دَعاه مُنادي الجهادِ فلبَّى |
ومَنْذَا يخيّبُ داعي الجهادْ؟ |
قضَى جَدَّه في غِمار الكِفَاحِ |
ومات أبوه فداءَ البلادْ |
فشَبّ في نَفْسه ثَوْرةٌ |
على الظُلْم تكمُنُ تحتَ الرَّمادْ. |
يزيدُ مداها تَمادي الدَّخيل |
ويُذْكي لَظاها انتشارُ الفسادْ |
* * * |
وعاشَ الفتَى في رعايةِ أمٍّ |
تَحَدَّثْ لعينيه كبيرَ العَنَاءْ |
تجوعُ لتدرَأ عنه الهَوانَ |
وتَشْقَى لتدفَعَ عنه الشَّقاءْ |
تَقيه العِثَارَ بأهدابها |
وتَخْشَى عليه هُبوبَ الهواءْ |
فكانَتْ عليه جَناح الرِّضا |
وكانَ لدَيْها مَناطَ الرَّجاءْ |
* * * |
ولمَّا دعاهُ النفيرُ أحسَّتْ |
كأنَّ الرِّداءَ عليها كَفَنْ |
ولكنها احتَبَستْ دَمْعَها |
مخافةَ يَسْري إليه الوَهَنْ |
وقالتْ - وقد لامَها اللائمونُ -. |
لِعَيْنَيْ بلادي يهونُ الثَّمنْ |
لقد حَقَّق اللـَّهُ أُمنيتي |
يموتُ وحيدي ويَحْيا الوَطَنْ |