ - وهْوَ ببَعْثِنَا يَتَمَاثَلُ
ولَهُ (عِتَابٌ) جَائِرٌ، لا يَنْتَهي
ولو أنَّهُ عَنْ هَمْسِنَا يَتَغَافَلُ
يُلْقِي عَلَيْنَا (خَاطِئاً) تَبِعَاتِهِ
وهُوَ اللَّجُوجُ، المَاكِر، المُتَعاضِلُ
لا ذَنْبَ بَعدَ اليومِ إلاَّ لامْرئٍ
أَقْصَى مُنَاهُ، مَشارِبٌ ومَآكِلُ
الشَّعْبُ لا يَرْضِيهِ من أَبْنَائِهِ
(كَلٌّ) - يَعُوقُ صُمُودَهُ، أَوْ عَاطِلُ
كَلاَّ وَلاَ هُوَ (بِالخَوَالِفِ) عَابِئٌ
أبَداً - وَلاَ هُوَ بِالوُعُودِ يُمَاطَلُ
أحْيَا (سُعُودٌ) فِيهِ كُلَّ خَلِيقَةِ
زَهْرَاءَ - تَقْتَبِسُ الضُّحَى - وتَداوَلُ
مَا مِنْهُ إلاَّ (الألْمَعِيُّ) جَنَانُهُ
وأخُو (الإِبَاءِ) الحَقِّ - لا يَتَضاءَلُ
هَذا (سُعُودٌ) في جَلالِ خُلودِهِ
وبِهِ نَهِيمُ، وعَنْ (حِمَاهُ) نُجَادِلُ
(مَلِكٌ) تَأَلَّى أنْ يُبَوِّئَ شَعْبَهُ
أَعْلَى الذُّرَى، والطَّيبُ منْهُ شَمائِلُ
(المُسْلِمُونَ) لَدَيهِ طُراً (إخوَةٌ)
و (العُرْبُ) فِيهِ (وَحْدَةٌ) تَتَكامَلُ
بالبِشْرِ يَنْضَحُ والطَّلاقَةِ وَجْهُهُ
وبِهِ تُضِيءُ (مَجامِعٌ، ومَحَافِلُ)
لا يَسْتَطِعُ الشَّدْوُ إلاَّ شُكْرَهُ
مَهَمَا تَجاوَبَ سَامِعٌ، أو قَائِلُ
يَهْنِيهِ - مَا هُوَ قُرَّةٌ لِعُيونِهِ
نِعَمٌ تَدُومُ، وأُمَّةٌ تَتَفَاءلُ
مكة المكرمة في 11/5/1379هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :411  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 312 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.