شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طريق الحجاج
وكان طريق الحجاج قد انتقل في أواخر عهد الأيوبيين من القصير وعيذاب إلى طريق العقبة (1) كما أسلفنا ذلك ثم ما لبث أن أخذ هذا الطريق أهميته في عام 660 حيث سير الظاهر بيبرس البندقداري قافلة الحجاج منه وأرسل معها كسوة الكعبة ومفتاحها الذي صنعه لها.
ثم عني الشراكسة بتنظيم السير في هذا الطريق عما كان في عهد الأيوبيين وأول من نظم شؤون السير هو أحد الأمراء المصريين واسمه جمال الدين فقد سافر والده أميراً للمحمل في عام 809 فعني الولد بترتيب القافلة عند وصولها إلى عجرة (2) -وهي محطة قبيل السويس- فأمر بكتابة أكابر الحجاج ورتب سيرهم في مكان معين من القافلة بعد أن ضبط طليعة القافلة وساقها بجماعة من العسكر وجعل الأموال تتوسطها (3) .
والطريق بين السويس والعقبة شاق جداً تسوخ في رماله الناعمة الجمال ويتيه في بيدائه المسافرون فلا يهتدون إلاّ بأنصاب من الحجر بنيت على الطريق لهدي المسافرين. وكان الحجاج يعانون فيه من قلة الماء ما يعانون وكانت المسافة بين السويس والعقبة زهاء 300 كيلو تقطعها قافلة المحمل وهي أسرع القوافل سيراً في أكثر من عشرة أيام.
وتصعد القوافل في العقبة وتنيخ في مدينتها للراحة فقد كانت محطة من محطات الحج المصري في هذا العهد الذي ندرسه وكانت مصر تحشد من جنودها في قلعتها ما يكفي لتأمين طريق الحجاج.
وكانت العقبة إلى ذلك ملتقى الحج السوري (4) بالمصري فقد كانت قوافل السوريين تصل إليها من غزة فتلتقي بقوافل المصريين ثم ينحدرون إلى قرية أبلة وهي المدينة القديمة التي اندثرت وقامت العقبة على أنقاضها.
وتنتقل قوافل الحجاج بعد ذلك إلى مدينة الوجه فتصلها في أقل من نصف شهر وكان في الوجه محافظ يحكم المدينة من الشراكسة وقاضٍ ينظر في قضاياهم الشرعية وجند يحافظون على الأمن وسوق عام تعرض فيه السلع الواردة من الشمال والجنوب والغرب (5) .
وكان الطريق يتشعب بعد الوجه إلى العلا شرقاً وينبع جنوباً والمدينة المنورة من الناحية الجنوبية الشرقية وبذلك كان سير القافلة يستغرق في العادة نحو شهر ونصف إلى المدينة أو مكة وذلك للقافلة ذات السير السريع.
وكانت ثمة طرق أخرى أكثرها برية تمضي فيها قوافل الشام والقدس أهمها طريق العريش وطريق العلا وهو الطريق الذي يقطعه المحمل الشامي من دمشق في مدة لا تقل عن أربعين يوماً (6) .
وظلت هذه الطرق عامرة بقوافل الحجاج إلى سنة 1301 حيث اتخذ الحج المصري طريقه من السويس إلى جدة في المراكب الشراعية قبل استعمال البواخر كما سيأتينا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :436  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.