شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جوانحُ حُبٍّ كُلُّها بك أُشرِبتْ (1)
إليك أفاضَ الشَّعبُ تَترى وُفُودُهُ
وتَنظُمُ فيك الشُّكرَ سِمطا عُقُودُه
مَشوقاً وفي أحشائِهِ لوعةُ النَّوى
وقد لبثتْ عاماً وعَاما تؤُدُه
ألحَّتْ بِهِ الأشجانُ حتى كأنَّهُ
من البينِ غُصنٌ قد تَقصَّفَ عُودُه
وقد أرِقتْ مِمَّا أراقتُ جفونُه
وجفَّتْ مآقيهِ ضَنىً وخدُودُهُ
وأفضى به السرُّ المُحجَّبُ في الهَوى
إلى حيثُ يرضى كلَّ أمرٍ تُريدُه
تحمَّلَ أبعادَ البُعادِ ودونَه
إليك غِمارٌ قد ترامتْ (نُفودُه)
فِجاجٌ تَضلُّ الريحُ فيها وتَهتدي
وينشقُ منها للصَّباحِ عَمودُه
وأطوادُ من شُمَّ الذُّرى في شِعافِها
تُداعبُ أهدابُ السَّحابِ رعودُه
وأوديةٌ يحكي الخيالُ انفساحَها
إذا انطلقتْ في كلِّ جَوِّ قيودُه
وما كان مُختاراً وقد طَال وجدُهُ
عليك ولكنْ قد عصتْهُ مُهودُه
فلا غَرْوَ إنْ حَنَّتْ إليك قلوبُهُ
ورفَّتْ على يُمنى يَدَيْكَ كُبودُه
ووافتْ بِهِ البُشرى إليكَ وأشرقتْ
أساريرُهُ من غِبطةٍ ووعودُه
جوانحُ حبٍ كلُّها بك أُشربتْ
وبهجةُ وصلٍ أسفرَ اليومَ عيدُهُ
ونُعمى لَها كلُّ البلادِ مدينةٌ
إليك وشكرُ اللهِ فيك مَزيده
ولو أنَّ أعشابَ الحِجاز تكلمتْ
لحيَّتْ نَدى (عبدِ العزيزِ) ورودُه
كأنَّ قلوبَ الشعبِ تلقاءَ عَرشِهِ
فيالقُ جيشٍ ظلَّلتْها بُنودُه
خوافقُ بالإخلاصِ تلتَفُّ حولَهُ
وقد نالَ منها أيَّ نَيلٍ صُدودُه
هواتفُ لا يَفتَأنَ في كُلِّ طَرفةٍ
يُنازِعُنَني وصفَ الهوى فأُجيدُه
فلو شئتَ لم تلقْ امرءاً غيرَ هائمٍ
بحُبِّكَ إلا ضارِعاً يَستزيدُه
كفى بِكَ أنَّ اللهَ آتاكَ نصرَهُ
وخصَّكَ بالتَّوفيقِ فيما تَشيدُه
وحسبُكَ ما أعطاكَ ربُّكَ من مُنى
تَخُفُّ بها أملاكُهُ وجُنودُه
وإنَّك للشَّرعِ الحنيفيِّ مأرزٌ
وفيك اطمأنتْ واستقامتْ حُدودُه
وما كانَ ما أوليتَ إلا جدارةً
وما أسلفتْ فيما عَلِمنَا عُهودُه
ولا عَرِفَ التاريخُ قبلَكَ عَاهلاً
أنافَ على أنفِ الثّريا صُعودُه
على كُلِّ دارٍ فضلُهُ وحباؤه
وفي كُلِّ جيبٍ فيضُهُ ونُقودُه
وفي كل غورٍ حبُّهُ وودادُه
وفي كلِّ نَجدٍ خيلُه وأُسودُه
وفي كلِّ شِبلٍ من بَنيه مُشيَّعُ
كُميُ تَسامى الفَرقدينِ جدوده
أطاعَ له من كلِّ أمرٍ عصيُّهُ
وشايعَهُ مِن كلِّ رأي سَديدُه
له بَصرٌ يرنو إلى كُلِّ حادثٍ
وفي كل قاصٍ بَرقُهُ وبريدُه
مواقفُ فيها للبطولةِ آيةٌ
وفيها لَعَمرُ اللهِ حقٌ وعيدُه
تنجَّزتَ فيها وعدَه مُثبتاً
وصَابرتَه حتى تَدانى بعيدُه
فأصبحتَ عبداً خاشعاً متواضعاً
تدينُ له في كُلَّ فضلٍ عبيدُه
يدهدِهُ أعناقَ الضَّياغِمِ سيفُهُ
ويَملِكُ ما خَلفَ التَّرائِبِ جُودُه
ويَفرقُ من كلُّ أرعَن طائشٍ
وكلُّ دعيًّ عَاثَ فيه مريدُه
فللفطرِ ما تحنى عليه ضُلوعُه
وللشطرِ ما يَرقى إليه وَرِيدهُ
إلا أنَّما هذا الجَلالُ وهذه
مَظاهِرُهُ الكُبرى وهذا عَميدُه
مكارمُ لم تَعهدْ على الدَّهرِ مثلَها
حواضرُهُ فيما شهِدْنَ وَبِيدُه
وما زالَ منذُ امتدَّ بالعَدلِ ظِلُّهُ
تَهائِمُهُ تَحيا بِهِ ونُجُودُه
سجيتُهُ في المتَّقينَ هباتُهُ
وسلطانُهُ في المُجرمينَ حَديدُه
سواسِِيةً أكواخُها وقُصورُها
إذا هي شاعتْ بالسَّخاءِ رُفودُه
وما تاجُهُ إلا التُقى وسِياجُه
سوى العَزمِ يَهوى بالطُّغاةِ عَتيدُه
ولا سلمُهُ إلاّ أماناً لِشعبِهِ
ولا حَربُه إلا دِاعاً يَذودُه
ولا المالُ إلا بذلَهُ في اصطلاحِهِ
ولا الفَخْرُ إلاَّ مَجدُهُ وخلودُه
ولا اكتنزتْ إلا الفرائضُ بيضه
ولا احتقبتْ إلاَّ النَّوافِلُ سُوده
تشيدُ بِهِ الدُّنيا بِهِ ويشدو به الهَوى
ويزهو بِهِ (مِحرابُه) وسُجودُه
* * *
فَقُلْ لِهشام (2) والرشيدِ (3) وجعفرٍ (4)
أفيكم ومِنكُم مِثلُه أو نَديدُه
لقد بزَّكُم حتى تَلاشى حديثُكم
ولو قد نطقتُمْ قامَ مِنكمْ شُهودُه
فجازاهُ عنَّا اللهُ ما هُو أهلُهُ
ودامَ لنا إحسانُهُ ووجُودُه
* * *
أمولاي عفواً لستُ أغلو ورُبَّما
تخونتُ شعري أنْ يَرثَّ قصيدُه
وما كنتُ أخشى أنْ أقصَّرَ في مدَى
وفيك بياني سِحرُه ونضيدُه
ولكنني بالرغمِ مني وجدتُه
تجاهَكَ ضحلاً ليس يُغني بُرودُه
فدونَك شعباً والِهاً بك مُغرَماً
يحيَّيكَ منه كهلُهُ ووليدُه
تُناجيك بالشكرِ الجَّزيل رُبُوعُه
ولو سكتتْ أثنتْ عليك جُلودُه
فما لهجتْ إلا بذكرِكَ عِيدُه
ولا التمستْ إلا بقاءَك صِيدُه
فتلك تَأتي من حِجابُها
وهذا تحلى من نوالك جيده
وهذا تغذَّى بالمعارِف (ابنُه)
وذاك ترقَّى في المعالي (حَفيدُه)
وذلك يزكو في رِياضِكَ غرسُهُ
وآخر يشقى في رِضاك حَسودُه
فأنت لنا في المَهْمَهِ القفرِ كوثرٌ
يروقُ ويصفو شهدُه و (ورودُه)
ومهما حَمدنا اللهَ فيك فإنّما
نُعيدُ ونُبدي ما إليه تعيدُه
فلا زلتَ للإسلامِ أمنعَ مِعقلٍ
وفيك ضُحاهُ مشرقٌ وسُعودُه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :348  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 193 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.