أمَامَكَ من حِفظِ الإله (دُرُوعُ) |
وخَلفَكَ شَعبٌ طَامِحٌ ورُبوعُ |
وأيانَ ما تَمضي مَشينا كأننا |
وإيَّاك قلبٌ نابضٌ وضُلوعُ |
كأني بهذا البَحرِ يَهزِجُ فُلكُهُ |
وقد رُصِفَتْ في شَاطئيهِ (قُلوعُ) |
يُمَدُّ على عُمِدٍ ويَجزرُ مائِساً |
كما انهلَّ ودقٌ واسبطرَّ رَبِيعُ |
تكادُ بِهِ الأمواجُ تنطِقُ غِبطةً |
وتسبقُ بالبُشرى ضُحىً وتَضوعُ |
بِبُرديكَ (شخصٌ واحدٌ) غيرَ أنَّهُ |
(معد) أصولٍ قد زكتْ وفروعُ |
وإلا فما بالي أرى النَّاسَ أزلفتْ |
إليك وكلٌّ سامعُ ومُطيعُ |
يودونَ لو كانوا حَنانَيْكَ هالةً |
عليك ومنهم في الرَّكابِ جُموعُ |
وقد عَلِموا أنَّ الكِنانةَ أصبحتْ |
مواكِبَ فيها للحُبورِ نُجُوعُ |
تقدمَها (الفاروقُ) يَلقاكَ مُشرقاً |
(بفِردُسِهِ) المُخَضَلِّ وهو وَلُوعُ |
ولوعٌ بمن فيه (العُروبةُ) أقبلتْ |
كشمس وفيه للبدورِ طُلوعُ |
بِناصرِ دينِ اللهِ بالعَاهلِ الذي |
بِهِ اللهُ لَمَّ الشعثَ فهو جَميعُ |
وأخشى الذي نَخشاهُ في مِصرَ |
أنَّها تُنافِسُنا فيك الهَوى فنضيعُ |
هُنالِكَ أشياعٌ أباحُوكَ حُبَّهُمْ |
وكُلُّ امرىءٍ منهم إليكَ نَزوعُ |
هُنالِكَ كونٌ زاخرٌ وكواكبٌ |
تُضيءُ وروضٌ يَانِعٌ وجُذوعُ |
هُنالكَ أرواحٌ إليكَ مَشوقةٌ |
مُرفرِفةٌ تَشري الهوى وتَبِيعُ |
رَنتْ فهي في فَارُوقِها مُشرَئِبَّةٌ |
إليك وفيك المَجدُ حيثُ يَروعُ |
إلى مَأزرَ التَّقوى إلى مِعقلٍ |
الحِجى ومَن هُو حِصنٌ للأُباة مَنيعُ |
أراك مُشاعَ الحُبِ في كُلَّ أُمةٍ |
لكلِ بلادٍ في رِضاكَ صَنيعُ |
أجلْ إنَّه التَّوفيقُ لا شك أنَّه |
من اللهِ والدّنيا رُؤى ورُتُوعُ |
بنيتَ فأعليتَ الصُّروحَ وإنَّما |
بِنَاؤكَ كلَّ الحقِ وهو صَدوعُ |
وها أنت تَجني اليومَ غَرسَكَ مُثمراً |
وتَمرحُ في شَطئيهِ وهو مَريعُ |
فسرْ في أمانِ اللهِ واسطعْ على الأُلى |
خِلالَكَ فيهم جَنةٌ وزُرُوعُ |
وذَرنا وما نَلقى بِبُعدِكَ من جَوىً |
مَدى الظرفِ ما للعينِ عنك هُجوعُ |
فما نحن إلا حيثُ أنت جميعُنا |
حوالَيْكَ أو في رَاحتَيكَ خُضوعُ |
وعُدتَ وريفَ الظَّلِ مؤتلقَ الضُّحى |
وأنت (ثَناءٌ) والأثيرُ مُذيعُ |
وخوَّلَكَ الرَّحمن ما شئتَ من مُنى |
بها الشرقُ يَسمو والسَّلامُ يَشيعُ |
ولا زلتَ مَرفوعَ اللِّواءِ مُظفراً |
ودونَكَ يَخطو - ظالعٌ وضَلِيعُ |
ولا برحتْ نُعماكَ بالشُّكرِ في الوَرى |
تَزيدُ وأنفُ الشَانِئيكَ جَدِيعُ |