شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ الكاتب والأديب أحمد عايل فقيهي ))
السلام عليكم ورحمة الله.. الشكر طبعاً موصول بالشيخ عبد المقصود خوجه على احتفائه واحتفاله بالمبدعين والمثقفين والعلماء، في الحديث عن عبده خال ينبغي الحديث عنه لا بوصفه زميلاً وصديقاً ومبدعاً في آن، ولا بصفته هذا الآتي من نفسه إلى الآخرين لكن بحرفه وبحرقته معاً، بحرفه الذي احترف تعب الكتابة من حيث هي لا من حيث تكون، وبحرقته التي استلَّها من هموم الناس وضَجَرِ البيوت وضجيج الأزقة وصخب الشوارع، ومن التاريخ المسكوت عنه والمغيَّب أيضاً.
عبده خال ذهب إلى الكتابة باكراً كَبُر في الإبداع فيما قفز كما يقول من طفولته إلى عتبات الكهولة دون أن يشعر بلذة الحياة، لقد سرقه الحرمان في واقعٍ أنت فيه إما أن تكون أو لا تكون به وتلك هي المسألة، بين واقع يبحث عن واقع آخر عبر كتابة ممهورة بالوعي الحقيقي والتي تحاول أن تصنع هذا الواقع وتحوله إلى حلم، بدءاً من الإنسان وانتهاء بالأرض، كثيرون هم أولئك الذين عاشوا الواقع وعايشوه، بالرغم من ضيق مساحة الأمر وارتهنوا في إبداعهم على قراءة المكتوب والمرئي، لكن قلة هم أولئك الذين قاموا بقراءة المرئي والمعاش ومنهم عبده خال، أهميته تكون في راهنينتهم وفي وعيه الحاد والجاد معاً بكل ما فيها من تحولات وانكسارات على السواء يسعى ويريد الكائن أرقى وأرقَّ مما هو سائد أيضاً، وفي قصصه.. وفي رواياته ثَمة حلم يتوق إلى بناء عالم يأتي من حيث هو لا من حيث يأتي التغيير، التغيير عنده حالة وعي دائماً، لا بالمعنى الراديكالي الجذري، إنها الحالة الأكثر ذهاباً إلى الإنسان، أحياناً وفي مجمل الأحيان بل في مجمل الأحيان وفي بلادنا تحديداً يطغى الاسم على قيمة الإبداع، يصبح الاسم هو خطاب السلطة على ذاكرة القارئ لا الإبداع، وثمة أسماء كثيرة وكبيرة عندما تزيلها عن الكتابة لا ترى شيئاً، لا يبقى ما يحويه للمسألة الإبداعية والفكرية البتة، إنه طغيان الاسم لا سلطة الكتابة.
وفي عالم الرواية تحديداً يكاد يكون عبده خال في جيله الوحيد الذي كتب الرواية بالمفهوم الحقيقي للرواية، فيما ذهب آخرون إلى كتابة السيرة الذاتية للرواية، الرواية هي الأزمنة، والأمكنة، والناس، والتاريخ، وهي التفاصيل في أبهى تجلياتها وتعاستها وعتمتها أيضاً، عبده خال من القلة الذين لا تُشكِّل أسماؤهم سلطة على ما يكتبون، إنه يؤمن بما ينبغي أن يكون وبما يرى، يؤمن فقط أن المعرفة هي السلطة وحدها، واللافت أن عبده خال فيما هو مشدود للكتابة، هو على الدوام مغسول بالكآبة أيضاً شخصاً ونصاً، وبين ركام أحزانه ومتاعبه ومكابداته وجسارته في مواجهة جيوش الظلام والخوف والقمع والتخلف هو يقف بقامته السمراء النحيلة ليُعلن وجوده في الحياة، ووجوديته في الكتابة والإبداع.
أخيراً إننا نختلف أنا وعبده في مفاصل كثيرة، في الفكر، وفي الرؤية، لكن فيما نحن نختلف نظل أكثر ائتلافاً وأكثر اقتراباً من ذواتنا ومن ذوات الآخرين، إن مسافة الائتلاف أكثر اتساعاً من مساحة الاختلاف معه، بدون اختلاف الذي لا يؤدي بالضرورة إلى خلاف، والكلمة الجميلة هي فقط التي سوف تبقى وما يبقى هو وهج الذاكرة، وشكراً.
عريف الحفل: أيها السادة اثنينيتكم ترجو مرة أخرى ممن يريد المشاركة بكلمة في تكريم فارسٍ من فرسان الاثنينية التنسيق مع إدارة الاثنينية منذ وقتٍ مبكر حتى ينتظم برنامج الاثنينية ووقتها المحدد، الكل يتطلع لكي يستمع إلى الخال عبده أو عبده الخال.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذه حلوة الخال عبده خال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :684  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج