(موكبَ البعثِ) ما أرى أم ضِياؤه |
أم هو المجدُ في يديكُم لِواؤه |
هو لا شكَّ (للعُروبةِ) يومٌ |
فيه تاريخُها وفيها ازدِهاؤه |
يا رَعى اللهُ في (الشمالِ) لُيوثاً |
زينةُ الشرقِ أنَّهم أبناؤه |
جَابهوا الموتَ والحياةَ ولمَّا |
يعلم الغربُ أنَّهمْ أكفاؤه |
لم يجدْهُمْ سوى الأسنةِ زُرقاً |
ضَاقَ (حُلقُومُهُ) بهم ورِياؤه |
ورأى الشِيبَ والشبابَ صُفوفاً |
كل صفٍ يؤمُّهُ (شُهداؤه) |
أمةٌ في (سَوادِها) المَوجُ يَطغى |
أو هي البأسُ أرضُهُ وسماؤه |
كلفت قبله (الحضارات) حيناً |
يومَ كانت (مَغاوراً) أرجاؤه |
ومشتْ بالشُّعاعِ في حَلَكِ الكو |
نِ ومن أُفقِها أطلتْ ذكاؤه |
ليس بِدعاً على (دمشق) ومنها |
أسفرَ الصُّبْحُ واستطارَ سَناؤه |
هي في الحقِ للعواصمِ (جيدٌ) |
أو هي (العِقدُ) دُرُّهُ وصَفاؤه |
لكأني بها أفضتْ وحولي |
يهتفُ المجدُ عَالياً أصداؤه |
من خِلالِ العُصورِ من كلِّ فَجٍ |
(عَبقري) نُعوتُه (خُيلاؤه) |
رهطُ (مَروانَ) رهطٌ (هِشامٍ) |
و (مقامٌ) تعاقبتْ (خُلفاؤه) |
خَضَبوا مَرجَهَا بأحمرَ قانٍ |
ومنِ الموتِ ما يَطيبُ شِراؤه |
* * * |
الجلاء الجلاء عدلٌ ولكنْ |
بعدَه الواجبُ الخَطيرُ أداؤه |
ما اجتنى (الشامُ) روضَه (عفوياً) |
ذلك الغرسُ قد سَقتُه دِماءه |
أمداً كا بدوا النِّضالَ رَهيباً |
وضحايا جَمةٌ وبلاؤه |
ثم صَاروا إلى الذي تَمنوْا |
بعدَ لأيٍ تكاتفتْ ظَلماؤه |
وأرى الناسَ ينظرونَ فماذا |
نحن نَبني وما المُهمُّ بناؤهُ |
قد بنينا وسوف نبني ونبني |
ولنا خيرُنا ومِنَّا ابتغاؤه |
* * * |
أبني عمَّنا الأولى في هَواهم |
حلَّقَ (الوفدُ) واستوى (أُمراؤه) |
تلك جناتُنا وبين رُباها |
بسماتُ الرَّبيعِ أو أنداؤه |
صِيدُها الصِيدُ غيدُها الغِيدُ لولا |
أنَّهنَ (العَفافُ) رحبٌ فِناؤه |
رحنَ يهزجنَ كالمَهى البيضِ لحناً |
في مُهودِ (البِنينَ) عذباً غِناؤه |
ومشى (العَرضُ) في الكتائِب يترى |
في صَعيدِ تنفستْ صُعْداؤه |
كالسَّحابِ الرَّبابِ فَوجا ففوجاً |
وهَزيمُ الرعودِ دويَّ نِداؤه |
في دُروعٍ من اليَقين تَراءى |
خَلفَها العَزمُ أُوقِدتْ أحشاؤه |
قامَ (شُكري)
(2)
و (فيصلٌ)
(3)
شعَّ فيه |
والكُميُّ (المَنصورُ)
(4)
راع اعتزاؤه |
* * * |
جمعَ اللهُ في تَهانيه شَعباً |
زالَ كابوسُه وحقَّ رَجَاؤه |
أقبلتْ نحوَهُ الحُظوظُ تِباعاً |
وتَبارى في خيرِهِ عُظماؤه |
(مِهرجانُ) الجَلاءِ رمزُ (اتحادٍ) |
هو للوعي روحُهُ وذماؤه |
قوةٌ (للسلامِ) تَنضَحُ عنه |
وهي (للأمنِ) في الورى خَفراؤه |
عربٌ آمنوا لما هو حقٌ |
هل بوِسْع الأُباةِ إلا اقتضاؤه |
* * * |
إيهِ (لبنانُ) في ذُراك استقرتْ |
(لغةُ) الشِعرِ واسبَطَّر خِباؤه |
وعلى وجنتيكِ والأفقُ ضَاحٍ |
جَلنارٌ تأرَّجتْ أفياؤه |
فيك ما يَخلِبُ (البيانَ) افتِناناً |
وعلى فيكِ سحرُهُ وَرواؤه |
لا أرى النجمَ في سُفوحِكِ إلا |
مِنك لألاؤه وفيك غِشاؤه |
عنك في (الضادِ) يرتوي كلُّ صَادٍ |
شفَّةُ سُقمُهُ وفيك شِفاؤه |
* * * |
ما حنيني إليك خَفقةَ قلبٍ |
لا ولا الحُسنَ قسَّمتني ظباؤه |
أبداً ما هتفتُ في الشَّرقِ أشدو |
بك والدهرُ ألسنٌ آناؤه |
خُلقٌ سَجِحٌ ونورٌ ونَارٌ |
حيثمَا لَجَّ بالدَّخيلِ اجتراؤه |
والأكاليلُ ضَفر الغارُ منها |
كلَّ عادٍ على (الفِرندِ) آباؤه |
وسواءٌ مع الوَلاَءِ قريبٌ |
أم بعيدٌ تغولتْ صَحراؤه |
كُلُّنا في الحِفاظِ أسنانُ مِشطٍ |
هَمُّنا المَجدُ دَرْكُهُ ونماؤه |
هَدفٌ واحِدٌ وعَهدٌ جَديدٌ |
فيه (ميثاقُنا) وفينا فِداؤه |
* * * |
ما (مَعدٍ) و (يَعربٍ) في التئامِ |
غيرَ جسمٍ تماسكت أعضاؤه |
فرَّقتْهُمْ يدُ الخُطوبِ وهَا هُمْ |
كلُّ فِرقٍ تَسوسُهُ حُكماؤه |
إنما العُربُ حيث همْ جَمَرَاتُ |
وهمُ الشعبُ صرحُه زعماؤه |
نحن و (الشامُ) و (العراقُ) و (مِصرَ) |
و (شقيقٌ) تيمنت (صنعاؤه) |
و (فلسطينُ) و (الحجازُ) و (نجدٌ) |
(حَرمٌ) آمنٌ منيعٌ إخاؤه |
والصريحُ النصيحُ مِنَّا ومِنكُم |
من زكى حُبُّهُ ودَام وفَاؤه |
عاشَ (عبدُ العزيزِ) وليحي ذُخراً |
فهو للهِ سيفُه ومَضاؤه |
وليعش شِبلُهُ العظيمُ (سعودٌ) |
والمُفدَّى الأميرُ طالَ بقاؤه |
والبهاليلُ من صُقورِ نزارٍ |
كُلَّمَا اغترَّ في الجُّموعِ ثَناؤه |