شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
606- الحريّـة...
[استوحاها الشاعر من أحداث "روسيا" و"أوروبا الشرقية"، ومواقف "قُرُباتشوف"، وتفكّك "الاتحاد السوفياتي"، وإلغاء الأَحزاب الشيوعية، وتحطيم تماثيل "لينين" و"ستالين"]:
حَيِّها مَطلباً لكلّ البريَّهْ
فهي رمزُ القضيّةِ البشريَّهْ
حيّها؛ وفي "بَرْلين" لما تهاوى
حائط الظّلْم، وانتهى في عشيَّهْ
حيّ أبطالَ "الرِّين" لما استجابوا
لدواعي المبادئ الوطنيهْ
أقبلوا يصرخون: "برلين" لا شَرْقِيَّةٌ عندنا، ولا غربيَّهْ!
وهمو يهتفون من دون خَوفٍ
لا "شيوعيّةٌ" ولا "نازيّهْ"!
حَيِّها في "البُلْغارِ وَالشِّيك" لمَّا
أحرقوا اللَّيلَ بالشموع المضيّهْ؛
والنواقيسُ والمآذنُ تدْوي
في وقارِ الخلود والأَزليَّهْ
قد أفاقتْ من بعد "سبْعين عاماً"
تملؤ الأرض باللّحون الشجيّهْ.
* * *
أيّها الكافرون بالحُبّ والإِيمانِ؛ والسَّادرون في الهمجيَّهْ
هل تريدونَ بعد هذا دليلاً
أيُّها الكافرون بالحريَّهْ؟
قد زعمتم أن الديانات "إفيون" البرايا، وأصل كلّ بليّهْ!
ما الّذي قد كسبتموا أو جَنَيْتُم.
غَيرَ مَقْتِ الورى وربِّ البريّهْ! .
* * *
يا "سَتَالِينُ"؛ قم.. ترى اليومَ ما شيّدتَ بالأمسِ موضِعَ السُّخريَّهْ،
"أذْرِبيجانُ"، والشعوبُ الّتي كانت تعاني الخضوع، والتبعيَّهْ،
زأرتْ تطلب الخلاصَ من الأسر، وحُكْم العُصَابة "المركسيهْ"،
والنواقيس والصّوامعُ تُذْكي
في قلوب المشاعر الدينيَّهْ،
و"أوروبّا" التي قمعتَ و"شوّعت" أفاقتْ من صرعةِ الفوضويَّهْ!
ينشدون الفكاكَ من حِلْفِ "وارسو"
وأحابيل "اللجنةِ المركزيّهْ".
* * *
قُلْ لِمَنْ لا يزال في الشرق يهذي
بأباطيل الثورة "البلشفيّهْ":
ما أرادوا خلال "سبعين عاماً"
غيرَ قتلِ الحوافز البشريَّهْ،
أن نرى الناسَ كالدَّواب؛ بلا دِينٍ، ولا أسرةٍ ولا مِلْكِيَّهْ..
بذلوا في سبيل ذلك جهْداً
تتهاوى له الجبالُ العَتِيَّهْ،
حاربوا المؤمنين طرداً وقتلاً،
أغلقوا كلَّ معبدٍ و"بنيَّهْ"،
أحرقوا الكُتبَ، حرّفوا قَصَصَ التَّاريخ، سنّوا المعيشةَ القسريَّهْ!
يسلبون الآباءَ أطفالَهم كيْ
ينشأوا دُوْنَ إلْفَةٍ روحِيَّهْ!
لا حنان الأَبِ العطوفِ ولا الأمِّ، ولا وِدّ العشرةِ الأُسريَّهْ!
لا محاريب؛ لا معابد، لا أسماء حسنى، لا قيمةٌ خُلُقِيَّهْ!
ليْسَ إلاَّ "لينين" يُهْدونَه في المَسْي والصبح طيبات التحيَّهْ
ثم ماذا؟ من بعدِ "سَبْعينَ عاماً"
تتدجّى بالظّلْمِ والوحشيَّهْ
عرف الناس أنهم في ضلالٍ
وخبالٍ، وفي حياةٍ شقيَّهْ؛
* * *
سنرى "تركستان" عمّا قريب
دولةً مستقلّةً "حَنَفِيَّهْ"
ويدوّي الأَذانُ في أُفْقِ "طشْقَنْد" فتُصغي له الرّبوع القَصِيَّهْ
ويناجي محرابُ "يثرب" مِحْرابَ "بخارى" و"تِرمِذ" الحنبليَّهْ
إنما ينكرُ الديانةَ قومٌ
يجحدون المشاعرَ الفِطريّهْ!
* * *
قُلْ لِمَنْ لا يزال في الأرض يُحْيي
نَظريّات الفرقة "الدهريّهْ"
وأماني "لنين" في أن يكون الكفر بالله مبدأً وقضيَّهْ.
قد رأيتم ماذا جرى؛ هل فقهتُم
رأي "قُربَى" وما يُخَبّئُ طيَّهْ.؟
هل سمعتم ما قاله وهو فذٌّ
من أساطين دَوْلةٍ عِلميَّهْ؟
إنها صرخة الرجوع إلى الله، وسحق الإلحاد والوثنيَّهْ،
* * *
أيّها العبقري "قُربى" لعلّ الاسم يُوحي بنِسْبَةٍ "عَرَبيَّهْ"!
لأبٍ مسلم و"تركيَّةٌ" ترمزُ أيضاً لجدّةٍ "تركيَّهْ"
فأبِنْ لي ما اسمُ جدّكَ أكشِفْ
لك عن أصلكمْ، وسرِّ الهويَّهْ
فلماذا تدنو من "العُروةِ الوثْقى" وتمضي إلى الطَّريق السويَّهْ؟
"بلشفوكم" نعم! ولكنّ أسماء ذويكم ظلّت تُهَمْهِمُ حيَّهْ!
وأحاسيس فطرة قد غذَتْها
في خلاياكموا… دِماءٌ زكيَّهْ!
أترى " روسيا" وأنتَ ابنها الفذ ستصحو من صرعة "المركسيّهْ"
ثم لا ترتمي بأحضان غربٍ
أرهقته مفاسد المدنيَّهْ!
من نظامٍ للمال ليس رشيداً،
وقوانين تحرس الفوضويَّهْ!
يقتل المجرمُ الضحيّةَ جهراً
فيقاسي الحساب أهلُ الضحيَّهْ!
ولصوص الأخلاق في كل صقعٍ
ينشرون الفساد دون رويَّهْ!
أم ستأوي إلى رحاب كتاب الله، دين السلام والأُمميَّهْ؟
فاحذروا نزوةً لنازٍ جديدٍ
قد يُثير النوازعَ القوميَّهْ
وانشدوا العدل والمساواة والإِحسان للْخَلْقِ؛ وارحموا البشريَّهْ؛
واحكموا بالشورى كما أمراللّه، وعوذوا بالسنَّةِ النبويَّهْ؛
فزمان "الرعاةِ" ولَّى وأضحى
يتباهى الورى بحكم "الرعيَّهْ"
* * *
نحنُ من للإِسلام ندعو البرايا
وهو دين الإِخاء والحريَّهْ
لا ضِرارٌ فيه، ولا ضرّ "لا إكراهَ في الدين" لا.. ولا قيصريّهْ"!
ليس إسلام "يعفر"، أو"جُهَيْمان"، ولا أيّ دعوةٍ عنصريَّهْ
ليس إسلام من يبيح حماهُ
لذئاب الطّاغوت والجاهليَّهْ!
أَخْرَسُوا في المساجد الوعظَ لكنْ
أَنطَقُوا في الشوارع البندقيَّهْ،
بل لإِسْلاَم "جَعْفرٍ" و"عليٍّ"
و"ابْنِ عبد العزيز" خير "أميَّهْ"!
ودعاة الإِصلاح في كلّ عصرٍ
وبشتى المناهج العقليَّهْ،
من "قريشٍ" أو من "أروبّا" أو"الصين" وأصقاع القارةِ الهنديَّهْ
أو جبال "الإِيران" أو سفح "نجدٍ"
أو "مخاليف" الأَربُع "اليمنيَّهْ"،
لا نبالي عرقاً ولوناً ولا لهجةَ قولٍ، أو نحلَةٍ مذهبيَّهْ
إنْ دَعَوا للإِيمان، والعدل والتوحيدِ، والعيش في الورى بالسَّويَّهْ
بروملي: 1412هـ – 1991م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :488  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 636 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج