شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عِشْ للخيال!
في تكريم شاعر قدم من الوطن، سنة 1949
اقْنَعْ بحظِّك أوْ فغامِرْ
عَنَتِ المَعَالي لمُغامرْ
يا شاعرَ الفُصْحى أعيذُكَ
أنْ تحومَ على الصَّغائرْ
المالُ قَيْدٌ للخَيال فهَلْ
يَطيقُ القَيْدَ شاعرْ؟
لا تُؤْخَذنَّ بما يَحوك
من الحبائل والمَظاهرْ
دُنْياكَ في الزَّرْقاء فاسْبَحْ
بَيْنَ أنْجُمِها الزَّواهرْ
واستَوْحِها السامي النبيلَ
مِنَ الشَّواردِ والخَواطرْ
أطلِقْ جَناحَك فالربيعُ
أطَلَّ مَنْشورَ الضَّفائر
في مَوْكبٍ زاهي الحواشي
أخْضَرِ الآمالِ عاطِرْ
يُلْقِي تحيتَه فتَضْحَكُ
عَنْ تَحيِته الأزاهِرْ
ويَطُوفُ بالوادي فَيَغْمُرُه
بكلِّ أبشَّ ناضِرْ
وَيَمرُّ بالقَفْرِ المَوات
فَتَزْدَهي فيه الجآدرْ
عِشْ للخَيالِ وللجَمالِ
وللعَظائِمِ والمَفَاخِرْ
ولْيَحْيَ غَيْرُك للمصانع
والمعامِل والمَتاجرْ
لاَ يَزْجُرَنَّك عَنْ طَريق
الحقِّ والإِيمان زاجرْ
خُلِقَ الأديبُ لكي يَغوصَ
على اللآلِئِ والجَواهِرْ
ويَقودَ أُمَّتَهُ إلى سُبُلِ المعالي والمآثرْ
ويَذُبّ عنها الضَيْم إنْ
دَجَتِ المَكارِهُ والمخاطِرْ
يَشْقَى لِيَنْعَمَ غَيْرُه
فاصْبِر على حُكْمِ المقادِرْ
يا شاعرَ الإِلهامِ طافتْ
حولَ كَرْمَتِكَ المزاهِرْ
هاتِ الحديثَ عن الشآم
وعَنْ لياليها السَّواحِرْ
إنا وإنْ شَطَّ المَزارُ
نَعِيشُ فيها بالضَّمائِرْ
نَبْكي لِبَلْواها ونَفْرَحُ
حينَ تُفْرِحُها البَشائرْ
واذْكُرْ لنا القُدْسَ الجَريحَ
وطُفْ بنا بَيْنَ المقابِرْ
لَهْفِي عليه تَرْتَعي
فيه الجَوارِحُ والكَواسِرْ
ويُطأطِئُ العَرَبيُّ فيه
غَائِرَ العَيْنَينِ صاغرْ
في ذِمَّةِ الزعماءِ مَنْ
هَجَرُوا إلى البيدِ الحَواضِرْ
في ذِمَّةِ الزعماء أعْراض الكَرائم والحَرائِرْ
باعُوه في سُوقِ النَّخاسةَ لَمْ تَرِفَّ لَهُمْ نَواظِرْ
وتداوَلُوه فغادِرٌ يَمْشي على آثارِ غادِرْ
* * *
يا شاعرَ الإِلْهام رِفْقاً
بالقُلوب وبالمحَاجِرْ
يَئِسَ المُهَاجِرُ مِنْ ذَويه
فرُدَّ آمالَ المُهاجِرْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.