في سبيلِ (السلامِ) يابنَ (المُفدَّى) |
خُضتَ بَحرَ الكِفاحِ صابا وشَهدا |
واقتحمتَ السماء تُؤمِنُ (حَقاً) |
أنَّ (وحيَ الإلهِ) أصدقُ وَعدا |
واستوى عندَكَ السُّهادُ مع النَّوْ |
مِ وصَممتَ أن تَثُورَ لِنَهدا |
ومشى (الشَّعبُ) في رِكابِكَ يَحدو |
أملاً مُشرِقاً وعَزماً ومَجدا |
يتلاقى في بُرتدَيك هَواهُ |
وهُداهُ بأصغريْكَ تَصدَّى |
ينضحُ (الحَقُّ) من مُحيَّاكَ نوراً |
وشُعاعاً بِضوئِهِ الفجرُ يُهدى |
من وراءِ البِحارِ يزجيكَ (قلبٌ) |
يَتنزَّى و (مَنطقٌ) يَتَحدى |
فيه من قُوةِ اليَقينِ دُروعٌ |
وعليه (الجَلالُ) يَخفِقُ بَندا |
حَشدَ (الشرقُ) فيك (عَدنانَ) طُرا |
ورأى (الغَربُ) في حِجَاكَ (مَعدّا) |
وعلى جَانبيكَ قامتْ صُفوفٌ |
تتبارى النِضالَ جَزراً ومَدا |
* * * |
ليس من دونِنَا وإيَّاكَ (مَوجٌ) |
أو (سَديمٌ) تُشِعُّهُ العينُ سَدا |
أبداً إنَّنا بيُمنَاكَ سَيفٌ |
أينما شمتَهُ، هَززتَ فِرنْدا |
لا نُطيقُ البَقاءَ إلا كريماً |
أو هو الموتُ يَحصِدُ الذُّلَ حَصدا |
(المواثيقُ) و (العُهودُ) خِداعٌ |
نَصَبتْهُ (الشِراكُ) صَداً وردا |
و (عتادُ) السِّلاحِ أضمنُ نَفعاً |
و (نِزاعُ البَقاءِ) أبطشُ حَدا |
ليسَ من يُؤثرُ (المَعاشَ مُريباً) |
مثلَ من هَامَ بالمعادِ مَردا |
نحن لا نبتغي العُتوَّ ولكنْ |
ليذُقْ بأسَ (ربِّنا) مَن تَعدَّى |
لجنةٌ إثرَ لجنةٍ تتحرى |
(والصباحُ المُنيرُ) يَسطعُ حدا |
(طلسمٌ) ثُمُ أُمُّ (أحاجٍ) تعامتْ |
وهو(المكرُ) باتَ يحفِرُ (لحدا) |
قدْ صَبرنا وطَالَ مِنَّا اصطبارٌ |
وانتظرنا وكانَ ما كانَ حَردا |
لنرى الحُكمَ كيف يَصدُرُ عدلا |
أم هو (الجُورُ) والحَاضراتُ تُردى |
قد عَلِمنا وما جَهِلنا عُصورا |
إنَّ حقَ الحياةِ يُؤخذُ عَمدا |
لا اجتداءً من المُكابرِ فيه |
حينَ يَعنيه أن نُمزَّق حِقدا |
* * * |
أيها الفيصل العظيمِ ألمَّا |
يَئنُ للغي أنْ يُحاولَ رُشدا |
إنَّ في الشرقِ وثَبةً ووميضاءَ |
ودخاناً تُشعيُه السُّحُب رَبدا |
فعلى الغربِ أنْ يرى كيفَ أورتْ |
بالطغاةِ (الأقدارَ) هَدما وهَدا |
أمسُ ما أمسُ بالبعيدِ عظاتٌ |
تَتَوارى وفي (غدٍ) يَتَبدى |
ما الغشاواتُ ما الدَّعاياتُ إلا |
باطلٌ زَاهقٌ وكَيدٌ مُسدى |
ربما يهزَأُ القَويُّ من الضعيـ |
ـف ِولكنَّهُ المُعفَّرُ خَدا |
ويحَ من ظنَّ أنَّما هو كُفؤٌ |
ضيقُنا باليهودِ قُرباً وبُعدا |
سننُ الكونِ لا مُحاباةَ فيها |
أوسعتْ مَنْ يَشُذُّ حَلاً وعَقدا |
إنَّ للهِ ما يَشاءُ ويَقضي |
ووفاءُ (العُهودِ) لا شَكَّ أجدى |
والذي في الجَّمادِ يَخلقُ (حَياً) |
لا يُمارى أن يخسِفَ (الحيَّ) جمدا |
وإذا لم يَكُنْ هناك انتصافٌ |
فعلى الأرضِ أنْ تَميدَ رُويدا |
إنَّنا أُمةٌ مشى (الوَعيُ) فيها |
أغطشتْ ليلها سُوداً وجُندا |
* * * |
ما مضى فاتَ والجِدالُ هُراءٌ |
وعلى (العُربِ) واجبٌ سيؤدَى |
فليكنْ في العَدوَّ (ناراً تَلظى) |
وعلى غيرِهِ (سَلاماً وبَردا) |
غيرَ أنَّ الوجودَ أصبحَ (كَدحاً) |
وفُنوناً وياتَ يهمِسُ وَجدا |
فليُغنِنَا البعثُ كي نعيشَ ونَحيا |
ونُجاري الشعوبَ سَعياً وكَدّا |
حَسبُنَا الآنَ أن تَزِفَّ الغَواني |
لك في دَلِّها ثَناءً وحَمدا |
لك أعناقُنا ولاءً وحُباً |
لك آفاقُنا مِراحاً ومَغدى |