شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا هزار الوادي
إلى الكاتب الواسع الآفاق الأستاذ وديع فلسطين، تذكيراً بفضله وأدبه وتقديراً لإِيمانه برسالة القلم
ارْفقْ بنفسِكَ يا أديبَ الضَّادِ.
كَمْ ذا تُعاني في الهَوَى وتُعادي.
ما أنْتَ إلاَّ فَرْحةً في مأتمٍ
أو مأتمٌ في فَرحَةِ الميلادِ
ماذا يُفيدُكَ أنَّ شَدْوَك مُرْقِصٌ
لا يَطْربُ الجَشِعُ الأصمُّ لشادِ.
تَقْتاتُ بالأحْلامِ، وَهْيَ سَفَاسِفٌ.
خَيْرٌ مِنَ الأحْلام كِسْرةُ زادِ
وتَشوقُك الآمالُ وهْيَ يَوابسٌ
هَلْ تَنْقَعُ الآمالُ غُلَّة صادِ؟
هذا زَمانُ الراكبينِ رؤوسَهم
في مَلْعَبِ الشَّهواتِ والأحْقادِ
السَّاخِرينَ مِنَ الفضيلةِ والنَّدَى.
والعابثينَ بحُرْمةِ الأجْدادِ
لا شأنَ إلاَّ للرِّيالِ، فإنْ تَكُنْ
عَبْدَ الريالِ فأنْتَ في الأسْيادِ
لَكَ سُدَّة النادي إذا حامَ الوَرَى.
مُتَهيِّبينَ على حَواشي النادي
لَنْ يَسألوا ماذا مَكانُك في العُلا.
أوَلَسْتَ في الميدانِ خَيْر جَوادِ؟.
لَنْ يَسألوا كَيْفَ اغْتَنَيْتَ فليس في.
قاموسِهم: هذا رِيال فَسادِ
ماتَتْ معاني الخيرِ بَيْن ضُلوعهم.
ما أفْقَر المُثري بغَيْر فُؤادِ
يا رَبِّ لا تَجْعَلْ مَقامي بَيْنَهم
شتَّان بَيْنَ مُرادهِم ومُرادِي
أكْرَمْتُ عَنْ زادِ الرذيلةِ لُقْمتي.
وَصَرَفْتُ للأدَبِ النَّقِيّ جِهادي.
إني إذا اسْتَبقَ الجَرادُ رأيتَ لي
قَدَمَيْن غارِقَتَيْن في الأصْفادِ
دَعْني بَعيداً عنهمُ بكَرامَتي
إنْ تَنْطَفئ ناري شَعَلْتُ رَمادي.
مالي إليهم حاجةٌ... فَلْيَحْبسوا.
أمْطارهم عنِّي وعَنْ أولادي
ما دُمْتُ لا أُغْرَى بسيَّاراتهم
هَيْهَاتَ، لَنْ تَطَأَ الهُمومُ وسادي.
إنَّ السعادةَ فِكْرةٌ، فإذا انتَفَتْ.
لَمْ تَسْتَطِعْ ثَرَواتُهم إسْعادِي.
النارُ والفِرْدَوْس في نَفْسي، فلا.
تَتْعَبْ يَدُ الجلاَّد والجَوَّادِ
* * *
غِبْنا عن الوادي، فَهلْ مِنْ عَوْدةٍ.
طالَ التَّغرُّب يا هَزَارَ الوادي
لا يا صديقي، لَنْ أخونَ ذِمامَه.
أنا والشَّذا فيه على ميعادِ
1968
 
طباعة

تعليق

 القراءات :443  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.