يا عبدَها الأسود |
هيَّجتَ آلامي |
في وجهِكَ الأربد |
وأدتَ أَحلامي |
* * * |
قد أَقفرَ العشُّ |
من فرخِهِ المِمراحِ |
وانتشرَ القَشُّ |
في مَلعبِ الأرياحِ |
* * * |
والهيكلُ المهجور |
في غمرةِ اليأسِ |
يُطالع الدَّيجورْ |
في بسمةِ الشمسِ |
* * * |
لا صوتَ لا نأمَه |
لا هَزجَ سامر |
مَنْ خَنقَ النَّغمه |
في وَتَرِ الشاعرِ؟ |
* * * |
من حوَّلَ البَسمةْ |
في مُقلتي عَبرة؟ |
من أجَّجَ اللَّثمةْ |
في شَفتي جَمرة؟ |
* * * |
يا أسودَ الجلدِ يطوي في أَضَالعهِ |
نفساً تماوجُ بالإِحساسِ دُنياها |
إني لألمحُ في عينيك صُورَتَها |
إني لأنشُقُ في خَديكَ ريَّاها |
رتعتَ في ظِلّهِا يومين ثم ذوتْ |
رَيْحَانةً يأخذُ الأَرواحَ مَرْآها |
فهل تهزُّك أَشواقي لطلعتِها |
وهل تُهيجُكَ حَسراتي لِلُقياها؟ |
وهل تسائلُ عنها كلَّ مائسةٍ |
يجيش بالمِسك والكافورِ رِدنَاها؟ |
وحقِّ من عَطَّرَتْ خَديكَ قبلتُها |
لأنتَ في نَظري أغلى هداياها |
هبطتَ من شُرفةِ الأحلام فانفتحت |
لك الجوانحُ واخضلَّتْ حَناياها |
نزلتَ منا على أهلٍ فواخَجلي |
ألاَّ ترانيَ طلقَ الوجهِ تَيَّاها |
هاضت جَناحي صروفُ الدهرِ واشتركتْ |
على بقايا دموعٍ جَفَّ مَجراهَا |
يا أسودَ الجلدِ لا تعتُبْ على وَتَري |
هل ينفثُ الجرحُ إلاَّ الآهَ والْوَاها؟ |
* * * |
بالروح يا ابنَ المجوسِ |
هذا السَّوادَ الجميلا |
لا تعبسنَّ عُبوسي |
فليس يُجدي فَتيلا |
* * * |
هيّا نناغِ سعاداً |
لقدْ أطلَّت علينا |
ألا تراها تَهادى |
كالحُلمِ في مقلتينا؟ |
ألا تشمُّ شَذاها |
في نَفحةِ الأُقحوانِ |
ألا تحسُّ صَداها |
في نغمة الكَروانِ؟ |
* * * |
يكفيكَ تبكي عليها |
سعادُ تحيا بروحي |
فإنْ صبوتَ إليها |
فافتحْ مطاوي جُروحي |
* * * |
هذي طيوفُ الصَّباحِ |
على الروابي الكئيبة |
فقُمْ نَرُشَّ الأقاحي |
على ضَريحِ الحبيبة! |