أثَرْتَ في القَلْبِ شَجْواً كان يُخفيهِ. |
فلا تَلُمْه إذا فاضَتْ مآقيهِ |
وَيْحَ الغَريبِ، أمَا تكْفيه غُرْبَتُه. |
حتى تُجرّحَه الذِّكْرَى وتَكْوِيه؟. |
أكلَّما شامَ مِنْ واديه بارِقةً |
هَفَا وَصَفَّق تَحْناناً لواديهِ |
اللهَ في نازحٍ أوْدَى الحنينُ به |
لولا بَصيصُ رَجاءٍ في لَياليهِ |
يُعلِّلُ النَّفْسَ بالرُّجْعَى ويَخْدَعُها. |
فَهَلْ تَحقَّقُ بالرُّجْعَى أمانيهِ؟ |
يا شاعرَ الزَّهْرِ لا ذُقْتَ النَّوَى فَلَقَدْ. |
هاضَتْ جَناحيَ واجْتَثَّتْ خَوافيهِ. |
يَهنيك تَرْتَعُ بَشّ النَّفْس في وَطَنٍ . |
مقاصِرُ الخُلْدِ ظِلٌ مِنْ رَوابيه. |
تَغْفُو الحقولُ على أنْغامِ بُلْبُلِه |
وَتَسْتَفِيقُ على ألحانِ رَاعيهِ |
واهاً على نَهْلة مِنْ عَيْن كَوْشَلِه. |
تَشْفي لَواعِجَ قَلْبٍ عَزّ آسيه
(1)
. |
واهاً على نَفْحةٍ مِنْ سَفْحِ رَبْوَتِهِ. |
تردُّ رُوحي إلى صَدْري وتُبْريه |
واهاً على غَفْوةٍ في ظلِّ سَرْوَتِه. |
تُعيد لي صُوَرَ الماضي وتُحييه! |
* * * |
يا شاعرَ الزَّهْرِ لا تَعْذِلْ أخاكَ إذا. |
ثَارَتْ على ذِكْر مَغْناه نَوازيهِ |
في القَلْبِ جُرْح - وقاكَ الله لَفْحَتَه -. |
حارَ الطبيبُ وحارَ المُبْتَلَى فيهِ |
ربَّاه إنْ لَمْ أَعُدْ حياً إلى وطني |
فدَعْ رُفاتيَ يَرْقُدْ في مَغانيهِ! |