كنتُ أدعوهُ لقلبي |
حينَ يَغْشَاني التِفَافُ الوردِ بالقلبِ |
وكانْ |
يَتحرَّاني |
إذا أفردَهُ الصمتُ |
وأقصاهُ الزمانْ. |
أَلَّفَتْ ما بَيْننا رَيْحانةُ الوقتِ التي فَتَّحها الشِّعرُ |
ونَدَّاها الحَنانْ! |
فالتفَفْنا بالنَّدى نبتلُّ |
أو نمتدُّ في الغُصْن الرَّطيبْ! |
ويَدانا تعرشانِ القمرَ الراعِشَ |
في الماءِ عَلَيْنا. |
آه.. يا نخلةَ ظِلٍّ وأمانْ! |
- أو ما اهتزَّ لنا الغُصْنُ ولانْ؟ |
كانَ ما كانَ.. |
ظمِئْنا.. وشرِبْنا! |
وهففْنا لكِ في بارقةِ الأفْقِ الرحيبْ! |
فجأةً! |
أعفتْ يَديْنا غَفْوَةُ الوقتِ |
ونحَّتْنا الدروبْ. |
فافترقْنا! |
والتقيْنا.. بعدما قَلَّبَنَا في الريحِ |
خَيطُ العُمْرِ، |
وامتدَّتْ على الغصنِ الفصولْ! |
فبكيْنا! |
غيرَ أنَّا ما التفَتْنَا. |
دُونَنا مَرْمىً مِنَ الحزنِ |
تحامَتْه خُطانا |
وتقصَّتْه الطلولْ! |
آهِ.. ما أوحشَ هذا الدربَ، |
ما زَوَّدَنا مِنْ وَلَعِ الوردةِ |
إلا بالقليلْ! |
طالَ في نَايِ العشِيَّاتِ عَلْينا! |
ما ارْتَويْنا! |
*أتُرانَا؟ |
*ما بِنَا نَلْمُظُ هذا العَسَلَ العابِقَ |
مِنْ زَهْرِ اللَّمَى في شفتيْنا؟ |
- أو مَا زالَ يَشِفُّ القلبُ في هذا البَريقْ؟ |
أتملاَّهُ إذا أرهفتِ الذكرى |
وأرهفْنا لها النبضَ العميقْ! |
آهِ مِنْ لحظةِ ذِكرى |
خَطَّها الظِلُّ الرقيقْ! |
رَقْرَقَتْ؛ |
فانْثَالَ طَلُّ العُمْرِ كالوَمْضَةِ |
في أغنيَّةِ البدرِ إليْنَا! |
أيُّها البَاذِخُ في الدَّوْحَةِ، |
هِمْنَا.. وبَكَيْنا! |
لحظةٌ شيَّعَها الصمتُ |
وفرَّتْ إِثْرَها الدمعةُ في العينِ |
وفي القلبِ الدُّءُوبْ! |
* * * |
أيُّها القلبُ الدَّءُوبْ، |
أَوَحَقَّا ما وَعَيْنَا؟ |
جَمعتْنا في جُذورِ الشَّجرِ النَّازحِ في الريحِ |
خُطَانا |
وتُجافَانَا الأَوانْ! |
فتماسَكْ.. |
أيُّها القلبُ الخفُوقْ! |
لَمْ نَقُلْ شيئاً.. |
ولكنَّا تناغَمْنا معاً حَذْوَ خُيوطِ الأقْحُوانْ! |
ومضَيْنا |
نتحرَّى في غُضونِ الأرضِ |
شَأْواً لغريبينِ |
ترامَى عنهما ظِلُّ المكانْ! |
* * * |