شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فؤاد الشايب
دمعة الشعر على ضريحه
لا تَعْجَبَنَّ لدمعتيَّ وناري
ذَهَبَ الردَى بالفارسِ الكَرَّارِ
نَزَلَتْ به الأقدارُ في رَيْعانِه
يا لَلْخُزام يموتُ في نُوَّارِ!
حارَتْ بأسرارِ الحياةِ عقولُنا
ماذا وراءَ الموتِ مِنْ أسرارِ؟
مسَّيتُ جاري وهُوَ مَوْفور القِوَى.
ثم استفقتُ على جنازة جاري.
وغرسْتُ أشجاري فأوْرَق بعضُها.
والبعضُ ماتَ على نَدَى آذارِ
مَنْذا يخطُّ مصيرنَا ويقودُنا
في حالةِ الإِقبالِ والإِدْبارِ
مهما تساءلْنا فلَنْ نَقْوَى على
تمزيقِ لُغْزٍ أوْ جَلاء سِتارِ
يمضِي الفَتَى إلاَّ طهارةَ ذِكْرِه
فاتركُ وراءك طَاهرَ الآثارِ
ما دُمْتَ مِنْ طينٍ فلستَ بخالدٍ.
ولئن وصَلْتَ العمرَ بالأعْمارِ
* * *
يا رايةَ شمّاءَ للحقِّ انطَوَتْ
في هالةٍ من هَيْبةٍ ووَقارِ
خُضْتَ المهالِكَ ما ونَتْ لكَ هِمَّةٌ.
أُورِثْتَ في الجُلَّى يمين "ضِرار" (1) .
قالوا استحقَّ الغارَ قلتُ تشرَّفَتْ.
بجبينه العالي مجاني الغارِ
جَالدتَ، لا بالسيفِ بل بعقيدةٍ.
تشمي بها عصماءَ فوقَ النارِ
هَيْهَات لا بَتّار يُجْدي إِنْ وَهَى.
إيمانُ مُتّكلٍ على البتَّارِ
بعجائبِ الإيمان أحرزَ "خالدٌ"
ما لَمْ ينلْ بالعَسْكَر الجرّارِ
إن العظيمَ هو الذي لا يَنْثَنِي
عمّا اصطَفَى مِنْ مَبْدأ وشِعارِ
تَزْهو بك الفُصْحى يَراعاً ينتمي.
لبلابِلِ العربيةِ الأبرارِ
تشدو فتصْطَفِقُ الغُضُونُ ويَنْحني.
خَجَلاً جبينُ الناعقِ الثَّرثارِ
أغنيتَ مُتْحفها بأروعِ قصَّةٍ
فجَّرْتَها مِنْ جُرْحك الفَوّارِ
ما السحرُ إلاَّ مِنْ نَدَى خَطراتِها.
والشعرُ إلاَّ مِنْ شَذاها السَاري.
وَالَهْفَتاهُ على رَعيلك يَنطوي
بعضٌ، وبعضٌ ينزوي في الدارِ
أخلَيتُم لِلأَدْعياءِ مكانَكُم
فاستَنْسَروا واستَسْلَموا للعارِ
عاثُوا بأمَّتِهم وشَقُّوا صَفَّها
هذا يمينيٌّ وذاك يَساري
أوطانُهم تَشْكو وَهُمْ في حَفْلةٍ
أو غَفْلةٍ عَنْ دمعِها المِدْرارِ
يتعابثونَ – ولا شهامةَ – باسمها.
ويُشوِّهون صحائفَ الأحْرارِ
خَنَقوا كرامَتَها وفي قانونِهم
أنَّ الشعوبَ تُساس بالأظْفارِ
ما كان أغباهُم غَداة توهَّموا
أن النِّعاجَ تَهيم بالجزَّارِ
لا خَيْرَ في وطنيةٍ هَزْليةٍ
يُدْعَى لها بالطَبْل والمِزْمارِ
تَشْري الضمائرَ تارةً، وتكمُّها
بالسَوْطِ إن ثارَتْ على الدينارِ.
الفِكْرُ في ملكواتها أُضحوكةٌ
صَلُّوا على حرية الأفكارِ!
* * *
يا مَنْ أضاعَ العُمْرَ يخدمُ شعبَه
ويَقي خُطاه مزالِقَ الأخطارِ
تبكي العُرُوبةُ فيك صَرْحاً شامخاً.
هو قِبْلةُ الأسماع والأبصارِ
تبكي فتىً وَهَبَ القضية قلبَهُ
وبنَى لها جِسْراً من الأنصارِ
تبكي يداً هزَّتْ دعَائمَ خَيْبرٍ
وَجَلَتْ حقائقَ بيتِها المُنْهارِ
يا صاحبَ القلمِ الذي صيحاتُه.
كانت تَقضُّ مضاجِعَ الفُجَّارِ
يَهْفوا إليك الشاطئُ الفضيُّ ما.
ذَكَرَ انتبارَة صوتِك الهَدَّارِ
إن غبتَ عن أنظارنا فلأَنْتَ في.
أرواحِنا كاللَّحْنِ في الأوتارِ
عادَ الترابُ إلى الترابِ، وإنَّما.
ذِكْراك باقيةٌ على الأْدهارِ
آب 1970
 
طباعة

تعليق

 القراءات :403  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.