ارْفقْ بنفسِكَ يا أديبَ الضَّادِ. |
كَمْ ذا تُعاني في الهَوَى وتُعادي. |
ما أنْتَ إلاَّ فَرْحةً في مأتمٍ |
أو مأتمٌ في فَرحَةِ الميلادِ |
ماذا يُفيدُكَ أنَّ شَدْوَك مُرْقِصٌ |
لا يَطْربُ الجَشِعُ الأصمُّ لشادِ. |
تَقْتاتُ بالأحْلامِ، وَهْيَ سَفَاسِفٌ. |
خَيْرٌ مِنَ الأحْلام كِسْرةُ زادِ |
وتَشوقُك الآمالُ وهْيَ يَوابسٌ |
هَلْ تَنْقَعُ الآمالُ غُلَّة صادِ؟ |
هذا زَمانُ الراكبينِ رؤوسَهم |
في مَلْعَبِ الشَّهواتِ والأحْقادِ |
السَّاخِرينَ مِنَ الفضيلةِ والنَّدَى. |
والعابثينَ بحُرْمةِ الأجْدادِ |
لا شأنَ إلاَّ للرِّيالِ، فإنْ تَكُنْ |
عَبْدَ الريالِ فأنْتَ في الأسْيادِ |
لَكَ سُدَّة النادي إذا حامَ الوَرَى. |
مُتَهيِّبينَ على حَواشي النادي |
لَنْ يَسألوا ماذا مَكانُك في العُلا. |
أوَلَسْتَ في الميدانِ خَيْر جَوادِ؟. |
لَنْ يَسألوا كَيْفَ اغْتَنَيْتَ فليس في. |
قاموسِهم: هذا رِيال فَسادِ |
ماتَتْ معاني الخيرِ بَيْن ضُلوعهم. |
ما أفْقَر المُثري بغَيْر فُؤادِ |
يا رَبِّ لا تَجْعَلْ مَقامي بَيْنَهم |
شتَّان بَيْنَ مُرادهِم ومُرادِي |
أكْرَمْتُ عَنْ زادِ الرذيلةِ لُقْمتي. |
وَصَرَفْتُ للأدَبِ النَّقِيّ جِهادي. |
إني إذا اسْتَبقَ الجَرادُ رأيتَ لي |
قَدَمَيْن غارِقَتَيْن في الأصْفادِ |
دَعْني بَعيداً عنهمُ بكَرامَتي |
إنْ تَنْطَفئ ناري شَعَلْتُ رَمادي. |
مالي إليهم حاجةٌ... فَلْيَحْبسوا. |
أمْطارهم عنِّي وعَنْ أولادي |
ما دُمْتُ لا أُغْرَى بسيَّاراتهم |
هَيْهَاتَ، لَنْ تَطَأَ الهُمومُ وسادي. |
إنَّ السعادةَ فِكْرةٌ، فإذا انتَفَتْ. |
لَمْ تَسْتَطِعْ ثَرَواتُهم إسْعادِي. |
النارُ والفِرْدَوْس في نَفْسي، فلا. |
تَتْعَبْ يَدُ الجلاَّد والجَوَّادِ |
* * * |
غِبْنا عن الوادي، فَهلْ مِنْ عَوْدةٍ. |
طالَ التَّغرُّب يا هَزَارَ الوادي |
لا يا صديقي، لَنْ أخونَ ذِمامَه. |
أنا والشَّذا فيه على ميعادِ |