شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
854- الحاج أمين الحسيني
[أخي رئيس التحرير الأستاذ عرفان نظام الدين، أرسلتها دعوةً مفتوحة لتكريم القادة التاريخيين فاهتزت المشاعر وهاجتِ الذكرى، فقلتُ]:
لبَّيكَ يا "عرفان" بالحسراتِ،
والوجد والآلام والعبراتِ،
وبكلِّ ما أبقَتْ لي الأيّامُ من
حُرَقٍ، وأحزانٍ، ومن آهاتِ،
نبكي بها أبطالَ أمَّتِنا الَّتي
أضحتْ ضَحيةَ ذلَّةٍ وشتاتِ؛
تنتاشها الآفات من ظلم، ومن
جهلٍ، ومن بدَعٍ، ومن نكباتِ؛
نرثي بها من جاهدوا من أجلها
بشجاعةٍ، وبصيرة، وأَناةِ..
"سعداً"، و"شكري"، و"الفُضَيل"، و"هاشماً"،
و"شكيب"، والعَزّام" و"السَّاعاتي" (1)
أمَّا "الأمينُ" فلو نفثتُ حشاشتي
شعراً؛ وذاب الروحُ في أبياتي (2)
وظَلَلْتُ باقي العُمرِ في تأبينه
أبكيه بالعبرات والكلماتِ،
هيهات أو في بعض ما أدَّاه للأوطان، والإِسلام من خدماتِ!
* * *
قد كان قمَّة مبدأٍ إن زُحْزِحَتْ
شمُّ الجبال تشامختْ بثباتِ؛
ومعَين علم؛ بل ونور هدايةٍ،
وحسام رأي؛ بل وركنُ عُفاةِ
للقدس أخلص حبَّه وجهادَه؛
بالمالِ لم يبخلْ، ولا بحياةِ!
ولقد تآمَرتِ البريَّةُ ضدَّه
من حُسَّدٍ لكمالِهِ، وعداةِ!
وتألَّب الرهبان والأحبار، بل
والموجفون بكاذبِ الصلواتِ!
كلٌّ يبثُّ شباكه ليصيدَهُ
ويوزِّع الألغامَ في الطرقاتِ؛
لكنَّه قد كان أبرع فطنَةً؛
صلْب الإِرادةِ، صادق العزماتِ
* * *
قالوا: أتى "برلين" ينصر "هتلراً"
"فاشي" الهوى، مستعرم "النزواتِ"!
عجباً "أمفتي" المسلمين بقدسهم
نَجْلُ "الحُسَيني" أكرم الساداتِ..
يرضى "بنزوة" ملحدٍ؟ ويميِّزُ الأجناسَ.. دون أمانةٍ وحصاةِ؟
ويقول: ذا "آري"؛ وذا "سامي"، وذا
"عربي"، وذا مستقطر اللَّعناتِ؟؟
كذبوا؛ فقد خاف "الأمين" من التَّوى
والذلِّ، والأحقاد والنَّقماتِ؛
لو أنَّهم ظفروا به خمدتْ أماني دعوة من أشرف الدعواتِ
أن يُتركَ الإِسلام حرّاً في رُبَى "القدس" الشريف مطهَّر العرصاتِ
ويُعايِش السُّكان ممَّن نُشِّئوا
في القدس بالإِحسان والبركاتِ!
يتعانقُ "القرآن" في ودٍّ وهَيْمَنةٍ؛ مع "الإِنجيل" و"التوراةِ"!
الكلُّ أصحابٌ، وإن شطحت بهم
آراء دينٍ، أو لُغى لهجاتِ!
فالقدس دَارٌ للأُلى ولدوا بها
من مؤمن أو جاحدٍ، أو عاتي؛
ليست لمن "ولدوا "بموسكو" أو أتوا
من "كِيف" أو "برلين" أو "هاياتي"!
* * *
ناديتَ "يا عرفان" كلُّ مفكِّرٍ..
أو ذَا لِسانٍ صادق النبراتِ،
تكريم قادة "يعرب" وحماتها
أكْرِمْ بهمْ من قادةٍ، وحُماةِ..
تكريم من لِغباوةٍ أو غفلةٍ،
أو عَن جهالة سادرين سُبَاتِ
لم نرعَ حرمة عهدهم وهي الَّتي
عند الورى من أقدس الحرماتِ
فطواهم النسيان لا يشدو بهم
صوت بغير تحذلقٍ وشماتِ
من ملحدٍ أكل الضلال ضميره
فحياته للإِفك والشهواتِ
أو مارقٍ عن نهج "عيسى" وهو نهج الحبِّ والإِحسان والرحماتِ،
أو من غبيٍّ باع أخراه بما
يلهو به من متعةٍ وفتاتِ،
أو من حقودٍ كان بين جدوده
والسيِّد "المفتي" ضغون تِراةِ!
وضربتَ بالمفتي لنا مثلاً وقد
كان "الأمين" موفَّق الخطواتِ
فاهتزَّ وجداني، وسالت عبرتي
حزناً.. فخذها أول النفثاتِ
بروملي: 4 جمادى الآخرة 1407هـ
2 يناير 1987م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 614 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.