أشموسٌ تبلَّجتْ بضُحاها |
أمْ أمانٍ تبرَّجَتْ في حُلاها |
أمْ ربيعٌ تفتَّحَ الزهرُ فيه |
بين "بَطحائِنَا" فزانَ رُباها |
أمْ غيوثٌ تهلَّلتْ واستفاضَتْ |
فهمَتْ ثَرَّةً وأحيْت ثرَاها |
أم بدورٌ تَشِعُّ من كلَّ أفقٍ |
سكبتْ ضوءَها وألقتْ سَناها |
أمْ سعودُ وليُّ عَهدِ المُفدى |
حَلَّها محرِماً وحيَّا حِماهَا |
* * * |
أملٌ باسمٌ ويومٌ سَعيدٌ |
أنْ تَراهُ خِلالَها ويَراها |
بلدٌ تسبِقُ الرياحُ إليه |
آدها الوجدُ نحوهُ وبَراها |
منحته ودادها فهي تصبو |
حيثُ يَرنو ومحَّضتْهِ هَواها |
حملت شجوها الصَّبا ليتَ شعري |
أبلغَتْهُ إليك أم أعيَاها |
واكتوتْ بالعبادِ طَوعاً وكَرهاً |
فاهتدى سُهدُها وضَلَّ كَراها |
تحسدُ الطيرَ ما له من جَناحٍ |
وتمَنى لو أنه مَرْقَاها |
أمةٌ سوقُها إليك عظيمٌ |
كُلَّما افترَّ صُبحُها أو مَساها |
أطلقتْ فيكَ للخيالِ عَنانا |
عَبقرياً يبثُّ من نَجواها |
أين منه "الأثيرُ" شعلةَ حِسٍ |
ووميضُ البروقِ بين دُجاها |
ليس هذا النسيجُ وشياً ولكن |
خلجاتٌ تدفقتُ بي لُغَاها |
عبرتْ بي إليك أجواءَ (نَجدٍ) |
وحِمى (وائلِ) وألقتْ عَصَاها |
واستشاجتْ بك الحَنينَ لأرضٍ |
رفعَ اللَّهُ سَمكَها وبَنَاها |
* * * |
فانظرِ القَومَ كُلُّهم بك شادٍ |
يشكرُ اللَّهَ نعمةً أسدَاها |
واستمعُ للقلوبِ تَهتفُ بِشراً |
جَانحاتٍ إليك ما أشجَاها |
خافقاتٍ تودُّ لو هي كانت |
حَيثُما أنت روضةً ترعَاها |
صادقاتِ الولاءِ تَنضَحُ حُباً |
يَستوي فيه كَهلُها وفَتَاها |
مُشرفاتٍ لأنها بك تَلقى |
فألَ إقبالها ويمُنَ مُناها |
تملاُ الأرضَ والسَّماءَ ابتهالاً |
مِثلما لَجَّ في (أبيكَ) ثَنَاها |
* * * |
كيف لا تعلن المسرة فيه |
وهو كالغيث جادها وسقاها |
أقضِنا اليومَ باللقاءِ دُيوناً |
نحن لا نبتغي إليك سِواها |
وأرِحْنا من النَّوى بعضَ حينٍ |
فهي مَوقدةٌ تَشُبُّ لَظَاها |
وأقِم بيننا فقدْ تَخِذَتْنَا |
عِللُ البينِ مَوطئاً لِخُطاها |
وأجِزنا بالولاءِ ضوءَك حتى |
تستمدّ العيونُ مِنكَ سَنَاها |
* * * |
أمِنَ الحًقَّ أنْ تذوبَ وتَفنى |
فيك أرواحُنَا وأنت شِفاها |
كلُّ طرفٍ إليك يَسمو اشتياقاً |
شَاخِصاً يُوسِعُ المَآقي انتِبَاها |
مُشرَئباً إلى ضُحاكَ بِعينٍ |
تَجتلي نُورَهُ ويَجلو قَذَاها |
وهو في صَمتِهِ أرقُّ حَديثاً |
إنْ تأمَّلتَهُ وأصدقُ آها |
ولئن كانتِ الجَّوانحُ خُرساً |
فلقد قَامَ دونَها أصغرَاها |
إنَّها نفثةُ تشِعُّ بقلبي |
يفرَقُ السِّحرَ من حَلالٍ رُقَاها |
هي مني إليك وَحيُ شُعورٍ |
فَاضَ في أمتي فكانَ صَدَاها |