الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

603- مرهم الأحزان


	[ورأته زوجُه "أمةُ الله" يبكي، فانفعلَتْ مشفقة.. فأنشد بلهجة "الشعر الحُميني" الصنعاني] ⁽¹⁾:

إصْبرِي يا "مَةِ اللهْ"، وخَلَّيتني أنوحْ

عَادْمِعِيَّا شُوَيَّةْ دموعْ في عيوني ⁽²⁾

والدموعْ قد خَلَقَها اللهْ مراهم للجروحْ

فاعْذِريني؛ وخَلّيني أدَاوي جفوني

وأَنَا مثلَما تِدْرَيْ مِكَابِرْ لا أبوحْ

بالَّذي في فؤاديْ ولَوْ يذبحوني ⁽³⁾

عَنْكِ أوْ عن دمُوعي أَينْ؛ أشجاني تروحْ

من يلاشي همومي أو يؤاسي غُضُوني ⁽⁴⁾

قد عجِِيتْ المحبَّهْ لِشْ رضيعْ قبل الفقوحْ

وعَلَيْها تِربَّتْ أحاسيسي وشَبَّتْ ظنوني ⁽⁵⁾

وأنا اليوم في "الستّين" وفي المهجِهْ قُروحْ

وأنْتِ والدمع في دنياي مرهمْ شجوني ⁽⁶⁾

[1]	انظر الشعر الحميني وقصته في كتاب صاحب الديوان "تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي" السفر الرابع، صفحة 135- 158.
[2]	"مَةِ الله" باللهجة الصنعانية تعني: أمَة الله، و"خَلَّيْني": أي دعيني، و"عادْمِعِيا" أي: لا أزال أملك، و"شُويَّه": أي "بقيَّة" أو قليل.
[3]	تِدْريْ: تعلمين، و"مِكابر": معاند.
[4]	الغَضَنُ: جمع غضون: العناء والتعب.
[5]	عِجِيت: أي رضعت. ولِشْ: صنعانية: أي لَكِ و"الفقوح": عندما يفتح الصغير عينيه. وفقح النبات: أزهى وأزهر.
[6]	راجع قصيدة "بحر الدموع" المجلد الثاني.