شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العلوم الشرعيّة وملامح عن التّعليم في المدينة المنوّرة ..
يذكر الدكتور عبدالرحمن الشامخ نقلاً عن الشيخ الراوية المرحوم جعفر بن إبراهيم فقيه، وعن الأستاذ والرائد المعروف السيّد عثمان حافظ بأنّه من مطلع القرن الرابع عشر الهجري كان يوجد بالمدينة المنوّرة ما يقرب من اثنتي عشرة مدرسة، إضافة إلى عدد كبير من الكتاتيب. وإذا كانت المدرسة الرشدية والمحمودية من أشهر مدارسها فإنّني أروي عن واحد من أشهر المعمّرين والأدباء المدنيين وهو الشاعر المرحوم السيّد علي بن حسين عامر أنّه كان يوجد في المدينة في أواخر العهد العثماني أكثر من مدرسة تحمل اسم (الرشديّة)، واحدة منها تقوم في حي العنبرية وهو المدخل القديم للمدينة المنوّرة والذي أقيمت فيه في ما بعد في العصر السعودي مدرسة طيبة الثانوية والتي أسست بداية في عام 1362هـ بحي السنبلية والذي كان يقوم خارج حي باب المجيدي، والسنبلية في الأصل بستان تعود ملكيته للأسرة المعروفة آل سنبل، ومن أشهر رجالاتها الشيخ طاهر سنبل. وقد أدركت في مطلع حياتي بالمدينة المنوّرة هذا الحي ومعالمه القديمة. وقبل دخول المدينة في الحكم السعودي شهدت المدينة حدثًا تعليميًّا هامًّا وهو إنشاء مدرسة العلوم الشرعيّة؛ والتي أسّسها الشيخ أحمد الفيض آبادي (1293-1358هـ)، وكان تأسيسها كما يذكر الدكتور محمّد العيد الخطراوي سنة 1340هـ؛ إلا أنّ الأستاذ والمؤرّخ ناجي حسن عبدالقادر الأنصاري يذكر أنّ فكرة إنشاء المدرسة راودت السيّد أحمد منذ قدومه إلى المدينة المنوّرة مع والده سنة 1316هـ، وأنّ بعضًا من شخصيات شبه القارة الهندية قد ساهم بماله في إنشاء المدرسة مع المؤسّس الأوّل لها، وأنّ أهداف المدرسة كانت تنحصر في خدمة العلم في مختلف فروعه، وتعليم بعض الحرف الخفيفة، وتخريج جيل من أبناء المدينة المنوّرة قادر على مواجهة الحياة بما يفيده في آخرته ودنياه، ولذلك جعل في مقدمة المواد الدراسيّة القرآن الكريم وعلومه، ثمّ علوم السنّة المطهرة، ثمّ علوم اللّغة العربية، ثمّ الهندسة والحساب، ثمّ أنشئ إلى جانب هذا فرع مختصّ بتعليم الحرف والصّناعات الخفيفة.
وكانت الدّراسة في المدرسة تنقسم إلى مراحل عدة منها: الشّعبة التأسيسيّة، ومدّة الدراسة فيها سنة واحدة، وتشتمل على ثلاثة صفوف. وشعبة القرآن الكريم الابتدائية ومدّة الدراسة فيها ست سنوات، وهناك شعبة العلوم العربية العالية وتحتوي على أربعة صفوف، ومدّة الدراسة فيها لكلّ صفّ سنة واحدة.
ويشير الأستاذ الدكتور محمّد الخطراوي إلى المواد العلميّة التي كانت تدرّس في كلّ شعبة وكلّ فصل من فصول هذه الشُّعَب التي تندرج جميعها في البناء الكلّي والمعرفي لهذه المدرسة الرائدة.
ويلاحظ في منهج شعبة العلوم العربيّة العالية الاهتمام بتدريس الكتب الأوّلية والأساسيّة في علوم اللّغة والصَّرف؛ إضافة إلى دراسة الفقه اعتمادًا على المذاهب الشرعيّة المعتمدة. ففي الصفّ الأوّل مثلاً يدرس الطالب (كنز الدقائق) في الفقه الحنفي، و(أقرب المسالك) في الفقه المالكي، و(شرح العمدة) أو (المقنع) في الفقه الحنبلي، و(متن تنقيح الفصول للمالكية)، و(شرح نظام الورقات للشافعية)، وفي الصفّ الثّاني يدرس الطّالب شرح أقرب المسالك في الفقه المالكي، وشرح الإقناع في الفقه الحنبلي وشرح الأسنوي على منهج البيضاوي في أصول الفقه للشافعية، والروضة للشيخ ابن قدامة في أصول الفقه للحنابلة.
ونكتفي بهذا القدر من ذكر المواد الدينيّة التي كانت تدرّس للطّلاب الذين أصبح بعضهم في ما بعد أساتذة وقضاة وأئمّة، وإن دراستهم للفقه على المذاهب المعتمدة جعل منهم شخصيّات علمية تتّسم بسعة الأفق، والبعد عن الأحادية الفكرية التي طبعت في ما بعد بعض طلاب العلم فأضحوا لا يتورّعون عن تسفيه بعض علماء الأمة، والذين ينتمي بعضهم إلى خير القرون بعد قرن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضي الله عنهم وقد قرأت أخيرًا لأحدهم مقالة يقارن فيها وبصورة غريبة وشاذّة بين تعلّم الفقه على المذاهب الأربعة وما دعاه -هداه الله- بفكر القبوريّة والوثنيّة، وهذا شيء لا يقع فيه صغار طلاب العلم فكيف بمن يقدمون أنفسهم على أنّهم (دعاة) وكُتّاب موعظة ونصيحة؟ والأولى بهم أن يتوبوا إلى الله ولا يوقعوا الأمة في المهالك بسبب رميهم علماء الأمّة وهداتها في عقائدهم وكأنّهم وحدهم الموحّدون وما سواهم من أهل البدعة، والضلال، أو كأنّ الأمّة كلها حسب أهوائهم في غيّ وزيغ، وهم وحدهم الطّائفة النّاجية والتي تدخل الجنّة بغير حساب.. أما مشربنا فإنّنا لا نكفّر أحدًا من أهل القبلة ونحسن الظنّ في عقائد الآخرين.
ويورد الدكتور الخطراوي -جزاه الله خيرًا- كشفًا بأسماء المدرّسين في هذه المؤسّسة العلميّة الرّائدة وتحديدًا في سنة 1358هـ فنجد بينهم الشيخ عبدالله بن جاسر، والشيخ صالح الزغيبي إمام المسجد النبوي الشريف سابقًا، وفضيلة الشيخ أحمد البساطي، وفضيلة الشيخ عمر بري، والشيخ عمار عبدالله مغربي، والشيخ عبدالقدوس الأنصاري، والشيخ محمّد الحافظ موسى، والشيخ أسعد الحسيني، والشيخ عبدالله الخربوش، والشيخ أحمد التونسي، والشيخ محمّد ولّي الدين سليمان، والشيخ عبدالرحمن صالح السنّاري، والشيخ بكر آدم، والشيّخ أحمد مختار الشنقيطي، والشيخ أحمد رضا حوحو، والشيخ الأمين الأزمرلي وسواهم.
وقد تخرّج في مدرسة العلوم الشرعيّة عدد من الشخصيّات التي شغلت الوظائف القيادية في المملكة فمنهم القضاة، وكُتّاب العدل، وأئمّة المسجد النّبوي الشريف، وقيادات أخرى عسكريّة وإداريّة ومنهم من تقلّد منصب الوزارة، إلى غير ذلك من المناصب، وقد أهّلت هذه المدرسة أبناء بلد الهجرة والإيمان والتوحيد ليكونوا مواطنين صالحين، يخدمون بلادهم وأمتهم في سماحة ووسطيّة واعتدال.
ومن ثمرة هذه المدرسة أصحاب الفضيلة المشايخ: محمّد بن علي الحركان (1333 - 1403هـ) أمين رابطة العالم الإسلامي سابقًا، والشيخ عبدالقدوس الأنصاري، والشيخ محمّد الحافظ موسى، ومعالي الأستاذ محمّد عمر توفيق، والشيخ هاشم محمّد شقرون، والسيّد حبيب بن محمود بن أحمد الذي قاد مسيرة المدرسة بعد وفاة عمّه المؤسّس السيّد أحمد الفيض آبادي، والشيخ محمّد بن عبدالحي أبوخضير، والشيخ ياسين إدريس هاشم، والشيخ حمزة عبدالله الجهني، والشيخ محمّد عبدالرحمن أبوعزة، والشيخ عبدالقادر البكري، والشيخ محمّد بن علي العبودي، والشيخ عبدالمجيد حسن الجبرتي، والشيخ محمّد عبدالقادر ملا، والشيخ حسن عبدالقادر ملا، والشيخ محمّد بن أحمد التكينة، والشيخ قاري إسماعيل، والشيخ محمّد التهامي بن وداعة، والشيخ عبدالمحسن بن حمدان جيار، والأساتذة والأدباء حسن بن كامل خُجا، وعبدالرحمن عثمان، ودرويش مصطفى ديولي، وماجد أسعد الحسيني، ومحمّد الرّبيع، وابنه الأستاذ والمربّي عبدالعزيز الرّبيع، والمربّي أحمد بشناق، والأستاذ حسين كاتب، والأستاذ أحمد رضا حوحو، والأستاذ عبدالفتّاح أبومدين، والأستاذ علي حسّون، والأستاذ أمين عبدالله القرنقوري، والأستاذ محمّد هاشم رشيد، والدكتور محمّد علي إبراهيم تشادي، والأستاذ المربّي حمزة قاسم، والأستاذ الراوية إبراهيم عمر غلام، والدكتور عدنان جلون والأستاذ حسين علي حسين وسواهم من شخصيّات العلم والفكر والأدب.
ذكريات خاصة عن مدرسة العلوم الشرعية:
بداية أدعو لوالدي بالرحمة والمغفرة الذي فكّر بما رزقه الله من نور البصيرة وثاقب الفكر فأدخلني وإخوتي -رعاهم الله- هذه المدرسة الرائدة، فبعد أن قرأت القرآن على النّهج الذي كان يسير عليه أهل البلدة الطاهرة في رعاية أبنائهم، وذلك في كُتَّاب الشيخ محمّد الحلبي رحمه الله، والذي كان يقوم في نهاية سوق القفاصة على مدخل حي الساحة من جهة المناخة ملاصقًا لمسجد سيّدنا مالك بن سنان والد الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. بعد الاحتفاء بـ(فك الحرف) كما يقولون على نور آيات الله المحكمات، دفع بي الوالد رحمه الله إلى مدرسة العلوم الشرعية، وكانت تطلّ في مبناها الجديد آنذاك على باب الملك عبدالعزيز، وبساحتها دار كبيرة تعود لأحد شخصيات المدينة المعروفة السيد حمزة الرفاعي والد السادة منصور وأحمد وكاظم وأبوالصفا ومحمّد وإبراهيم الرفاعي، وهي أسرة معروفة في البلدة الطاهرة.
كان دخولي المدرسة هو ما بين عامي 1378هـ-1379هـ وأدركت فيها ثلّة مباركة من الأساتذة؛ والذين كانوا على قدر كبير من المعرفة والخلق والسلوك المستقيم، وأتذكّر منهم الأساتذة: رجب أبوهلال، وحمزة حوحو، وعبدالرحمن وأحمد عثمان، وعمران الحسيني، وبكر آدم، وعاشور الشهراوي، وحسين عفيفي، وعمر عينوسة، وأستاذ للمراحل الأولى اسمه الأستاذ الحافظ؛ وهو شخص آخر غير الشيخ والقاضي المعروف محمّد الحافظ موسى، ومراقب المدرسة كان رجلاً حازمًا وهو المرحوم سليمان سمان، وكان مدير المدرسة هو السيّد حبيب محمود أحمد، ويقوم بالعمل نيابة عنه الأستاذ بكر آدم، والذي وجّهنا في مطلع العمر لقراءة الأدب. ولعلّ الأستاذ علي محمّد حسون والذي سبقني للدراسة هناك يسجّل شهادته حول المدرسة ومؤسّسها، والرّجل الذي خلفه في إدارة المدرسة، أعني السيد حبيب محمود أحمد، واحد من أشهر الشخصيّات التي عرفتها المدينة في عصرها الحالي، ويعتبر (شاهد العصر)، وإنّني لأدعو في هذه المناسبة محبّي أبي أحمد والذين عرفوه أن يدونوا شهاداتهم عنه، وإذا ما كنّا قصرنا في حقّ الرّجل وهو على قيد الحياة فإنّ الواجب الإنساني يفرض علينا أن ننصفه وننصف رجالاً آخرين خدموا العلم في المدينة من أمثال: عمر عادل، ومحمّد الثاني، وأحمد بشناق، وعبدالحميد السناري، ومحمّد حميدة، وصالح الأخميمي، وعبدالرحمن الأفريقي، وعمر جاد فلاته، ومحمّد المختار الشنقيطي، وحسن الشاعر، وجعفر فقيه، ومحمّد سعيد دفتردار، وعبدالرحمن عثمان، وأمين الطرابلسي، وعلي علوي، وسيف بن سعيد، وعبدالكريم السناري، والسيد أحمد صقر، وعبدالله سلامة الجهني، وعبدالله الحربوش، وأحمد ياسين الخياري، وأحمد عبدالجواد، وحامد عبدالحفيظ، ومحمّد علي خيمي والد أستاذنا محمود خيمي، وولي الدين سليمان، وعمر الحيدري، وعبدالعزيز الربيع، وعبدالرحمن أبوالعلا، وحسين الجوادي، وعبدالباري الشاوي، وعبدالرحمن محمّد الإدريسي، والسيد أحمد السنوسي والد صديقنا السفير أسامة السنوسي، ومحمّد الوكيل، وحسين عويضة، وسامي جعفر فقيه، وسالم داغستاني، وعبدالستار بخاري، وعبدالرحيم أبوبكر أمين مرشد، ومحمّد إدريس الطيب، وصالح القين، ومحمود عبدالسلام، ومحمّد صديق الميمني، وعبدالعزيز هاشم، ومحمّد راشد شريف، وعبيدالله كردي، ومحمّد بن وصل الأحمدي، وعباس صقر، ومحمّد النجار، ومحمّد منصور عمر، ومحمّد سعيد أبوسيف، ومحمود قمقمجي.
وإنني في خريف العمر وقد وهن جسد، وكسا الشيب رأسًا، وتبدّلت قسمات وجهٍ كان بالأمس نضرًا ومشرقًا، فإنني مدين لرجال في طيبة الطيبة تعلّمت منهم الكثير في مقدّمتهم والدي الرّوحي جعفر بن إبراهيم فقيه ـ رحمه الله ـ والأديب الزّاهد والورع الأستاذ عبدالله سلامة الجهني، وأستاذي محمّد حميدة الذي فتح أمامي أبواب مكتبته في حي (ذروان) ولأخي الأكبر والأكرم معالي الدكتور غازي بن عبيد مدني، وأساتذتي الكرام الذين تخرّجت على أيديهم أجيال وطلاب معرفة ومنهم: عبدالله خطيري، ومحمّد سعيد حلابة، وناجي حسن الأنصاري، ومحمود خيمي، ومحمّد المطهر، وعيد بن سالم الردادي، وحمزة سيسي، ومحمّد الخطراوي، ومحمّد الرويثي، وحسين الخطيب، وعبيد كردي، وعبدالله حمزة، وعبدالله دبور، ومحمّد مصطفى سالم، وحمدان الجهني، ومحمّد حسوبة، وأمين عثمان، وعبدالرحمن عامودي، وجميل عبدالله، وحسن حوادي، وعمر حسن فلاته، وخليل مسعودي، وعبدالله المطوع، والشريف محمّد التبر.
في العلوم الشرعيّة درست عند رجب أبوهلال، وكنت لا أفارق حلقته في الحرم النبوي الشريف عصرًا، والذين درسوا في العلوم الشرعيّة يتميّزون بسعة علم من أشرفوا على تدريسهم وبالخط الجميل عندما يكتبون وقليلاً ما يخطئون في إملاء ونحو، ويحفظون الشّعر ويجيدون فنّ الخطابة، أمّا جدول الضّرب الذي حفظته قبل حوالي أربعين عامًا وأكثر على يد أستاذنا عمر عينوسة والذي كان من أبرز مؤذّني مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن الأساتذة الذين يهابهم ويحترمهم طلابهم في العلوم الشرعيّة، هذا الجدول لا زلت أردّده على مسمع أبنائي الذين يصعب عليهم في عصر الإنترنت حفظه، وذلك عصر انقضى، جيل اليوم يشكو من ضعف في علوم اللّغة والآلة؛ فكيف نطالبه بأن يجيد لغة شكسبير وجيفري تشوسر، وديكنز. ولو سمعوا هيوجيتسكل وهو يرفع صوته ـ مجيدًا ومؤثّرًا ـ في بلاك بوول وسكاربة الإنجليزيتين بلغة كميبردج وأُكسفورد وكان العمالي الذي يعجب بفصاحته أصحاب (الياقات) الزرقاء، من فئة المحافظين، ولكن السياسة قتلته وهو في مطلع العمر، لعرف أبناء اليوم بأننا ننتمي إلى ذلك الجيل الذي سمع على الأقل أو أصغى لفصاحة وبلاغة اللغتين ولربما أجاد شيئًا من هذه وتلك، وحاول أن يقدم شيئًا ولو كان يسيرًا، وحسبنا أنّنا اجتهدنا ولا يلام المرء بعد الاجتهاد
 
مراجع الدراسة مرتبة اعتمادًا على أهميتها:
- مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنوّرة والموقع التاريخي الرائد للدكتور محمّد العيد الخطراوي، مكتبة دار التراث، ط1، 1411هـ/ 1990م.
- التعليم في المدينة المنوّرة من العام الهجري الأول إلى 1412هـ ناجي محمّد حسن عبدالقادر الأنصاري، ط1، 1414هـ / 1993م.
- التعليم في مكة والمدينة آخر العهد العثماني ـ د. محمّد عبدالرحمن الشامخ ط3، 1405هـ /1985م.
 
 
طباعة
 القراءات :346  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج