"هُدَاك" أبصَرُ من شدودي وإنشادِي |
فانظر إذا شئتَ واسمَعْ شعبَك الشَّادي |
مشى إليك وفي أضلاعِهِ حُرُقٌ |
من النَّوى تَتَوارى بين أكبادِ |
وفي شَغائِفِهِ حُبُّ لو ائتلقتْ |
به الكواكبُ لم تُبسَرْ بإرصَادِ |
نيطتْ عُراهُ إلى "الإيمانِ" وانفسحتْ |
آفاقُهُ بين أغوارٍ وأنجادِ |
كأنَّما كلُّ قلبٍ في جَوانِحِنا |
على يَمينِكَ مَشدودٌ بأوتَادِ |
أو أنْ كلَّ فُؤادٍ أنت تَملِكُهُ |
"عقيدةٌ" لم يَشُبْهَا لَوْثُ إلحادِ |
* * * |
يا باعثَ "الدَّينِ" من أجداثِ "غُربَتِهِ" |
ومنقذَ الشعبِ من جَهلٍ وأصفادِ |
إذا شكرنا لك الإحسانَ مُضطرداً |
فإنما شُكرُنا ترتيلُ عبَّادِ |
زُلفى إلى اللهِ نستدعي المزيدَ بها |
من فَضلِهِ ونُرَجِّي كُلَّ إمدادِ |
فأنت "حامي حِمى الإسلامِ" من حِقبٍ |
لم يلمحِ الكونُ فيها ضوءَ إرشادِ |
رفعتَ فيها لِواءَ الحَقِّ منتضياً |
سيفَ الشريعةِ تدعو كلَّ مُنقادِ |
فأذعنتْ لك دنيا الخلقِ صَاغرةً |
وأقبلتْ رغمَ آنافٍ وحُسادِ |
فشِدتَ منها على "التَّوحيدِ" مملكةً |
كأنَّها في الظُّبا آجامُ آسادِ |
تنقضُّ فيها عُقابُ الطيرِ خَاطِفةً |
على الذئابِ وتَفري كُلَّ مُصطادٍ |
وتستقيمُ حُدودُ اللهِ واضِحةً |
على الجُناةِ فلا باغٍ ولا عَادِ |
* * * |
رعيّةٌ في نعيم الأمنِ راغدةٌ |
في ظِلَّ بأسِكَ يحدو رَكْبَها الحَادي |
تُزجي السَّحائِبَ من كفيكَ حَافِلةً |
على رُباها وتَهمي دُون إرعادِ |
* * * |
وأُمةٌ أنت باسمِ اللهِ مُوقِظُها |
قد أصبحتْ بك طَوْداً فوقَ أطوادِ |
مابين مستبقٍ في المجدِ منطلقٍ |
أو طامِحٍ مُدنفٍ أو ناشيءٍ شادِ |
أوفدت منها لك "البعثاتِ" دائبةً |
يشُوقها الفوزُ في تَقوى وإحمادِ |
تستقبلُ الأملَ البسَّامَ واثبةً |
إليه وثباً ولا تَعنو لمِيعادِ |
كأنَّها وهي تَذكو في حَماسَتِها |
"مراجلٌ" تَتَلظى جوفَ مِنطَادِ |
تهفو إلى "المَثلِ الأعلى" مُيمنةً |
ما أنت تَبنيهِ من فَخرٍ وأمجادِ |
تحوطُها منك آلاءٌ مُضاعَفَةٌ |
تُعِدُّهَا للمعالي أيَّ إعدادِ |
يا كاسيَ المجدَ في عليائِهِ حُللاً |
من نسجِ سيفِكَ أو من فيضِكَ الغَادي |
المجدُ يكسو سواكَ الدهرَ بردَتَهُ |
وأنت مَا زِلت تكسُوهُ بأبرادِ |
* * * |
فاسطعْ "بتاجِكَ" وابعثْ من أشعَّتِه |
على "الجزيرةِ" في يُمن وإسعادِ |
فأنت لا شكَّ يا مولاي معتصمٌ |
باللهِ منتصرٌ من غيرِ أندادِ |
أعَدتَ للعَربِ العَربا منزِلةً |
بين الشُّعوبِ تسامت بين أشهادِ |
كأنَّها (وبَنوكَ الصِّيدُ) قادتُها |
بشائرُ الشرقِ في مُستقبلِ "الضَّادِ" |
ترنو إليها العُيونُ الشَّاخِصاتُ ضُحىً |
عَبَرَ (المُحيطِ) وترويها بإسنادِ |
وتلك في صُحفِ التاريخ سابقةٌ |
وفي "السياسةِ" صَرحٌ غيرُ مَنَّادِ |
فأنت وَحدَكَ مَهوى العُربِ قَاطبةً |
وفيك وحدَتُهُمْ تَزهو بإصعادِ |
فاحللْ على الرَّحبِ في أبصارِنا وأقِمْ |
بين القُلوبِ ورفَّهْ شَعبَكَ الصَّادي |
وامدُدْ سُرادِقَ العِزَّ من كَثَبٍ |
على الحِجازِ وأسبغْ ضَوءَك الهَادي |