مَنْ أنْتِ يا أحْلَى مِنَ النَّغَمِ |
أَتُرى التَقَيْنَا قَبْلُ في حُلُمِ؟ |
عَيْناك – بالدنيا فَدْيتُهما - |
تَتَقاسمانِ مَدامعي ودَمي |
تَتَباكيانِ وتَضْحَكان مَعاً |
فأحارُ بينَ اللاءِ والنَعَمِ |
يُعْيي بَياني وَصْفُ سِحْرِهما |
هَلْ يُحْصَر الفِرْدَوْس في كَلِمِ؟. |
لا تَشْمَخي في خاطري صَنَماً |
أخْشَى على تَقْوايَ مِنْ صَنَمِ |
أيْقَظْت في قَلْبي وَساوِسَه |
يا لَيْتَها ماتَتْ ولم تَنَمِ |
قد كُنْتُ أحسبُ نارَه انطفأتْ. |
فإذا بها نارٌ على عَلَمِ |
هبَّتْ عليها الريحُ فاتَّقَدَتْ |
تَحْتَ الرَّمادِ كوامِنُ الضَّرَمِ |
يا أنتِ يا أحْلَى بنَفْسِجةٍ |
صَلَّى عليك بَنَفْسَجُ الأكَمِ |
ذَهَبَ الصِّبا إلاَّ عُلالَته |
كَيْفَ ابتَعَثْتِ شذاه في أدَمي؟ |
أتُجَدِّدين بنَظرةٍ أمَلي |
وتُبدِّدين ببسَمْةٍ ألَمي؟ |
لا لَنْ أصدِّقَ مُقْلَتَيكِ فما |
تُغْرِي العُيون بِهَيْكَلٍ رَدِمِ |
ما زالَ قَلْبي في نَضارته |
لكنَّ باقي الجِسْم في سَقَمِ |
ماذا تُفيدُ السيفَ حِلْيتُه |
إنْ لم يَكُنْ بالصَّارمِ اللَّهم؟ |
لَمْ يَبْقَ عندي في الهَوَى جَلَدٌ |
ما أضْيَق الدُّنْيا على بَرِمِ! |
حوَّلتُ عَنْ جَنَّاته نَظَري |
وَثَنْيتُ عَنْ آفاقه قَدَمي |
للحبِّ مَرْحَلةٌ وقد ذَهَبَتْ |
يا مَنْ يُساعدني على هَرَمي! |
* * * |
يا حُلْوتي لا تَنْقُلي خَبَري |
للزَهْرِ، أوْ تُفْشيه للنَّسَمِ |
غَلْواءُ خَلْفَ خُطاي ساهرةٌ |
تُحصِي عليَّ سَفاسِفَ التُّهَمِ |
ماذا أقولُ لها إذا نَشَقَتْ |
رَيَّاكِ مِلء يَدي ومِلء فَمي؟ |
سأقول عانَقَني الربيعُ، فيا |
غَلْواءُ عبّي الطِّيْبَ وابْتَسِمي |
سأقولُها لكنْ إذا اكتَشَفَتْ |
أني أدُسّ السُّمَّ في الدَّسمِ |
فلسوفَ أزْعمُ دونما حَرَجٍ |
أنَّ التَّلاقي كان في الحُلُمِ.. |