اقْنَعْ بحظِّك أوْ فغامِرْ |
عَنَتِ المَعَالي لمُغامرْ |
يا شاعرَ الفُصْحى أعيذُكَ |
أنْ تحومَ على الصَّغائرْ |
المالُ قَيْدٌ للخَيال فهَلْ |
يَطيقُ القَيْدَ شاعرْ؟ |
لا تُؤْخَذنَّ بما يَحوك |
من الحبائل والمَظاهرْ |
دُنْياكَ في الزَّرْقاء فاسْبَحْ |
بَيْنَ أنْجُمِها الزَّواهرْ |
واستَوْحِها السامي النبيلَ |
مِنَ الشَّواردِ والخَواطرْ |
أطلِقْ جَناحَك فالربيعُ |
أطَلَّ مَنْشورَ الضَّفائر |
في مَوْكبٍ زاهي الحواشي |
أخْضَرِ الآمالِ عاطِرْ |
يُلْقِي تحيتَه فتَضْحَكُ |
عَنْ تَحيِته الأزاهِرْ |
ويَطُوفُ بالوادي فَيَغْمُرُه |
بكلِّ أبشَّ ناضِرْ |
وَيَمرُّ بالقَفْرِ المَوات |
فَتَزْدَهي فيه الجآدرْ |
عِشْ للخَيالِ وللجَمالِ |
وللعَظائِمِ والمَفَاخِرْ |
ولْيَحْيَ غَيْرُك للمصانع |
والمعامِل والمَتاجرْ |
لاَ يَزْجُرَنَّك عَنْ طَريق |
الحقِّ والإِيمان زاجرْ |
خُلِقَ الأديبُ لكي يَغوصَ |
على اللآلِئِ والجَواهِرْ |
ويَقودَ أُمَّتَهُ إلى سُبُلِ المعالي والمآثرْ |
ويَذُبّ عنها الضَيْم إنْ |
دَجَتِ المَكارِهُ والمخاطِرْ |
يَشْقَى لِيَنْعَمَ غَيْرُه |
فاصْبِر على حُكْمِ المقادِرْ |
يا شاعرَ الإِلهامِ طافتْ |
حولَ كَرْمَتِكَ المزاهِرْ |
هاتِ الحديثَ عن الشآم |
وعَنْ لياليها السَّواحِرْ |
إنا وإنْ شَطَّ المَزارُ |
نَعِيشُ فيها بالضَّمائِرْ |
نَبْكي لِبَلْواها ونَفْرَحُ |
حينَ تُفْرِحُها البَشائرْ |
واذْكُرْ لنا القُدْسَ الجَريحَ |
وطُفْ بنا بَيْنَ المقابِرْ |
لَهْفِي عليه تَرْتَعي |
فيه الجَوارِحُ والكَواسِرْ |
ويُطأطِئُ العَرَبيُّ فيه |
غَائِرَ العَيْنَينِ صاغرْ |
في ذِمَّةِ الزعماءِ مَنْ |
هَجَرُوا إلى البيدِ الحَواضِرْ |
في ذِمَّةِ الزعماء أعْراض الكَرائم والحَرائِرْ |
باعُوه في سُوقِ النَّخاسةَ لَمْ تَرِفَّ لَهُمْ نَواظِرْ |
وتداوَلُوه فغادِرٌ يَمْشي على آثارِ غادِرْ |
* * * |
يا شاعرَ الإِلْهام رِفْقاً |
بالقُلوب وبالمحَاجِرْ |
يَئِسَ المُهَاجِرُ مِنْ ذَويه |
فرُدَّ آمالَ المُهاجِرْ! |