إليك اشرأبَّ الشعـبُ من كُلِ مَطلَـعِ |
وفيك استقـرَّ الحُـبُّ غـيرَ مُصنَّـعِ |
كأنَّ القلـوبَ الخَافقـاتِ وقد هفـتْ |
تَطـيرُ بها (بُشـراكَ) من كُـلِّ مَهيـعِ |
تُلاقيكَ في أَشواقِها وَولائِها |
بكُلِّ ثَناءٍ عَاطرٍ مَتضوِّعِ |
وتَضرَعُ للرَّحمنِ جلَّ جلالُهُ |
بحِفظِكَ في عَزٍ وحِرزٍ مُدَّرعِ |
فأنتَ لَعمرُ اللهِ أعظمُ عَاهلٍ |
تُمجَّدُهُ الآفاقُ في كُلِّ مَجمعِ |
بنيتَ فأعليتَ البِناءَ مُفاخِراً |
وقوَّمتَ بالإِخلاصِ كُلَّ مُصدَّعِ |
وألَّفتَ ما أعيا القُرونَ ائتلافَه |
وطوَّعت باسمِ اللهِ ما لم يُطوَّعِ |
فتمـتْ بك النُّعمى وباهى بك الهُـدى |
وفـاضَ بك الإِحسانُ من كُلِّ مشـرعِ |
وكافحـتَ عن دِينِ الإلـهِ وشَرعِـهِ |
وعـن (عزةِ الإسـلامِ) في كُلِّ مَزمَـعِ |
* * * |
وما العَربُ العَرباءُ في عَنعاتِهَا |
(سِواكَ) انتخاءٌ بالتُّراثِ المُنَنَّعِ |
نُبادلُها في المَشرقينِ فِداءَهَا |
وتُنقذُها من كُلِّ بأسٍ مُقَنَّعِ |
وتُؤثِرُهَـا بالنُّصـحِ والبَذلِ والنَّـدى |
وتَزجُرُهَا عن كُلِّ غي مُجزعِ |
وتعلـو عن الأَهـواءِ تعصِفُ بالـوَرى |
وتمضي برأيٍ كالفِرندِ المُرَّصعِ |
* * * |
وما زِلـتَ بالأعبـاءِ تنهـضُ مُوقِنـاً |
بربِّكَ في حَزمٍ وعزمٍ مُشيَّعِ |
ويأمنُ فيك المؤمنونَ جميعُهمْ |
علـى (البِـرِّ والتَّقوى) وكلِّ مشـرعِ |
وتدعو إلى (التَّوحيدِ) و (الوحدةِ) |
التي بهـا رَغِمـتْ آنافُ كُلِّ مجـدعِ |
* * * |
وللهِ مـا حُمِّلتَـه من مَتاعبٍ |
قهـرتَ بهـا الأجواءَ في كلِّ زَعـزعِ |
على حـين تشكو الأرضُ من نَزواتِهـا |
ومـن (رجفـةٍ) تَغشى وهولٍ مُفـزِّعِ |
فللهِ مِنَّا كُلُّ حمدٍ مُرتَّلٍ |
ولله منا كُلُّ شكرٍ مُرجَّعِ |
* * * |
وما الشعبُ إلاّ (العرشُ) صَرحاً وقـوةً |
ولا (العرشُ) إلا الشعبُ في كلِّ مَربَـعِ |
هُمـا ما هُمـا إلا (سعـودٌ) وطالمـا |
رأى شعبُهُ فيه عظيمَ التَّطلُّعِ |
فطُوبى لنا فيك الهناءُ خَمائلاً |
وطُوبـى لك الترحيبُ في كُلِّ مَسمـعِ |
ولا بَرِحتْ فيك (العُروبةُ) كلُّها |
(مَدعمةً) في شَأوِها المُتفرِّعِ |
فيالقُها مَرهوبةٌ وصُفوفُها |
(مُوحَّدةٌ) في كُل أُفقٍ ومَطلعِ |
ولا زالَ ربُّ (البيـتِ) يَرعاكَ عَاهِـلاً |
بطاعتِهِ تَزهو على كُلِّ أَروعِ |
مـلءُ طِلاع الـبرِ والبحـر مَرحـبٌ |
يُحيِّيكَ فيه كلُّ شادٍ ومُبدِعِ |
وعشـتَ (طويلَ العُمرِ) بالحقِ قَائمـاً |
وباللهِ منصوراً على كُلِّ مُفزِعِ |