شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا مهد أحلامي
هزّ الحِداءُ ضمائرَ العُرْبِ
يا حاديَ الآمالِ لم تَخِبِ
أيْقَظتَهُم من لَيْلِ غفلتِهم
وَدَفَعْتَهُم لِلسَّعِي والغَلَبِ
كانوا النعاجَ تسوقهنَّ عَصاً
فتمردّوا آسادَ مُحْتربِ
ثاروا على الأصفادِ واتفقوا
أنْ يكتبوا التاريخ بالذهبِ
الكَرْمُ كرمُهُمُ فإن غَضِبُوا
فَلأنهم حُرموا مِنَ العِنبِ
والدارُ دارهُمُ فإن مَنَعوا
عنها اللصوصَ فليس من عَجَبِ.
الحُلْمُ أنواعٌ وأنكرُها
حُلْمٌ يَكُمُّ فضيلةَ الغضبِ
لولا الحسامُ لظلَّ حقُّهمُ
أضحوكةَ الأجيالِ والحِقَبِ
ولَظَلَّ عِرْضهم لمنتهكٍ
باغٍ، وأرضهم لمُنْتهبِ
لا عاشَ مَنْ هانت كرامتُه
ما الفرق بين الذلِّ والجَرَب؟
رجعَ الدخيلُ إلى قواعده
مُتعَثِّراً بالويلِ والحَرَبِ
وتقلَّمت أظفارُ مُغْتِصبٍ
وتقلَّصتْ أنيابُ مُنْتَدبِ
دارُ العروبة لن تهونَ ولن
تنساقَ بعدَ اليوم في السَّلَبِ
لم يبقَ في أقداسها هُبَلٌ
تُحنى الرقابُ له بلا سَبَبِ
نَفَضَتْ من الأصنامِ أيديَها
ماذا تُفيدُ عَراقَةُ الحَسبِ؟
الجاهليةُ لا مكانَ لها
في وَثْبةٍ قُدْسيةِ اللَّهبِ
رَفعتْ على الإيمان قُبَّتَها
وبنَتْ قواعدَها على الأدبِ
يحمي شُبول المجدِ رايتَها
وتُحيطُها اللَّبواتُ بالقُضبِ
مَنْ ظنَّها وَهَماً فقد خلَطَتْ
عيناه بينَ الماءِ والحَبَبِ
لا يقطعنّ طريقَها حَمقٌ
النارُ جائعةٌ إلى الحطبِ
هيهاتَ لن تُطْوى رسالتُها
حتى تحقِّقَ وحدةَ العربِ
وتطهّر الأرضَ التي نُكبتْ
بعصابةِ التدجيلِ والكذبِ
وتعيدُها غنَّاء ضاحكةً
عربيةَ السيماءِ والنَّسبِ
وتَردَّ للفُصحى كرامتَها
وتُحلّها في أشرفِ الرُّتبِ
* * *
يا مهدَ أحلامي لئن شَرَدَتْ
قَدَمي، فروحي عنكَ لا تَغِبِ
ما زِلْتُ في مغناكَ أزْرَعُه
من مَرْتَعٍ خَصِبٍ إلى خَصِبِ
إن كان لي في العيش من أرَبٍ.
يُغري، فإنك منتَهى أربي
أهواك مُزْوَرّاً ومُبْتسِماً
وأراك في حُزْني وفي طَرَبي
أغفو ورسْمُك في مخيّلتي
وأفيقُ وهو يجولُ في هُدُبي
قالوا: التغرّبُ قلتُ كارثةٌ
ما الفرقُ بين رَدٍ ومغترِبِ؟ (1)
إيوانُ كِسْرى في مهابتِه
لا أرتضيه بكوخِكَ الخَرِبِ
هيَّأتُ نفسي للرجوع، فيا
ربَّاه لا تَكْسِرْ فؤاد أبي
آذار 1967
 
طباعة

تعليق

 القراءات :436  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.