جَاءَتْ تَميسُ مَعَ السَّحَرْ |
نَشْوى بأنْفاسِ الزَّهَرْ |
سُبْحان مَنْ أوحَى إليك الشِّعْرَ شَوْقِيّ الصُّوَرْ |
سُبْحانَ مَنْ وَشَّى جَناحَكَ بالطَّريفِ المُبْتَكرْ |
أفَتى الخيالِ الخَصْب لا عَصَفَتْ بِبَسْمَتِك الغِيَرْ |
هزَّتْ تحيتُكَ النَّدِيَّةُ قَلْبَ زَغلولي عُمَرْ |
طالَبْتُه بالردّ فاستحيا وَجَمْجَمَ واعتَذَرْ |
وهَمَتْ مآقيه فرَدَّ |
على اللآلئ بالدُّرَرْ |
ما أعْجَز القَوْلَ البليغَ |
إذا تكلَّمت العِبَرْ |
يا شاعرَ الإِبداعِ تَحْسدُه الغُصونُ إذا خَطَرْ |
وحياةِ مَنْ رَشّ النَّدَى والعِطْرَ في دَرْبِ القَمَرْ |
وأعادَ للقَلْبِ النَضارةَ، والبَشاشةَ للنَّظرْ |
لَمْ يُغْرِني جاهُ الوزير فليس لي فيه وَطَرْ |
لكنْ سُحرْتُ بشِعْره ومِنَ البَلاغة ما سَحَرْ |
وشَمَمْتُ في أخلاقه أَرَجَ الخُزام إذا انتشرْ |
فأرَدْتُ لابني أن يسيرَ غداً على النَّهْجِ الأغَرْ |
إنْ لم يَكُنْ كَسَمِيّه نَسْرَ البيانِ المُنْتَظَرْ |
فَلْيَقْتَبسْ مِنْ خُلْقه |
حُسْنَ النقيبةِ والأثر |
* * * |
يا ابْني طَريقَ المَجْدِ مَحفوفُ الجوانبِ بالخَطَرْ |
فحذارِ أنْ يَثْنيك عَنْ غَمَرَاته ناهي الحَذَرْ |
إنَّ القناعةَ في الرجالِ لمن عَلاماتِ الخَوَرْ |
ما أنتَ من لحمي ومن روحي إذا خِفْتَ البَشَرْ |