شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ربيب السوط
شَمَخْتَ وأنتَ أحقَرُ من حقيرِ.
وصِرْتَ من الهَرير إلى الزئيرِ
وأبْطَرَكَ انتصارُك ليسَ فيه
سِوَى معنى الوقوفِ على الشَّفيرِ.
جَنَيْتَ على مصيرك غَيْرَ دارٍ
وكَمْ لَبِسَ الرَّدَى ثوبَ العَبيرِ
رأيتُ البُطْل يَعْلُو ثم يَهوي
بصَاحبِه إلى الدَّرَكِ الأخيرِ
رَبيبَ السَّوْطِ لا تَفْرَحْ فإنّا
جمعنا لؤلؤ العِقد النَّثِيرِ
بَشيرُ الصُّبْحِ هزّ العُرْبَ هَزاً
فمَا أحلاك يا وَجْهَ البشيرِ
توحَّدَ رأيُنا بعد اختلافٍ
وألَّف صَفَّنا صَوْتُ النفيرِ
أخي في الجرحِ هَلْ يُشجيك دَمْعي.
وهَل يَعنيك في الجلَّى هَديري
تشابَه دَرْبُنا سَهْلاً ووَعْراً
ولَم يَخْرُجْ مصيرُك عن مصيري.
لئن شَرَّقْتَ أو غَرَّبتَ سَعْياً
فدارُ الأهل آخرةُ المسيرِ
مُصابُ القُدْسِ أيقظَ كل صَوْتٍ.
فهَلاَّ قُمْتَ يا غافي الضميرِ
عدوُّك لا يَقِرُّ له قَرارٌ
وأنت تَغْطُّ في نَوْمٍ قَريرِ
تساوَى في الجِناية مَنْ توانَى
ومَن ْ أغْضَى عَنِ الوَانِي الظَّهيرِ.
ومَنْ والَى الدخيل بغير أجْرٍ
ومَنْ والاه بالأجْرِ الكبيرِ
زَفيرُ اللاجئينَ إلى الثُّريَّا
ألا يَهْتزُّ قلبُك للزفيرِ؟
إذا لم تنسحبْ أَرجاً وظلاً
فلا تَكُ بينهم لَفْحَ الهَجيرِ
ليَقْذِي المجدَ أن تَقْسُو عليهم
وأنتَ وإن كرهنَ من العشيرِ
إذا شاعَ الحريقُ ببيْتِ جار
فبيتُك قد يصيرُ إلى السَّعيرِ
ومَنْ يَخْذُلْ أخاه في الرَّزايا
يَظَلُّ على الزمان بلا نَصيرِ
* * *
أخي في الجُرْحِ لا نَعْذِلْ كبيراً
ولا نَنْفِ المَلامَة عن صَغيرِ
جميعُ العُرْبِ مسؤولونَ عمَّا
ألمَّ بحُرْمةِ الوَطَنِ الأثيرِ
أتينا بالعدوِّ إلى حِمانا
ونُمْنا هانئين على حَريرِ
تنازَعْنا على السَّفْساف غَذَّى
مطامِعَه فجاعَ إلى الكثيرِ
يميناً لو رأى منَّا اتحاداً
لخارَتْ رُكْبتاه مِنَ الصفيرِ
يقولونَ السلاحَ فقلتُ إنَّا
لنُغْني باليسير عن الغَزيرِ
إذا لم يَشْدُدِ الإِيمانُ كَفاً
نَبَا سَيفُ الأميرِ بن الأميرِ
سكونُ البَحْرِ يملؤنا خُشوعاً
ولا نُعْنَى بثَرْثَرَةِ الغَديرِ
* * *
شبابَ الوثبةِ الكُبْرَى سلامٌ
لأنتُم مَعْقِدُ الأملِ النَّضيرِ
قلوبُ العُرْبِ حائمةٌ عليكم
تُحيطُ خطاكُمُ باسمِ القَديرِ
طَوَيْنا صَفْحَةَ الماضِي فهَلاَّ
فتحتُم صفحةَ اليومِ المُنيرِ
سَنَبْقَى مُضْغَةَ التاريخِ حتى
نطهِّرَ أرضَنا مِنْ كلِّ نِيرِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :448  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.