(ذكرى) وما هي إلا الشملُ يلتئمُ |
والشعب ينهض والتاريخ ينسجم |
ذكرى تُضيءُ بها الأمجادُ مَاثلةً |
في (تاجِ) من هو بالرحمنِ يعتصِم |
(عبدِ العزيزِ) المُفدى خيرُ من هتفتْ |
به (المنابرُ) والأنجادُ والتَّهمُ |
تألقتْ في سماواتِ العلى ورنتْ |
إلى كواكبها الأبصارُُ تلتهم |
وما تزالُ به الدُّنيا مُدويةً |
وفي مواكبهِ الآمالُ تزاحم |
حسبتُه الشمسَ في رأدِ الضُّحى ألَقاً |
وما (الجزيرةُ) إلا الأسدُ والأجُمُ |
ما بين ذِكرى وأخرى مِثلها اتسقتْ |
رؤى تَنَافَسُ في القُربى وتَحتَشِمُ |
ريَّانةً بالحُظوظِ الخُضرِ ناضرةٌ |
بها الجَّوانحُ والأجواءُ والقِممُ |
أعظِمْ به وبها أُمّةٍ جَنحَتْ |
إلى (الحياةِ) وقد أودى بها الألمْ |
كادتْ تَميدُ بها الآصارُ غافيةً |
وكادَ يَقضي عليها الجَّهلُ والعُدْمُ |
قضتْ عُصوراً تفانى في غوائلها |
وحَولَهَا انطلقتْ في هَدمِها (العجمُ) |
حتى كأنَّ مغانيها وقد غَشِيتْ |
مجاهلٌ ما لها بين الهُدى عَلَمُ |
تغلغلَ الغَيُّ في أعماقِهَا وسَقى |
أديمَها الكيدُ واستشرتْ بهِ النِّقُمُ |
فانقضَّ في جَوها (الصقرُ) العظيمُ على |
(بصيرةٍ) دُونَها الأهواءُ تَضْطَرِمُ |
وراحَ يدعو إلى (التَّوحيدِ) مُقتبساً |
هُدى (الكتابِ) ولم يعبأْ بمن نَقِموا |
وعاذَ باللهِ ممن لا تُنهِنهُهُ |
زواجرُ الدينِ والأخلاقُ والذِّممُ |
ولم يزلْ يستعينُ الله مُنتصراً |
بنُصرةِ اللهِ والأحداثُ تنهزِمُ |
تغدو الفيالِقُ و (الراياتُ) خَافِقةً |
زراءَه ويَصُولُ (السيفُ) (والقَلَمُ) |
وتستقيمُ (حدودُ اللهِ) لا جَزعٌ |
منها ولا رأفةٌ فيها ولا نَدَمُ |
سِيانَ فيها عريضُ الجاهِ إن عَلقَتْ |
به المآخذُ أو مَن كان يَجتَرِمُ |
أجلْ تحدي القُوى كانت تُناسِبُهُ |
حيناً وغاراتُه كالشُّهبِ تَصطَلِمُ |
قد شيَّعَ الله ُ (قلباً) فيه مُجتمعاً |
على (الخُلودِ) وفيه الحقُّ مُحتكمْ |
* * * |
للهِ ما بَلغتْ في المجدِ أمتُهُ |
وما ستبلغُهُ في عَهدِهِ النعمُ |
مضى بها قُدماً تَترى كتائِبُهَا |
نحو المعاركِ لم تعلقْ بها التُّهَمُ |
في (الحقلِ) منها (يدٌ) بالخِصبِ منتجةٌ |
وفي (الصِّناعةِ) لم تَقصُرْ بها (قَدمُ) |
وفي الشريعةِ أعلامٌ كأنَّ بِهم |
جوانبُ (البيدِ) بالأطوادِ تندعِمُ |
وفي (المَعارفِ) أجيالٌ لها زَجَلٌ |
بها (العروبةُ) لا تُبزى وتُحتَرَمُ |
وفي (الكفاحِ) مَساعيرٌ مَصارِعُهُم |
على اليقينِ مُناهم كُلَّما استَهموا |
وفي (السياسةِ) أدهى من تُمجِّدُه |
رأياً وأقسطُ من تَرنو له الحكمُ |
أولئكُمْ (رهطُهُ) والعُربُ قاطبةً |
في الخَافقيْن وكم في حُبِّهِ نظَموا |
قد ذبَّ عنهم سَوادَ الليلِ صَارِمُه |
لو صحَّ أنَّ سوادَ الليلِ يَنصَرِمُ |
وقد أباحَ لهمأكنافَهُ وَطناً |
وكلُّهم منه في (أهدافِهِمْ أُممُ) |
هيهات يرضى لهم إلا بما صَلحَتْ |
به الأوائلُ (التَّقوى) هي الكَرمُ |
* * * |
يا صاحبَ العَرشِ قد قامتْ قواعِدُه |
على (الشريعةِ) والأكوانُ تَختَصِمُ |
لك البشارةُ أنْ تَهنى بسؤدَدِهِ |
وأن تَهنى بك (التِّيجانُ) والأُممُ |
إذا (السُّعوديُّ) فيك احتلَّ (مِنبَرَهُ) |
تدفَّقَ (السحرُ) من شِدقيهِ والدِّيَمُ |
مَا شَاءَ قالَ ومهما قلتُ أيَّدَه |
(صدعُ الأثيرِ) ورجعٌ كلَّهُ (نَعَمُ) |
بنيتَ شعباً من الانقاضِ فاحتفلتْ |
به (العَوالِمُ) طُراً وازدهى القدمُ |
واليومَ يملأُ سمعَ الأرضِ مِنطِقُهُ |
في (أصغريكَ) ويُصغي نحوَهُ الصَّممُ |
ما كان ذلك لولا أنَّ قائِدَهُ |
(عبدُ العزيزِ) المُفدى الصارمُ الخّذمُ |
(ملكٌ) بِهِ اللهُ أحيا كُلَّ مَأثَرةٍ |
وكاثَر الخيرَ فيه (العدلُ) والشَّممُ |
يا حبذا أنت من (ذِكرى) مَفاخِرُها |
شتى وأضواؤها تُمحى بها الظُّلَمُ |
إذا القَوافي بها غنتْ مُرتِلةً |
تلفَّتَ الدهرُ مما رَقرَقَ النَّغمُ |
إني لألمحُ منها الفَجرَ بينة |
خيوطُهُ و (الضحى) من بعدُ يَبتسمُ |
وما التزيُّدُ والبُرهانُ ننظرُه |
في (العُربِ) جامعةً تنمو وتنتظمُ |
تمشي (العُروبةُ) صَفاً في مَواقِفَها |
على سَواءٍ وتَمضي حيثُ تَقتَحِمُ |
بوركتَ حتى رأيتَ (الأصلَ) سامِقةً |
(فروعُهُ) وبها الأقمارُ تَلتَئِمُ |
وفي ذُراكَ (وليُّ العَهدِ) قد سطعتْ |
(سعودُهُ) وتهامى فَضلُه العَمِمُ |
(تعنو الأمانيُّ صرعى دونَ مطلبِهِ) |
ويشرئبُّ إليه (البيتُ) و (الحَرمُ) |
قَرَّتْ بمرآهُ (أنشاصٌ) وأكبرَهُ |
(صِيدُ المُلوكِ) وحيا رِكْبَهُ (الهَرمُ) |
أغرُّ أبلجُ تَستهوي (بطولتُه) |
(عرائسَ الشِعرِ) حتى تَرقصُ الكَلِمُ |
و (فيصلٌ) و (ضُحاه) مُشرقٌ أبداً |
في الشرقِ والغربِ في لألائِهِ عِظَمُ |
في (الحربِ) والسلمِ من إملائِهِ صُحفٌ |
منشورةٌ طُويتُ عن مثلِها الهِممُ |
(أفلاذُ كبدكَ) أفذاذٌ غَطارِفةٌ |
يَحيونَ فيك وتَحيا فِيهمُ الشِّيَمُ |
فلتبقْ أضعافَ ما أمضيتَ من حِقَبٍ |
تَختالُ في ظِلِّكَ (الذَّكرى) وتَرتَسِمُ |