شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جرح وجمرة
في مطلع العام الجديد، سنة 1973
هَلْ فِيكَ للباكي مَسرَّة
أمْ أنْتَ للآمالِ عَثْرَهْ؟
إنّا رضَينا بالقليل
إذا اقتضاك الغَيْرُ كَثْرهْ
أبْسُطْ خِوانَك للضيوف
وخَلِّ للعَربيّ كَسْرهْ
يا عامُ قَلْبُ الحَقِّ مَكْسورٌ، فهل قَرَّرْتَ جَبْرهْ؟
والعَدْلُ مَقْصوصُ الجناحِ
فهلْ يُجيز الشَرْعُ نَحْرهْ؟
وكرامةُ الإِنسانِ سَفْسَطَةٌ وشِرْعَتُه مَعَرّهْ
يا عامُ بينَ جوانحي
جُرْحٌ وفي عَيْنيّ جَمْرهْ
شاهَ الوجودُ فلا أرَى
في رَوْضَةِ الآمالِ زَهْرَهْ
لكأنّني في مَهْرجانِ الحُبّ والإِيمان صَخْرَهْ
ماذا أقولُ وبَسْمتي
حارَتْ على شَفَتيّ زَفْرَهْ
ماذا أقولُ وليسَ في
وَتَري سِوى أصْداء نَبْرهْ
رانَ الرجاءُ على الشُّعوبِ
ونحنُ في يأسٍ وحَسْرهْ
جِئْنَا نَرُشّ لك الطريقَ
فأينَمِنْ عَيْنيك نَظْره؟
جئنا نقولُ لكَ اسْقِنا
ممَّا سَقَيْتَ الناسَ قَطْرهْ
جِئْنا نُطالِبُ أنْ تُكَفِكِفَ
مِنْ عُيونِ العُرْبِ عَبْره
دَجَتِ الطريقُ فإنْ نَقُمْ
مِنْ حُفْرةٍ نَسْقُطْ بحُفْره
وإذا نَجَوْنا مِنْ هِزَبْرٍ
كاسِرٍ بَرَزَتْ هِزبْرهْ
لا نُورَ في لَيْلِ العُروبة
هَلْ أضاعَ الليلُ فَجْره؟
الأمْرُ فَوْضى بَيْننا
لَمْ نتفقْ في الرَّأْي خَطْره
يا عامُ لا تَعْجَبْ إذا
طلّقْتُ غانيةً وَخمْرهْ
لَمْ تُبْقِ لي آلامُ قَوْمي
للهَوَى والراح سَهْرهْ
قالوا المصائبُ إنْ تَوَالَتْ
تَجْمَعُ الأخْصامَ أسْرَهْ
وتَزيدُ أسبابَ التَعاونِ
بينَهم عَملاً وفِكْرَهْ
خابَ الرَّجاءُ فَلمْ تَزَلْ
نارُ الضَّغائِن مُسْتَعِرَهْ
نَمْشي ولكنْ للوراءِ
قبائلاً لا مُسْتَقِرّه
مُتكاتفينَ على الأذى
متَعاونينَ على المَضَرَّهْ
باسم اليمينِ أو اليسارِ
تَقومُ فينا ألْفُ ثَوْرَهْ
* * *
يا أمّةٌ هانَتْ وكانَتْ
في جَبينِ الدَّهْرِ غِرّهْ
كَيْفَ انْطَوى عَلَمُ الجهادِ
وحَرَّمَ السَّفَّاحُ ذِكْرهْ؟
أينَ الرؤوسُ المُشْرئبّةُ
والأنوفُ المُشْمخِرّهْ؟
غضَّتْ.. وما أقْسى الهَوانَ
على الكَريم وما أمَرّهْ!
سَطَع الهُدَى منَّا ولكنْ
قَصَّر الخِذْلانُ عُمْرَهْ
كِدْنَا وما زِلَنا نكيدُ
لبَعْضِنا سِرّاً وَجَهْرَهْ
وتبايَنتْ سُبُلُ النِّضال
فحَدَّد الدْوانُ ظُفْرَهْ
وَلَوَ انَّها اتَّحَدَتْ لماتَ
وَلمْ يَجِدْ في الصَّفِّ ثُغْرَهْ
نُصْفي المودَّة للغَريب
وللقريبِ نُبيحُ ظَهْرَهْ
ونجودُ بالآلافِ لكنْ
حَيْث لا تُجدي المَبَرّهْ
لولا الفدائيونُ لمْ
نَبْرحْ على الأفواهِ سُخْرَهْ
لولاهمُ لَمْ يَفْتَح التاريخُ للعربيّ صَدْرَه
لولاهم ُ لا زَأْرَةٌ
تَدْوي على آثارِ زَأْرَهْ
تاهَتْ على الإِيوان خَيْمَتُهم وطاوَلتِ المَجرّهُ
مِنْ لَيْلِها طَلَعَ الصَّباحُ
وأدْرَكَ الموتُورُ ثَأْرَهْ
وَاخْضَوْضَرَ القَفْر الجَدِيب
كأنّما الفِرْدَوْس قَفْرَهْ
لا تِبْر يَعْدِل تُرْبَها
فَلْيُرْخِصِ الكَنَّازُ تِبْرَهْ!
* * *
يا عامُ لا تُثْقِلْ على المَنْكُوب أوْ تَسْتَحل قَهْرَهْ
مَهْدُ ابنِ مَرْيَمَ للفُجور
فَهَلْ تُعيدُ إليه طُهْرَهْ؟
لَمْ يَنَحَتِ الإِسلام مِنْ
حُرُماتِه مِثْقال ذَرّه
وغَزَاه أولادُ الحَرام
فدنَّسُوه ألْفَ مَرّهْ
* * *
يا عامُ أبكانا قُدومُكَ
فالتَمسْ للدَمْعِ عُذْرَهْ
لَوْ لَمْ نَكُنْ عَرباً لَهَلَّلْنا
وطَبَّلْنا مَسَرَّهْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج