شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ويح الغريب
إلى شاعر في الوطن، سنة 1949
أثَرْتَ في القَلْبِ شَجْواً كان يُخفيهِ.
فلا تَلُمْه إذا فاضَتْ مآقيهِ
وَيْحَ الغَريبِ، أمَا تكْفيه غُرْبَتُه.
حتى تُجرّحَه الذِّكْرَى وتَكْوِيه؟.
أكلَّما شامَ مِنْ واديه بارِقةً
هَفَا وَصَفَّق تَحْناناً لواديهِ
اللهَ في نازحٍ أوْدَى الحنينُ به
لولا بَصيصُ رَجاءٍ في لَياليهِ
يُعلِّلُ النَّفْسَ بالرُّجْعَى ويَخْدَعُها.
فَهَلْ تَحقَّقُ بالرُّجْعَى أمانيهِ؟
يا شاعرَ الزَّهْرِ لا ذُقْتَ النَّوَى فَلَقَدْ.
هاضَتْ جَناحيَ واجْتَثَّتْ خَوافيهِ.
يَهنيك تَرْتَعُ بَشّ النَّفْس في وَطَنٍ .
مقاصِرُ الخُلْدِ ظِلٌ مِنْ رَوابيه.
تَغْفُو الحقولُ على أنْغامِ بُلْبُلِه
وَتَسْتَفِيقُ على ألحانِ رَاعيهِ
واهاً على نَهْلة مِنْ عَيْن كَوْشَلِه.
تَشْفي لَواعِجَ قَلْبٍ عَزّ آسيه (1) .
واهاً على نَفْحةٍ مِنْ سَفْحِ رَبْوَتِهِ.
تردُّ رُوحي إلى صَدْري وتُبْريه
واهاً على غَفْوةٍ في ظلِّ سَرْوَتِه.
تُعيد لي صُوَرَ الماضي وتُحييه!
* * *
يا شاعرَ الزَّهْرِ لا تَعْذِلْ أخاكَ إذا.
ثَارَتْ على ذِكْر مَغْناه نَوازيهِ
في القَلْبِ جُرْح - وقاكَ الله لَفْحَتَه -.
حارَ الطبيبُ وحارَ المُبْتَلَى فيهِ
ربَّاه إنْ لَمْ أَعُدْ حياً إلى وطني
فدَعْ رُفاتيَ يَرْقُدْ في مَغانيهِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :8781  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج