شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عالي سرحان القرشي ))
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شكراً لراعي الاثنينية، وشكراً لإبداع عبده خال الذي جمعنا هذا المساء، على الرغم من أن لديَّ ارتباطاً مهمًّا وهو ندوة ومنتدى عكاظ يعقد في هذه اللحظة، إلا أنني حين علمت بهذه الاثنينية وبالدعوة إليها لم أقدر إلاَّ أن أُقدر الدعوة، ولم أقدر إلا أن أشارك الفرحة بهذا الإبداعي والروائي، الذي أذكر أنه عندما كتب رواية "الموت يمر من هنا" أشرت في مقال صحفي عابر إلى أن هذا العمل في تلك الفترة يستحق التكريم من مؤسساتنا الثقافية، والحمد لله حصل ذلك في الداخل وفي الخارج بفعل هذا القلم النابض الحيّ.
عبده خال ولعلَّكم تستغربون هذا الكلام عندما أقول إنه حي، واعٍ نشط مكافح، يحمل في قلمه وعبر طاقاته الإبداعية الموت والجهل والبطالة والجوع في حالٍ من وعي الحياة لبراثن الموت ووعي النشاط والكفاح بغائلة الاستسلام والذل والخنوع، إذا كان لقارئٍ لبعض أعمال عبده خال يتكلم هذا المساء الذي يكرَّم فيه هذا البطل الذي واجه رعنات الموت ولعنات المتسلطين وجبروت الأقوياء وقساوة مفارقات الحياة فإنه لا يدري أين يكون، هل يكون بعيداً عن نظرة عابرة فوق التكريم؟ هل يكون بمنجاة من ذلك الاستبطان الذي يقرأ علائق الحياة عبر شبكة حكاياتها المتصلة الحلقات؟ هل يكون زاداً لذلك القلم الذي يقشر صاحبه التفاحة وهو الذي حمل حكاية ذلك الإنسان الذي يبحث عن فتات قشر التفاح ليتقوَّتَ به؟ هل أقرأ هذا التكريم في ظلال المفارقة بين حيوات قلم عبده خال وبين ما نحن فيه من توقير وسخاءٍ وبذل وزاد شهي؟ سأتجاوز هذه الأسئلة لأقفز إلى وعي المكرِّم بما قام به قلم هذا المبدع من تفجير لسكون الصمت وحمى القلق ونظر الوعي، لقد كانت حيوات وحكايات هذا القلم وحكاياته من العالم المهمَّش المسحوق، وكان يضيء كل مواجهة لهذا الغيظ والطحن والتمزق، ومن هنا نقدِّر هذا التكريم لأنه يضيء هذه الإضاءة، ويسبر هذا الغور السحيق مما يشعرك أن خلف هذا المظهر صورة حافلة بالوعي المنصهر مع هذا العالم المسحوق وشعوراً بمعاناته وألمه.
يأتينا عبده خال هذا المساء مسكوناً بحكايات وحيوات عوالم أسكنها القلق والضجر، ودفنها في غياهب القبور والظلام ولازمت بعضها العوز ونكبات العاهة والعجز، وأدخلها كآبة الأسى ومدامع الحزن، وفتح لنا بها بوابات من نكبات القهر والجبروت وسوء الحظ، فكيف لنا بمداخلة تلك العوالم، يبدو لي أن محاولة الوقوف على معالم في طريقة مداخلة هذا القلم لهذه العوالم ونسجه لها ستكون من أبواب الوقوف على منجز هذا الرجل. يقول عبده خال لمحاوريه ومحبيه منبهاً إلى أن السرد هو عالم الكذب، الذي يهتك الأستار ويقول ما لا يجب أن يُقال، وهنا تغدو المسألة دقيقة. هذا قول عبده خال، أن تكذب لتقول الحقيقة، ولمّا كان هذا السرد متخلِّقاً للكتابة التي نسجت كل هذا فمن الصحيح أن نقول إن هذه الكتابة هتكت الأستار وقالت ما لا ينبغي أن يقال وأن هذه الكتابة فعلت فعلها لتقول الحقيقة، فما هو طريق الكتابة في نسج هذه الحقائق الموجعة؟ (لا أدري لعلَّ الوقت يتسع لي)..
الشيخ عبد المقصود خوجه: دقيقة واحدة تفضل يا سيدي.
الدكتور عالي القرشي: حقيقةً سأتجاوز ما كنت فيه لأقول إن عبده خال إذا كان في كثير من السرديات والروائيات إنه السارد والراوي يكتب حدثاً قد تمَّ تصوره، فإن الأحداث لدى عبده خال تتخلَّق وتتكوَّن من داخل الكتابة، الكتابة نفسها هي التي تكوِّن وتسوق هذا الحدث، لذلك ممكن أن نسمي الرواية عند عبده خال بأن نسميها "الرواية الكاتبة" أي الرواية التي تكتبُ الحدث وتُنشئ الشخصيات.
أمر ثانٍ أشير إليه في سرديات عبده خال، أنَّ سرديّات عبده خال جميع العوالم فيها تتشكَّل بتشكل النظرة، فقد تجد الحزن في الشجرة، تجد الحزن في الحقول، تجد الاحتجاج في سحابة السماء، تجد الاحتجاج في السير في أصوات الناس، ولذلك تجد كل الجو ينهمك وينسجم مع هذا الذي أراده عبده خال لهذه الطاقة التي يستنبتها حول هذا الحدث. وشكراً لكم.
عريف الحفل: أيها السادة، الكلمة الآن لسعادة الدكتور حمود أبو طالب نائب مدير عام الشؤون الصحية بمحافظة جدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :840  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.